سلطت كاتبة إسرائيلية الضوء على رفض يهود بريطانيا زيارة النائب الإسرائيلي المتطرف رئيس حزب “الصهيونية الدينية”، بيتسلئيل سموتريتش، الذي وصل لندن ظهر الأربعاء الماضي.
وأكدت الكاتبة والصحفية الإسرائيلية إيريس ليعال، في مقال لها بصحيفة “هآرتس” العبرية، أن “بيان الجالية اليهودية في بريطانيا الرافض لمواقف سموتريتش، يشير إلى أن عملية الزرع التي نجحت في إسرائيل لن تنجح مع يهود في الخارج، وجسمهم رفض احتواء هذا العضو العنصري”.
سموتريتش لا يمثلهم
ونبهت إلى أن موقف يهود بريطانيا من النائب المتطرف سموتريتش “يدل أن التهديد الاكبر لإسرائيل ليس حركة المقاطعة “BDS” بل القومية المتطرفة التي جاءت من أوساط الصهيونية الدينية”.
وكانت “المنظمة العليا اليهودية البريطانية” قد أصدرت بيانا بمناسبة زيارة سموتريتش جاء فيه: “نحن نرفض المواقف المثيرة للاشمئزاز والأيديولوجيا التي تثير الكراهية لبتسلئيل سموتريتش، وندعو جميع أعضاء الجالية اليهودية البريطانية إلى عدم استقباله”.
ورأت كل من “بني عكيفا” وحركة “همزراحي” التابعة “للصهيونية الدينية” أن بيان “المنظمة العليا اليهودية” يدحض ادعاء سموتريتش الذي حاول تعليق الأمر بـ”أقلية تقدمية”، مشيرة إلى أنه “يمكن التأكيد بثقة أن الفروع المختلفة ليهود بريطانيا تخرج عن أطوارها للتوضيح لكل المجتمع البريطاني، أن سموتريتش لا يمثلهم”.
اقرأ أيضا: سفيرة إسرائيل في لندن شاركت بندوة مع نائب كنيست “مشين”
وقالت ليعال: “في الكنيست لا يوجد الآن أي شخص يحمل التفوق اليهودي كوسام على صدره مثل سموتريتش باستثناء الشذوذ الذي يسمى ايتمار بن غبير (نائب)، لقد حول نفسه سموتريتش لنوع مكثف من المتعصب المتزمت، وأي شخص يؤمن بتفوق العرق، فالحديث يدور عن رؤية حتى في نظر المحافظين البريطانيين والأمريكيين”.
وتابعت: “القصد، أنه ضمن أشخاص آخرين، جزء من أتباع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذين يؤمنون بـ”نظرية الاستبدال” والاستيراد من اليمين القومي المتطرف في فرنسا، الذي يؤمن بأنه تجري عملية متعمدة لاستبدال العرق الأبيض المتفوق لليهود”.
وأضافت: “الجيل الشاب ليهود الخارج نما داخل روح العصر، وتعرض في الجامعات لانتقادات تتعلق بتوزيع العنصرية وتجسيد نظريات ما بعد الكولونيالية، وبالنسبة لهذا الجيل، بدل تمثيل إسرائيل، مثل جزء منهم سموتريتش وأمثاله، وبهذا تحولوا لظلام لليهود، وهذا سبب الخزي والخوف”.
نائب إسرائيلي فظ وعنصري
وأكدت أنه “لم يبق للمحافظين اليهود أي خيار سوى إبعاد أنفسهم عن السموتريتشيين، وهذا سيزداد ويشتد”، مضيفة: “لكن هناك أمر آخر، يبدو أنه لم يستوعب هنا، وهو أن بنيامين نتنياهو اختار لنفسه كحليف اليمين القومي المتطرف، بدءا بترامب ومرورا بفيكتور أوربان وانتهاء بتياوش مورفايتسكي، الارتفاع في جرائم غير منفصلة عن موجة اليمين الشعبوية هذه، وهذا ما حدث في الولايات المتحدة وهنغاريا وبولندا وعدد من الدول، وهذا الأمر وصل أيضا بريطانيا”.
وأشارت الكاتبة إلى أن “الربط العلني بين شخص قومي متطرف إسرائيلي مثل سموتريتش ويهود الخارج، فقط أشعل الادعاء اللاسامي القديم بشأن الاخلاص المزدوج، حتى أن إعلانه أنه ينوي مناقشة حاخامات “حول الهوية اليهودية والعلاقة مع إسرائيل” لم تهدئ أي أحد، بل العكس”.
وأفادت بأن “سموتريتش يهدد يهود بريطانيا، لأنه ممثل غير محتمل لليهودية، الفظة والمفترسة والعنصرية والمشوبة بشعور التفوق”، مشيرة إلى أن المتطرف سموتريتش رد على يهود بريطانيا بقوله: “يا يهود بريطانيا، أنا أحبكم جميعا”، ولكنهم مسرورون بالتنازل عن حب سموتريتش وحب أي قومي متطرف في كنيست إسرائيل، من أجل القليل من الهدوء، وهنا يكمن جوهر القضية، فسموتريتش يعتقد أنه يمكنه اقناع الإسرائيليين بأنه ليس “شخص غير مرغوب فيه” في أوساط يهود الخارج، لكن عبثا”.
وبينت أنهم “في إسرائيل اعتادوا على سموتريتش، وعلى أيديولوجيته المثيرة للاشمئزاز، فعملية الزرع انتهت بنجاح، والجسم استوعب العضو العنصري”.
وخلصت إلى أن ما جرى مع النائب المتطرف سموتريتش، هو “تذكير مهم لكل من يعتقد أن التهديد الأكبر على إسرائيل هو حركة الـ “BDS”، لكن، يتبين أن القومية المتطرفة التي جاءت من أوساط الصهيونية الدينية تعرض للخطر إسرائيل في العالم أكثر بكثير”.