عبّرت كاتبة إسرائيلية عن قلقها وخوفها العميق من فشل أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي في وقف سلسلة عمليات المقاومة الفلسطينية التي تأتي ردا على جرائم جيش الاحتلال والجماعات الاستيطانية بحق الفلسطينيين.
وذكرت الكاتبة ليلك شوفيل في مقال لها بصحيفة “إسرائيل اليوم” بعنوان “أيام الرعب”، أن حكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو ومشاركة أحزاب اليمين وخاصة حزبي “الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريش و”القوة اليهودية” بقيادة إيتمار بن غفير، بعد أقل من شهر على إقامتها، “تجد نفسها في أول اختبار أمني متفجر ومعقد للغاية”.
وذكرت أن “موجة العمليات بدأت قبل حوالي 11 شهرا من هذه الحكومة، إلا أن هجمات نهاية الأسبوع في القدس المحتلة، وخاصة عملية إطلاق النار قرب مستوطنة نفيه يعقوب، أثبتت أن التصعيد مستمر هنا”.
ونبهت إلى أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أدركت أن نجاح العمليات قد يؤدي إلى هجمات جديدة، مستوحاة من منفذ العملية الذي نجح في قتل 7 مستوطنين إسرائيليين”.
ونوهت شوفيل إلى أنه رغم إعلان شرطة الاحتلال عقب عملية “نفيه يعقوب”، “زيادة التعزيز بشكل فوري، وتعزيز قوات الجيش في المناطق، فإن التعزيزات واليقظة الأمنية الإسرائيلية، فشلت في منع هجوم خطير آخر صباح السبت في القدس”.
وأوضحت أنه “لم يكن لدى الجهاز الأمني معلومات مسبقة عن الهجمات التي وقعت في نهاية الأسبوع، ولكن بعد اقتحام قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى قلب مخيم جنين للاجئين يوم الخميس الماضي وقتل تسعة فلسطينيين، تنتظرنا عطلة نهاية أسبوع معقدة”.
فترة الانفجار
وقالت: “بعد قتل هذا العدد من الفلسطينيين، لا يمكن إلا أن نفترض أن الوضع سيتدهور، وكما هو متوقع، ونظرا لارتفاع عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين، فقد هددت التنظيمات الفلسطينية على الفور بالانتقام، وردا على ذلك أطلقت صواريخ من غزة، وشاركت حماس في التصدي للطائرات الإسرائيلية التي هاجمت غزة مساء الخميس”.
وأشارت الكاتبة، إلى أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية، أوضحت أن فصائل المقاومة الفلسطينية منذ فترة وهي تحرض على التصعيد في الضفة الغربية المحتلة، و”العمليات نهاية الأسبوع، هي بالضبط ما أرادت الفصائل، التي دعت إلى الانتقام، كي تفكر إسرائيل مليا عندما تخطط لاقتحام عش الدبابير في مخيم جنين للاجئين”.
وأضافت: “بطريقة أو بأخرى، فلا دليل على تورط الفصائل في العمليات التي وقعت نهاية الأسبوع، وإذا كان هؤلاء منفذين غير منتمين للفصائل، فإن التجربة السابقة تظهر أن أكثر الإجراءات فعالية ضدهم هي النشر المكثف للقوات في الميدان والإعداد المناسب، بالإضافة إلى زيادة جمع المعلومات الاستخبارية من قبل “الشاباك”، مضيفة أن “من المشكوك فيه، أن تكون الردود المعتادة كافية هذه المرة”.
وذكرت أنه “مع انتهاء السبت، فقد عقد مجلس الوزراء السياسي والأمني المصغر (الكابينت) نقاشا طارئا، وتقرر تعزيز مكثف للقوات، إغلاق فوري لمنازل المنفذين واعتقال عائلاتهم، وتعزيز قانون ترحيل العائلات، وأكثر من ذلك، ولكن عندما يكون سموتريش وبن غفير في مثل هذه المناصب الرئيسية المهمة فمن المشكوك فيه تحقيق الرضا عن ذلك”.
وأكدت شوفيل، أن “العمليات صعبة للغاية بلا شك، لكن القرارات المتعلقة باستمرار الإجراءات الأمنية يجب أن تتخذ من الرأس وليس من البطن، والهدوء يجب أن يكون بشكل متوازن يهدئ المنطقة ولا يوسع دائرة العنف، ومع ذلك، فإن فترة معقدة ومتفجرة تنتظرنا، خاصة عندما يتم الاحتفال في غضون أسابيع قليلة بشهر رمضان، ويبدو أن الأيام القادمة ستثبت بالفعل المقولة المشهورة ’ما تراه من هنا لا تراه من هناك‘، وهذا ما سينطبق أيضا على الثنائي بن غفير وسموتريتش”.