– أعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، عن قلق حكومته من التصعيد في التوتر والمواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، محذراً من الخطوات الأحادية، ومعتبراً أن قرار السلطة الفلسطينية بسحب مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان خطوة إيجابية بهذا الاتجاه.
وأكد برايس لمراسل “القدس” دوت كوم في واشنطن، أنه يتوجب على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تؤمن إيماناً راسخاً بحل الدولتين وأن تحقيق ذلك على ألأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 (مع تبادل طفيف) هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال برايس، إن الإدارة جادة وملتزمة بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، من أجل استمرار التواصل مع الفلسطينيين. وفي ما يلي نص الحوار:
القدس: بالنسبة لقرار السلطة الفلسطينية مشروع قرار ، لماذا ضغطت الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين من أجل التراجع ووافقتم على بيان يفعل الشيء ذاته؟
الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: الأمر يعود للطرفين بشأن الترتيبات، الفلسطينيين والإسرائيليين للحديث عن ذلك، هم جاءوا إلى وجهة نظرنا ، وكانت وجهة نظرنا بشأن هذا الأمر ثابتة، حيث أننا لا نعتقد أن ذلك (مجلس الأمن الدولي) هو أفضل مكان لحل هذه القضايا. لقد شجعنا الجانبين ، الفلسطيني، والإسرائيلي ، على عدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب. طبعا في هذه الحالة لم يكن هناك قرار أمام مجلس الأمن الدولي (مطروح للتصويت) ونحن وقعنا على البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي وكنا واضحين في معارضتنا لأي خطوات أحادية الجانب بما في ذلك تقنين البؤر الاستيطانية وتوسيع الكتل الاستيطانية. هذا من جانب (نعارض ) التحريض على العنف والإرهاب ، ونعارض المدفوعات لأهالي من يشتركون في عمليات إرهابية.
وأكثر من ذلك، نحن نشجع كلا الجانبين، ليس فقط على تجنب الخطوات الأحادية التي رأيناها في الآونة الأخيرة ولكن أكثر من ذلك اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة التوترات؛ لإنهاء دائرة العنف هذه وربما للانتقال إلى ما وراء الفترة الحالية والبحث في أفاق ألأمل وآفاق الفرصة أمام الشعب الفلسطيني.
سؤال: يعني هناك مساواة ؟ جانب واحد يتخذ إجراءات مادية على الأرض (إسرائيل)؛ إنهم يستولون على الأرض ويضطهدون الناس ولديهم نقاط تفتيش وما إلى ذلك. ويذهب الطرف الآخر (الفلسطينيون) إلى الأمم المتحدة حيث لا تكترث إسرائيل ولا تتأثر إسرائيل بهذه القرارات، وهناك موازاة في ذلك؟
جواب: أنا لا أضع فعلًا واحدًا ضد الآخر ، فأنا أنظر إلى الصورة الأوسع… نحن نعارض (مبدئيا) الأعمال الأحادية من أي طرف. بالطبع تحدثنا بوضوح عندما يتعلق الأمر بما رأيناه من الإسرائيليين؛ نشجع الفلسطينيين على عدم الرد بطريقة تؤدي فقط إلى تفاقم التوتر.
سؤال: كيف تمكنتم أخيرًا من إقناع الفلسطينيين؟ من تحدث مع الفلسطينيين؟ هل كان هادي عمرو على سبيل المثال؟ هل كانت باربرا ليف أيضا؟
جواب: سأترك الأمر للأطراف للتحدث عن أي ترتيب قد يكونوا قد توصلوا إليه. لكن كما رأيت خلال عطلة نهاية الأسبوع لقد كنا منخرطين على أعلى مستوى ، كان الوزير (أنتوني) بلينكين على الهاتف، مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) نتنياهو؛ كان على الهاتف مع الرئيس (محمود) عباس؛كان على الهاتف مع نظيره الإماراتي (عبدالله بن زايد). لقد أجرينا عددًا من المحادثات ، بما في ذلك على مستوى الوزير (بلينكن) ، على مستوى الأمم المتحدة؛ مع إسرائيليين ، مع فلسطينيين ، مع شركاء في المنطقة كي نتمكن من تحقيق ذلك؛ شجعنا الأطراف نفسها على اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات.
سؤال: لقد كان هناك مقالا لصحيفة هأرتس الإسرائيلية تقول أن ثقة الفلسطينيين بمصداقية الولايات المتحدة وبالقيادة الفلسطينية متدنية جدا (بسبب سحب مشروع القرار) ؟ كيف يمكن لكم الوفاء ببعض الوعود التي قطعتها الإدارة على نفسها، كي تظهر السلطة الفلسطينية لشعبها الإنجازات التي حققتها؟
جواب: نحن نوضح هذه النقطة حول العالم… بشأن الحكم الرشيد. هذا ينطبق على السلطة الفلسطينية حيث أن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو حكم متجاوب ومسئول. عندما نلتقي بالسلطة الفلسطينية نوجه هذه النقطة إليهم مباشرة . الوزير بلينكن كان أه في رام الله قبل بضعة أسابيع فقط ، وكان هذا جزءًا من الحوار الذي أجراه مع الرئيس عباس وفريقه . أنت تعلم أن أول مهمة لهذه الإدارة كانت إعادة تأسيس العلاقة (مع الفلسطينيين) التي كانت لدينا ليس فقط مع السلطة الفلسطينية، وهو ما فعلناه، ولكن أيضًا مع الشعب الفلسطيني. لذا حتى ونحن نشجع السلطة الفلسطينية على توفير نوع الحكم المتجاوب والمسؤول الذي يستحقه الشعب الفلسطيني ، اتخذنا خطوات من تلقاء أنفسنا لدعم الرفاهية الاقتصادية والرفاهية الإنسانية للشعب الفلسطيني . لقد قدمت هذه الإدارة أكثر من 900 مليون دولار قدمناها للشعب الفلسطيني. هذه الأمور يحتاجها الفلسطينيون في غزة ، والفلسطينيون في الضفة الغربية ، ولقد حرموا منها لفترة طويلة. دعمنا وحده لن يحل كل التحديات. لكن ما نتمنى أن نفعله بدعمنا الإنساني؛ من خلال تشجيع الدعم الإنساني من دول وكيانات أخرى حول العالم هو إعادة آفاق الأمل ؛ إعادة آفاق الفرص التي غابت طويلا عن الفلسطينيين. نريد ضبط العودة إلى طريق التفاوض؛ إلى حل الدولتين .
سؤال: هل يشمل ذلك رفع الحصار عن غزة الذي يستمر منذ 17 عام؟
جواب: أولاً إسرائيل بالطبع لديها مخاوف أمنية مشروعة. وقد تم تذكيرنا بذلك مؤخرًا ونحن نستمر في التزامنا بأمن إسرائيل ، هذا أمر ثابت. وفي نفس الوقت الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا صعبة جدا خاصة في غزة. نعتقد أنه يمكن تحقيق شيئين في وقت واحد. نعتقد أن إسرائيل تستطيع اتخاذ الخطوات اللازمة للدفاع عن نفسها وتوفير الأمن لشعبها، كما أننا نحن في المجتمع الدولي، بما في ذلك الإسرائيليين، يجب أن نتخذ خطوات تسمح بتحسين الأوضاع إلإنسانية للشعب الفلسطيني بما في أهالي غزة. هذا ما نحاول عمله من خلال دعم اللأنوروا، ودعم القائمين بالإغاثة على الأرض. شجعنا دول أخرى أن تحذو حذوها. نظن – كما تعلم- أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون مقاييس متساوية من ألأمن والاستقرار والازدهار والفرص والكرامة.
سؤال: الحديث عن المعايير المتساوية للإسرائيليين والفلسطينيين هو أمر جيد جدا يحبه الفلسطينيون، ولكن الواقع يختلف لأن على الفلسطينيين أن يتحملوا الاحتلال والاضطهاد والحواجز المؤلمة، كيف لهم التساوي تحت ظروف كهذه؟
جواب: نحن نريد أن يتمكن الفلسطينيون من التحرك؛ نريد المنظمات غير الحكومية الفلسطينية أن تعود إلى العمل. نعم هذه هي النقاط العامة التي نطرحها. نريد الشعب الفلسطيني ، ينعم بهذه المعايير ونشجع الشركاء الإسرائيليين للعمل بهذا الاتجاه؛ السماح للشعب الفلسطيني باغتنام الفرص الاقتصادية التي يحتاجون إليها للحفاظ على آفاق الأمل ، وعلى الإسرائيليين في نهاية المطاف أن يوازنوا هذا مع المخاوف الأمنية المشروعة لديهم. ورئينا البندول بالطبع يتأرجح ذهابًا وإيابًا كما رأينا تصعيدًا للتوتر. إسرائيل في وضع يمكنها من اتخاذ خطوات نحو تهدئة التوتر دون المساومة على أمنها حتى نتمكن من رؤية البندول يتحرك للخلف في اتجاه أكثر استدامة، يزود الشعب الفلسطيني بدرجة أكبر من حرية الحركة، ودرجة أكبر من الفرص ومن ألأمن والاستقرار والازدهار.
سؤال: أنتم لا تريدون أن تروا الفلسطينيين يذهبون إلى المحافل الدولية كما تعلمون مثل الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية وإذا ما قاوموا بالحجارة والعصي، فسيتم تسميتهم بالإرهابيين، إلى أين يذهبون؟
جواب: أولاً الرد على سؤالك، العنف ليس هو الجواب أبداً. نحن ندين الإرهاب بجميع أشكاله. لقد كنا واضحين ومتسقين بشأن ذلك؛ التزامنا بأمن إسرائيل أمر مقدس، وساعدنا إسرائيل في الدفاع ضد الهجمات الإرهابية بما فيها تلك التي جاءت من غزة مثلا. الآن إلى سؤالك الأوسع ، أخيرًا الهدف بعيد المدى بالنسبة لنا هو حل الدولتين . نريد أن نضع الشعب الفلسطيني في موقع يكون له في نهاية المطاف دولة خاصة به وأن يكون لديه كل الإمكانات التي تتماشى معها- سيادة ، استقلال ، ديمقراطية ، حرية ، كرامة ، فرصة ، ورخاء ، كل هذه الأمور التي تبقى هي هدفنا ، كما أنها كانت هدف الإدارات الأميركية المتتالية. ولقد كنا واضحين أيضًا، أنه في الوقت الراهن، نحن لسنا على شفا حل الدولتين، وهذا أمر مؤسف ليس بسبب أي شيء حدث في الماضي أو في الأسابيع أو الأشهر الماضية ولكن على مدار سنوات طويلة ؛ نريد أن نتخذ خطوات طويلة المدى لرؤية حل الدولتين. لكننا نريد أن نتخذ خطوات فورية على المدى القريب للحفاظ على الأمل ، للاستمرار والإبقاء على الأمل حيا . نحن نعارض كل الخطوات التي تهدد قابلية البقاء وآفاق حل الدولتين. نحن نشجع بقوة كل الخطوات التي من شأنها أن تنهض بآفاق حل الدولتين. لذلك وإن لم نكن على شفا المفاوضات البناءة التي تؤدي إلى حل الدولتين ، فإن جزءًا من إستراتيجيتنا هو توفير الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني مع أشكال أخرى من الدعم كي نحافظ على هذا الاحتمال ، ونحافظ على آفاق الأمل هذا على قيد الحياة إلى حد كبير.
سؤال: إذاً هذا الحل عن تحقيقه سيكون على ألأرض المحتلة عام 1967بما في ذلك القدس الشرقية؟.
جواب: دولتين لشعبين في النهاية هذه ستكون عبر مفاوضات بين الأطراف أنفسهم. لكن الصيغة كانت دائمًا متفق عليها بناء على خطوط 1967 هذه –وتبادل أراض طفيف – لكن بشكل كبير على خطوط 1967 بما في ذلك القدس وهي أحد قضايا الوضع النهائي – هذه إحدى تلك القضايا التي سيحددها الإسرائيليون والفلسطينيون لأنفسهم. أه لكن مرة أخرى نحن ندعم حل الدولتين لشعبين يعيشان جنبًا إلى جنب بإجراءات متساوية للديمقراطية والحرية والازدهار والفرص والكرامة.
سؤال: القنصلية في القدس، هل من المحتمل أن نشهد إعادة فتح القنصلية في القدس قريب؟
جواب: نحن ملتزمون أه بفتح قنصلية في القدس. هذا التزام مبكر لهذه الإدارة ونحن سنبقى ملتزمون . تحدثنا عن هذا الأمر عندما كنا في رام الله في آخر لقاء مع الرئيس عباس . كما أننا نركز على المسألة مع شركائنا الإسرائيليين أيضا .
سؤال: وماذا عن ارتفاع وتيرة عنف المستوطنين؟
جواب: إن إدانتنا للإرهاب وإدانتنا للعنف بعض النظر عن من يرتكبه. العنف ليس هو الحل أبدًا. لا يهم ، من وراءه. نريد أن نرى الأطراف تتخذ خطوات لتهدئة التوترات للتقليل منه.
سؤال: هل من المتوقع أن يقوم الرئيس الفلسطيني أو رئيس وزراء إسرائيل بزيارة إلى واشنطن في المستقبل القريب؟
جواب: ليس لدي أي تصريحات عن هذا الأمر لكن مرة أخرى ، عندما يتعلق الأمر بالسلطة الفلسطينية، عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني ، فقد كانت هذه مهمة مبكرة لهذه الإدارة لإعادة العلاقة مع السلطة الفلسطينية لإعادة العلاقة مع الشعب الفلسطيني، ولقد فعلنا ذلك، وقمنا به على مستويات عالية. طبعا الرئيس بايدن عندما كان في المنطقة أتيحت له فرصة مقابلة الرئيس عباس، كما أتيحت الفرصة للوزير بلينكن لرؤية الرئيس عباس؛ هذه المشاركة مستمرة.