نشبت خلافات حادة بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ومفوض شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، بسبب المظاهرات المناهضة لخطة الحكومة اليمينية بشأن القضاء.
وانتقد بن غفير تعامل الشرطة مع المتظاهرين ضد التغيرات القانونية، ووصفهم بـ”الفوضويين”، واستدعى قائد منطقة القدس دورون تورجمان للتحقيق معه.
وتشهد شرطة الاحتلال عاصفة داخلية عقب توجه بن غفير لتشكيل فريق من كبار ضباطها المتقاعدين لمساعدة قائدها شبتاي، مما يسفر عن اشتداد المواجهة بين الأخير وبن غفير الذي يتهمه بالعجز عن التعامل مع الوضع المتفجر من الاحتجاجات التي تنظمها المعارضة، إلى تفشي الجريمة بين الإسرائيليين.
موقع “إسرائيل نيوز” كشف في تقرير أن “كبار مسؤولي الشرطة هاجموا قرار بن غفير باستدعاء قائد منطقة القدس للتحقيق، ووصفوا الخطوة بأنها “وصمة عار عليه”، مما دفع قائد الشرطة للمسارعة لدعم تورجمان، ومهاجمة بن غفير.
ونشر قائد الشرطة بيانا أكد فيه دعمه لقائد منطقة القدس وضباطه، معربا عن أسفه لأن التحقيق معه يجري علنا أثناء عمل قوات الشرطة في الميدان، وليس من خلال تحقيق عملياتي في الأمور التي يتم إجراؤها في نهاية النشاط كما هو معتاد.
وأضاف أنه “على خلفية التعامل مع احتجاجات المعارضة، فإن الخلاف بين شبتاي وبن غفير يتصاعد، ووصل ذروته في تشكيل الأخير فريقا من الضباط المتقاعدين لمساعدة شبتاي، رغم عدم طلبه ذلك، حتى أن مسؤولا كبيرا في شرطة الاحتلال اتهم الوزير بأنه يقترب من الوقاحة”.
وصف المتظاهرين بـ”الفوضويين”
ليران تمري مراسل صحيفة “يديعوت أحرنوت”، ذكر أن بن غفير ارتأى اختيار وصف جديد للمتظاهرين الإسرائيليين، وهو “الفوضويين”، رغم أن من بينهم جنرالات متقاعدون في الجيش والشرطة وأجهزة الأمن، على رأسهم قائدا الجيش السابقان موشيه يعلون وماتان فيلنائي، وقائد الاستخبارات العسكرية عاموس مالكا، وقائد المنطقة الجنوبية تال روسو، والرئيس السابق لجهاز الشاباك عامي أيالون، والرئيس السابق للموساد تامير باردو، والعديد من كبار المسؤولين الآخرين.
وأضاف في تقرير أن “الجنرال يوناتان توليدانو الذي خدم في وحدة التخلص من القنابل في الجيش، وما زال اليوم في قيادة الجبهة الداخلية، لا يشعر بالراحة تجاه اللقب الذي حصل عليه من الوزير الذي كان في السجن، وتم القبض عليه، واليوم يحاول تغيير الدولة بشكل جذري”.
وتابع: “هذه ليست الطريقة التي يتم بها تغيير القوانين، ولا ينبغي لمجموعة من المجرمين تحديد كيفية سير المحكمة العليا، الوضع صعب، أنا عسكري ولدي ابنان في الجيش، إذا أرادوا اعتقالنا، فليتفضلوا”.
أما “يوآف مقاتل المدرعات في الخدمة الاحتياطية، فردّ على بن غفير قائلا إنه أمر محرج أن يكون ذات الوزير هدفًا سابقًا للشاباك، وهو اليوم للأسف وزير للشرطة، يتهمنا بالفوضى نحن الذين نخاف على أمن الدولة، وخدمنا في الجيش عقودا طويلة”.
أما موتي المقاتل السابق في سرية هيئة الأركان لقوات النخبة، فأبدى تخوفه ألا يؤدي وصف بن غفير للمتظاهرين بالفوضويين إلى إراقة الدماء، “لأنه عندما ترى الكراهية الصافية لبعض الإسرائيليين تجاه بعضهم، فإن البعض منهم يسعى لإلقائنا في سلة المهملات أو في البحر، إنه أمر مقلق للغاية”.
أتيلا شومبلبيه مراسل صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أكد أن الرئيس السابق للحركة الأمنية الوطنية الجنرال عاموس مالكا خرج ضد بن غفير، الذي أطلق على المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق بأنهم “فوضويون”، مضيفا أن مثل هذا الوصف سيتسبب بزيادة الاحتجاجات، والكتلة الحرجة ستزداد، وستكون هناك أيضًا احتجاجات في الأسبوع المقبل، وستتصاعد.
ونقل في تقرير عن الجنرال عاموس أونغر النائب السابق لقائد لواء المدرعات أنه “إذا وصفني يهودي مثل بن غفير بأنني “فوضوي” فهذا شرف لي، مع أننا نواجه حوضًا مكسورًا، كل الصهيونية تقترب من نهايتها، اليوم علينا أن نخرج للدفاع عنها مرة أخرى، وبالتالي سيكون أمامنا صراع طويل”.
تكشف هذه المرحلة المتقدمة من تبادل الاتهامات بين الإسرائيليين عن مزيد من الدعوات الصريحة لإعلان التمرد على الحكومة مما يؤكد وجود توجه ضمني لإحراق كيان الاحتلال، وإن لم يقولوها صراحة، في ضوء شيوع أجواء التوتر والاستقطاب فيها بصورة خطيرة، وبات وضعها ضعيفا بما فيه الكفاية لأن يطلق أي شخص النار أو يدهس آخرين، وحينها سيغرق الإسرائيليون جميعًا في الهاوية.
وتؤكد هذه المواقف الإسرائيلية أن المظاهرات الأخيرة أشاعت شعورا بين الإسرائيليين مفاده بأن النار مشتعلة، وأنَّ أوضاعهم الداخلية باتت معقدة، ومخاوفهم متزايدة، لأن في الحكومة الجديدة شخصيات ووزراء يجعلون الأمر أكثر ترويعا وتوترا وصدمة.