كشف مركز “صدى سوشال” المعني بالحقوق الرقمية الفلسطينية، اليوم الإثنين، في تقريره السنوي الخاص بتوثيق الانتهاكات التي تطال المحتوى الفلسطيني في الفضاء الرقمي، أنه وثق ضمن انتهاكات مواقع التواصل الاجتماعي خلال العام المنصرم 2022، أكثر من 1230 انتهاكًا ضد المحتوى الرقمي والفلسطيني.
وأوضح “صدى سوشال” خلال مؤتمر صحفي عقده في مؤسسة “لمة صحافة” اليوم الإثنين، للإعلان عن التقرير، أن الطرف الأكبر في حصيلة ممارسة الانتهاكات تجاه المحتوى الفلسطيني هي شركة “ميتا” بمنصاتها؛ “فيسبوك”، و”انستغرام”، و”واتساب”.
وجاءت الشكاوى التي وثق المركز الانتهاكات الواردة فيها بواقع: 805انتهاكات على منصة “فيسبوك”، وانتهاكات “انستغرام” 165، و”واتساب” 96، و”تويتر” 68، و”تيك توك” 52، و”يوتيوب” 26، و”كلوب هاوس” 11 انتهاكًا، و”تلغرام” 6 انتهاكات، وانتهاك واحد على “ساوند كلاود”.
وتضمنت هذه الانتهاكات، وفق “صدى سوشال”، إغلاق وحذف حسابات وصفحات، وحظر للنشر والبث المباشر والإعلان، وإزالة المحتوى، وتضييق الوصول والمتابعة وفرض قيود على النشر، وحظر للأرقام، وحذف للمجموعات في منصات المحادثات مثل “واتساب”.
وأشار المركز إلى أن العام 2022، قد مثل امتدادًا لمساعي حصار فلسطين في الفضاء الرقمي، وتزايدًا لتماهي مواقع التواصل الاجتماعي مع سياسات الاحتلال وامتثالها لمعاييره، فيما شدد المركز على أن المؤشر الأكثر خطورة العام الماضي، هو اتجاه شركات التقنيات الرقمية لتقديم خدمات للمؤسسات الأمنية للاحتلال تستخدمها في قمع الفلسطينيين والتجسس عليهم.
من جانب آخر، تطرق “صدى سوشال” إلى الاستهداف المستمر للصحفيين الفلسطينيين، خصوصاً أن 58% من الانتهاكات جاءت بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وقد ارتبطت هذه الانتهاكات بما نشروه على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو ممارستهم لعملهم في تغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وأن ما يقارب 87٪ من الانتهاكات كانت للحسابات التي تنشر محتواها من داخل فلسطين التاريخية.
أما عن نوع المحتوى الذي تعرض للانتهاك، فكان المحتوى المنشور على شكل نص هو الأعلى من حيث الانتهاكات بواقع 33% من مجمل الانتهاكات، تليها الصور 29%، والفيديوهات 18%، وما يقارب 1% لكل من البث المباشر والتعليقات.
ووفق تقرير “صدى سوشال”، فقد استمرت إدارة شركة “ميتا” بإدخال المصطلحات الفلسطينية في قوائم الحظر المضمنة بـ”الخوارزميات”، حيث احتوت هذه القوائم على أسماء ورموز وطنية فلسطينية، وشخصيات تاريخية، وجهات سياسية، وجمعيات ومؤسسات أهلية نشطة في التضامن مع الشعب الفلسطيني، تم وصفها في قوائم الإرهاب، وهي قوائم لا زالت معتمدة وفاعلة رغم الاحتجاج الكبير من قبل المستخدمين وعديد من المؤسسات الحقوقية والجهات المعنية بالدفاع عن الحقوق الرقمية.
ونوه مركز “صدى سوشال” أن استمرار إدارة “ميتا” بإدخال المصطلحات الفلسطينية في قوائم الحظر المضمنة بـ”الخوارزميات”، يعكس وجود إدانة مسبقة لما تختزنه الثقافة الفلسطينية من تعبيرات عن واقعها.
وأكد المركز على تسجيله حوادث ووقائع عدة تعكس الدور الخطير الذي تلعبه تقنيات وبرمجيات التجسس التي قدمتها شركات إسرائيلية، ومساهمة هذه التقنيات في انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين وحول العالم، وذلك رغم المطالبات المستمرة من المراكز الفلسطينية المعنية ومراكز حقوقية محلية ودولية بحظر بيع واستخدام وتصدير هذه التقنيات.
وطالب المركز بالتعامل الجدي فلسطينياً مع ملف الحقوق الرقمية الفلسطينية والانتهاكات المتصاعدة لها، خصوصاً أن هذا الفضاء لم يعد التحدي الوحيد فيه هو حذف الحسابات الفلسطينية أو التضييق على الرواية الفلسطينية وتغييبها، بل بات يتصل بشكل أساسي بشراكة بين الاحتلال وشركات وحكومات عدة تستخدم التقنيات الرقمية لملاحقة وسجن وقتل الفلسطينيين.