يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك لأول مرة منذ تولي الأخير رئاسة الحكومة الإسرائيلية الحالية قبل نحو تسعة أشهر، وفي ضوء خلافات بين الطرفين إزاء عدد من القضايا.
ويستمر اللقاء لنحو ساعة من الزمن بحسب ما أشار مكتب نتنياهو.
ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان خلال اللقاء 4 ملفات أساسية:
مسألة التطبيع بين إسرائيل والسعودية وإبرام اتفاق أميركي- سعودي إسرائيلي، في مقدّمة هذه الملفات.
التوتر الحاصل في الساحة الفلسطينية في ظل ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
ومناقشة الأزمة الإسرائيلية الداخلية المتعلقة بالتعديلات القضائية التي تقودها حكومة نتنياهو.
كما من المرجّح إثارة الملف النووي الإيراني.
ويأتي لقاء اليوم في مرحلة شهدت انتقادات شديدة اللهجة أحياناً وجهتها الإدارة الأميركية ضد الحكومة الإسرائيلية، بمن في ذلك الرئيس بايدن نفسه الذي وصفها بأنها الأكثر تطرفاً منذ عقود.
لكنها بالمقابل لم تتخذ أي خطوات فعلية للتخفيف من حدة ممارسات حكومة الاحتلال على مختلف الأصعدة، خصوصاً في الضفة الغربية المحتلة. كما لم يؤثر التوتر على العلاقة الراسخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتعاون في الجانب الأمني ومختلف المستويات.
وناشد بايدن نتنياهو في أكثر من مناسبة وقف قوانين التعديلات القضائية، وعدم المضي في تشريعات لا تحظى بتوافق واسع في إسرائيل، خاصة في ظل التظاهرات والاحتجاجات الواسعة من قبل معارضي الخطة، لكن الائتلاف الحاكم ماضٍ في طريقه، الأمر الذي كان أحد أسباب عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض حتى اليوم رغم رغبته الكبيرة بذلك، واستبدال ذلك بلقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي مارس/آذار الماضي، قال بايدن إن نتنياهو لن يُدعى الى البيت الأبيض في “الفترة القريبة”.
وفي يوليو/تموز الماضي أجرى الزعيمان مكالمة هاتفية، أعلن مكتب نتنياهو بعدها، أن بايدن دعاه إلى الولايات المتحدة. وادّعى مسؤولون في مكتب نتنياهو لاحقاً بأن الرئيس الأميركي دعاه إلى البيت الأبيض، فيما اكتفى الطرف الأميركي في حينه، بالقول إن لقاءً سيُعقد بينهما على أرض الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما عادت لتؤكده اليوم، بأن الرئيس الأميركي سيسأل رئيس الوزراء الإسرائيلي إن كانت حكومته مستعدة لاتخاذ خطوات مهمة وجديّة لصالح الفلسطينيين، كجزء من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.
ويكتسب هذا السؤال أهمية خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، للتلفزيون الرسمي، الاثنين، إنه “لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدون دولة فلسطينية مستقلة”، مشدداً على أهمية إعادة حل الدولتين إلى الواجهة، ما قد يحمل رسالة إلى الجانب الإسرائيلي بأن اتفاقية التطبيع يجب أن تشمل القضية الفلسطينية.
ويتعارض الطرح السعودي في هذا السياق كلياً مع توجهات حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة التي تعارض أي خطوات لصالح الفلسطينيين وترفض معظم مركّباتها ربط التطبيع بالقضية الفلسطينية.
في المقابل، أشار بايدن في خطابه أمس الثلاثاء في الجمعية العامة، إلى أن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لن يكون على حساب اتفاق إسرائيلي- فلسطيني على أساس حل الدولتين.
ومن المنتظر أن يناقش بايدن ونتنياهو في لقائهما اليوم، بحسب العديد من التقارير الإسرائيلية، طلب السعودية إقامة برنامج نووي مدني، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
ويرافق رئيس “الموساد” الإسرائيلي دافيد (ددي) بارنيع نتنياهو، ومن المتوقع مشاركته في جزء من لقائه مع بايدن. وكان بارنيع قد دُعي إلى البيت الأبيض قبل نحو شهرين من أجل عرض موقف المستوى الأمني الإسرائيلي حيال قضية النووي السعودي.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “هآرتس” اليوم الأربعاء، أن خبراء نوويين كبارا في إسرائيل والولايات المتحدة، لم تسمهم، حذّروا سابقاً من أن الموافقة الأميركية على تخصيب اليورانيوم في السعودية ستدفع دولا أخرى، بينها كوريا الجنوبية، إلى تقديم طلب مشابه إلى واشنطن.
ويعارض المستوى الأمني الإسرائيلي بشدة البرنامج النووي السعودي، كما أبدى العديد من المسؤولين الأمنيين في الآونة الأخيرة، تخوّفهم من موافقة نتنياهو عليه، في سبيل إنجاح اتفاقية التطبيع التي يبدي اهتماماً كبيراً بها.
يذكر أن نتنياهو التقى أمس بشكل منفصل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولاحقت الاحتجاجات المعارضة لخطة التعديلات القضائية نتنياهو إلى نيويورك، التي شهدت تظاهرات بهذا الصدد، من المنتظر أن تستمر في الأيام القريبة، كما ستُنظم اليوم تظاهرة مركزية خلال لقاء نتنياهو وبايدن.