كُشف النقاب في” إسرائيل”، بأن قيادة الجيش هي من قامت بحض الحكومة على اتباع سياسة “الحياد” تجاه الحرب الروسية ضد أوكرانيا، خشية من تأثير الموقف المساند لكييف على الأوضاع الأمنية في سوريا، والهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي هناك بتنسيق مع روسيا.
ووفق تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن ضباطا في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وصفوا سياسة “الحياد” بأنها “متوازنة ومسؤولة وواقعية إزاء تحديات الجيش”.
ويقول ضباط جيش الاحتلال، إنه بالرغم من أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، لكن الروس يتواجدون عند الحدود، وأن الحرب مع إيران في الأراضي السورية لم تتوقف. ويرون أن سياسة رئيس الحكومة نفتالي بينيت الذي يحاذر بين الدولتين العظميين “صحيحة حتى الآن”.
وقد أبدت قيادة جيش الاحتلال رضاها لتصريحات السفير الروسي في تل أبيب، والتي أعلن فيها أن التنسيق العسكري بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا سيستمر.
لكن رغم ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن هذا التنسيق لم يخضع لامتحان حقيقي منذ نشوب الحرب في أوكرانيا، وسلاح الجو لم يشن غارات في عمق الأراضي السورية في الأسبوع الأخير.
وأشارت الصحيفة إلى أن وفدا أمنيا روسياً يتوقع أن يزور إسرائيل، يوم الخميس المقبل، في إطار لقاءات التنسيق الأمني التي تُعقد مرة كل شهر.
وأضافت الصحيفة أن قيادة الجيش الإسرائيلي تُدرك جيدا القدرات الروسية في سوريا التي بحوزتها منظومات قتالية إلكترونية وقدرات سيبرانية ومنظمومات دفاع جوي “إس-300” و”إس-400″، التي يسمح الروس أيضا لضباط سوريين بالدخول إليها من أجل التدريب.
وذكر التقرير العبري، أن الجيش الإسرائيلي يستخلص الدروس من الحرب في أوكرانيا بقدر الإمكان، كما يتابع شكل الاجتياح البري الروسي، حيث تتقدم أرتال الدبابات ببطء في الأراضي الأوكرانية، وتواجه مشاكل في الإمدادات والصيانة، دون أن تسجل إنجازات سريعة كما كان متوقعا، وكذلك عدم استخدام روسيا سلاحها الجوي في أوكرانيا.
ويراقب جيش الاحتلال الخطط العسكرية للجيش الروسي، وعمليات التقدم لاحتلال العاصمة كييف، لأخذها في عين الاعتبار في أي حرب برية تنوي إسرائيل شنها لاحقا ضد غزة أو لبنان.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، انتقد إسرائيل، بسبب موقفها من الحرب الروسية ضد بلاده، وقال إنه كان يتوقع دعما أكبر منها، ونقل عنه القول: “لدينا علاقة جيدة جدا مع القيادة الإسرائيلية، لكن الاختبار الحقيقي يكون وقت الحاجة”.
وقد كان الرئيس الأوكراني أجرى عدة اتصالات مع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت. كما كُشف النقاب سابقا، بأن أوكرانيا طلبت من إسرائيل مدها بإمدادات عسكرية، إلا أن الأخيرة رفضت، وقامت بإرسال مساعدات إنسانية فقط لأوكرانيا.
كما كشف بأن المستوى السياسي في تل أبيب، رفض طلبا تقدم به المستوى المهني في وزارة الخارجية، بنقل “مساعدات دفاعية لاستخدام إنساني”، مثل خوذات وسترات واقية لأوكرانيا.
وقد أقر السفير الأوكراني لدى تل أبيب يفغيني كورنيتشوك، بأن زيلنسكي طلب من بينيت خلال اتصال سابق جرى بينهما بعد بدء الحرب بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وأضاف: “نحن بحاجة إلى أسلحة دفاعية. لن أتمكن من الخوض أكثر من ذلك فيما يتعلق بنوعية وعدد الأسلحة التي نحتاجها. نأمل أن تتصرف إسرائيل مثل بقية العالم وتساعدنا بالسلاح أيضًا”.
وفي هذا الوقت تدرس حكومة الاحتلال إقامة “مستشفى ميداني” في أوكرانيا، والمتوقع أن يتم العمل على إنشائه خلال الأيام القليلة القادمة.
يشار إلى أن حكومة تل أبيب تستغل حاليا الحرب الروسية ضد أوكرانيا، من أجل استقدام يهود من كلا البلدين للإقامة في إسرائيل.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن هناك حوالي 20 إلى 30 الف يهودي سيهاجرون إلى إسرائيل من أوكرانيا، إلى جانب زيادة كبيرة متوقعة للهجرة من روسيا.
هذا وقد قررت وزارة الهجرة والاستيعاب في حكومة الاحتلال، الاعتراف بالمهاجرين الأوكرانيين الفارين من مناطق المعارك والطوارئ، وإعطائهم منحة مالية لمرة واحدة، بالإضافة إلى سلة الاستيعاب والسكن المؤقت في فندق.
وحسب الترتيبات الإسرائيلية سيحصل كل مهاجر يأتي من أوكرانيا على منحة لمرة واحدة تبلغ حوالي 6000 شيكل، وسيحصل الزوجان على 11000 شيكل، فيما ستتلقى كل أسرة 15000 شيكل. “الدولار الأمريكي يساوي 3.22 شيكل”.
وكانت كل من وزيرة الهجرة والاستيعاب في حكومة الاحتلال بنينا تيمانو شيتا، ووزيرة الداخلية شاكيد، قررتا تسهيل التعامل مع المتقدمين للهجرة من أوكرانيا وروسيا، مثل الإعفاء من “شهادة النزاهة”.