بالتفاصيل.. ماذا حدث في ليلة الرعب النووي ؟

أعلنت السلطات الأوكرانية، الجمعة، إخماد حريق في أكبر محطة نووية في أوروبا، أشعله قصف روسي، بينما سيطرت القوات الروسية على الموقع.

وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية في بيان إن هناك أضرارا لحقت بمقصورة المفاعل رقم 1 في مصنع زاباروجيا في مدينة إنرهودار، لكنها لا تؤثر على سلامة وحدة الطاقة. وأضافت أن العاملين في العمليات يضمنون سلامتها، وقال مسؤولون أوكرانيون إن مستويات الإشعاع في المنطقة لم تكن خطيرة.

بداية الهجوم

وجاء قصف المحطة في الوقت الذي ضغط فيه الجيش الروسي على هجومه على مدينة أوكرانية حيوية منتجة للطاقة وكسب الأرض في محاولته لعزل البلاد عن البحر.

في وقت لاحق، أظهرت كاميرا أمنية تم بثها مباشرا ومرتبطة من الصفحة الرئيسية لمحطة زاباروجيا ما بدا أنه مركبات مصفحة تدخل ساحة انتظار المنشأة وتسلط الأضواء الكاشفة على المبنى حيث تم تركيب كاميرا.

كانت السلطات النووية الرائدة تشعر بالقلق – لكنها لم تشعر بالذعر – بشأن الأضرار التي لحقت بمحطة الطاقة.

مع ذلك، أدى الهجوم إلى مكالمات هاتفية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي جو بايدن وقادة آخرين في العالم.

قامت وزارة الطاقة الأميركية بتنشيط فريق الاستجابة للحوادث النووية كإجراء احترازي.

في وقت سابق، قال المتحدث باسم المحطة النووية أندري توز للتلفزيون الأوكراني إن القذائف كانت تسقط مباشرة على المنشأة وأضرمت النيران في أحد مفاعلاتها الستة. وقال إن المفاعل قيد التجديد ولا يعمل لكن بداخله وقود نووي.

وقال جهاز الطوارئ التابع للحكومة في بيان على صفحته في موقع فيسبوك إنّه “في الساعة 06:20 تمّ إخماد النيران. ليس هناك ضحايا”.

 

رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

قياس الإشعاع

قالت الإدارة العسكرية الإقليمية في زاباروجيا إن القياسات التي تم إجراؤها في الساعة 7 صباحا الجمعة، أظهرت أن مستويات الإشعاع في المنطقة “تظل دون تغيير ولا تعرض حياة وصحة السكان للخطر”.

أعلن عمدة إنرهودار، دميترو أورلوف، على قناته على تطبيق تيليغرام صباح الجمعة أن “الحريق في (المحطة النووية) قد تم إخماده بالفعل”.

وقال مكتبه لوكالة الأسوشيتد برس إن المعلومات جاءت من رجال الإطفاء الذين سُمح لهم بدخول الموقع طوال الليل.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الحريق لم يؤثر على المعدات الأساسية وأن المنظم النووي الأوكراني لم يبلغ عن أي تغيير في مستويات الإشعاع. ووافقت الجمعية النووية الأميركية على ذلك، قائلة إن مستويات الإشعاع الأخيرة ظلت ضمن مستويات الخلفية الطبيعية.

ووفقا لتقرير داخلي حصلت عليه وكالة أنباء رويترز، فإن محطة توليد الكهرباء تعمل بجزء بسيط من قدرتها. وجاء في إخطار داخلي للوكالة أن:

– الوحدة 1 “في حالة انقطاع”.

– تم فصل الوحدتين 2 و3 عن الشبكة، ويجري تبريد المنشأة النووية.

– الوحدة 4 “تعمل بقدرة 690 ميغاوات”.

– الوحدتان 5 و6 “جاري تبريدهما”.

 

الانفجار في المنشأة النووية

قلق من “كارثة”

وجدد الهجوم المخاوف من أن الغزو قد يدمر أحد المفاعلات النووية الأوكرانية البالغ عددها 15 ويطلق حالة طوارئ أخرى مثل حادث تشيرنوبيل عام 1986، وهو أسوأ كارثة نووية في العالم، والذي وقع على بعد 110 كيلومترات شمال العاصمة.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في “الساعات المقبلة” لإثارة قضية هجوم روسيا على محطة الطاقة النووية، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

في خطاب مؤثر في منتصف الليل، قال زيلينسكي إنه يخشى حدوث انفجار قد يكون “نهاية الجميع. نهاية أوروبا. إخلاء أوروبا”.

وقال: “فقط الإجراءات العاجلة من قبل أوروبا يمكن أن توقف القوات الروسية. لا تسمحوا بموت أوروبا من كارثة في محطة للطاقة النووية”.

لكن معظم الخبراء لم يروا شيئا يشير إلى كارثة وشيكة.

الرواية الروسية

ألقت وزارة الدفاع الروسية مسؤولية هجوم على موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا على مخربين أوكرانيين ووصفته بأنه استفزاز وحشي.

وقال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المحطة النووية تعمل بشكل طبيعي وإن المنطقة تخضع للسيطرة الروسية منذ 28 فبراير.

وأضاف: “الليلة الماضية في المنطقة المجاورة لمحطة الكهرباء، قام نظام كييف القومي بمحاولة استفزاز وحشية.

“قرابة الساعة الثانية فجرا خلال دورية حراسة في المنطقة المجاورة لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا، تعرضت دورية متنقلة للحرس الوطني لهجوم من مجموعة تخريبية أوكرانية”.

وتابع “تم إطلاق نيران أسلحة خفيفة كثيفة على جنود من الحرس الوطني الروسي من نوافذ عدة طوابق في مجمع تدريب يقع خارج محطة الطاقة”.

وقال إن الدورية الروسية ردت بإطلاق النار لصد الهجوم وإن “المجموعة التخريبية” تركت مجمع التدريب وأضرمت النيران فيه أثناء مغادرتها.

 

الانفجار في المنشأة-

حقائق عن محطة زابوريجيا 

فيما يلي 5 حقائق عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا من حيث السعة الإنتاجية، والتي قالت السلطات المحلية الأوكرانية إن القوات الروسية سيطرت عليها.

– زابوريجيا هي الأكبر بين أربع محطات للطاقة النووية في أوكرانيا والتي توفر معا حوالي نصف الكهرباء في البلاد.

– قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هذه هي المرة الأولى التي تندلع فيها حرب في بلد يضم مثل هذا البرنامج النووي الضخم.

– تبلغ طاقة كل وحدة من وحدات زابوريجيا الست 950 ميغاوات أو ما مجموعه 5.7 جيجاوات وفقا لقاعدة بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تم توصيل الوحدة الأولى بالشبكة عام 1984 والأخيرة عام 1995.

– محطة توليد الكهرباء تعمل بجزء بسيط من قدرتها.

– تعتبر محطة توليد الكهرباء ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا لأنها لا تبعد سوى 200 كيلومتر عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.