هآرتس: أحداث الضفة الغربية الأخيرة تدفع بالأوضاع نحو الانفجار الشامل

تدفع أحداث الأحد في الضفة الغربية، بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه مئات المستوطنين بحراسة جيش الاحتلال على بلدة حوارة، وإحراقهم عشرات المنازل والسيارات، بالوضع في الضفة الغربية المحتلة إلى شفير الانفجار الشامل.

وتعليقا على ذلك قالت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها يوم الاثنين، بعنوان” أحداث الضفة الغربية الأخيرة تدفع بالأوضاع نحو الانفجار الشامل”، إن الجيش الإسرائيلي بدا وكأنه فقد السيطرة على الأمور مساء الأحد مشيرة إلى أنه لم “يكن قادراً على وضع حدّ لأعمال الشغب”، ولكن الجانب الفلسطيني قال إن قوات الجيش شاركت في تغطية الهجمات التي أدت إلى مقتل فلسطيني وجرح العشرات.

ويرى المحرر آموس هاريل أن ما حدث يوم الأحد، بالقرب من نابلس يهدد بانفجار الأوضاع بشكل شامل، مذكراً بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية حذرت من هذا الأمر مراراً في الفترة الأخيرة.
أحداث الأحد جاءت فيما عقد الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني اجتماعاً أمنياً نادراً في العقبة الأردنية، تمّ بوساطة وسعي واشنطن المشغولة بأحداث أوكرانيا وروسيا والصين، والتي ترغب بشدة في تهدئة الأوضاع، قبل حلول شهر رمضان. 

أمنياً، ساءت الأوضاع كثيراً في السنتين الأخيرتين، حيث قتل الإسرائيليون بشكل شبه يومي فلسطينياً واحداً على الأقل في الضفة الغربية، فيما نفذ فلسطينيون هجمات عديدة رداً على ذلك.

ويقول هاريل إن ما جرى يظهر ضعف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في السيطرة على مفاتيح الحل السياسي والدبلوماسي.

وكان مكتب نتنياهو حاول التقليل من قيمة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العقبة، حيث تعهد المسؤولون الإسرائيليون المشاركون فيه بوقف عمليات الاستيطان، الأمر الذي تحفظ عليه مباشرة المتطرفون في حكومة نتنياهو، أبرزهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وقال الاثنان بعد الاجتماع فوراً إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العقبة غير ملزم بالنسبة لهما.

ومنذ الأسبوع الماضي، نفذت القوات الإسرائيلية عملية كبيرة في نابلس في محاولة منها لتوقيف عناصر من مجموعة عرين الأسود المسلحة ما أدى إلى مقتل 11 فلسطينياً. 
ومنذ ذلك اليوم، حذرت الاستخبارات الإسرائيلية مراراً من أن الجانب الفلسطيني سيرد على العملية.

في الجانب الفلسطيني، نددت مجموعات عدة بسياسة التفاوض مع الإسرائيليين. 

ويختم هاريل، مقالته بالقول إنه على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمشاركة أردنية ومصرية، سيكون من الصعب جداً “خفض التصعيد” في الأيام المقبلة، خصوصاً وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يؤثر كثيراً على الكثير من الفلسطينيين.