اعتبرت صحيفة “معاريف” العبرية، أن إسرائيل تعيش عصرها الذهبي لأنها تتمتع بتعاون عسكري غير مسبوق مع الأمريكيين، ومكانة إقليمية تعززت بشكل كبير، إضافة إلى امتلاكها صناعات دفاعية متجددة، وإن تكن حذرت من أن ذلك العصر “قد ينتهي”.
وكتب الضابط الإسرائيلي السابق ومحرر الشؤون العسكرية في الصحيفة العبرية، تال ليف رام في مساء يوم الجمعة 27 يناير، أن العامين الماضيين شهدا توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية التاريخية، واندلاع الحرب في أوكرانيا، يدرك العديد من دول العالم أن النظام العالمي الجديد يتشكل ويتطلب قوة عسكرية وقدرة ردع، وتعزيز التحالفات والتعاون، وكل ذلك يشكل فرصة استراتيجية وسياسية واقتصادية استثنائية لإسرائيل على جميع المستويات.
الأصول الرئيسية لإسرائيل
ووفقاً للصحيفة، يعتبر نظام الدفاع والصناعات الدفاعية والعلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، الأصول الرئيسية لإسرائيل، وكذلك ما يتعلق بالمجال الدبلوماسي والعلاقات الخارجية، لافتة إلى أن الحرب الأخيرة التي اندلعت في أوروبا تعمل على تغيير العالم، وتجعل البلدان تدرك أنه في أوقات الطوارئ عليها أن تعتمد على نفسها عن طريق زيادة الميزانية الدفاعية بشكل كبير، وتابعت “على سبيل المثال، القوى الاقتصادية مثل ألمانيا واليابان في طور تسليح نفسها، وهو أمر غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية”.
نقطة ضعف إسرائيلية
وترى المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن هذا الاتجاه العالمي فرصة لا ينبغي تفويتها من أجل تعزيز مكانة إسرائيل في العالم، مما يؤثر جزئياً على الحملة التي يتم شنها ضد إيران.
ومع ذلك، حذرت “معاريف” من أن التدهور في الساحة الفلسطينية وموقف العالم من خطوات الحكومة الجديدة وقراراتها بخصوص الضفة الغربية تعتبر نقطة ضعف يمكن أن تخرب التوجهات الإيجابية.
قدرات عسكرية
وأضافت الصحيفة، أن العامين الماضيين كانا رائعين بالنسبة للدبلوماسية العسكرية والأمنية في إسرائيل، حيث ارتفع حجم التجارة في الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي والتكنولوجيا والقدرات الاستخباراتية بشكل كبير، وتابعت “إذا كان الرقم القياسي في ملخص عام 2021 هو 11 مليار دولار، مقارنة بـ8.5 مليار في العام السابق، فمن المتوقع أن يشير ملخص 2022، الذي سيُنشر قريبًا إلى زيادة كبيرة أخرى بسبب التغيير في بنية الأمن العالمية”.
جرس إنذار
ولفتت الصحيفة، إلى أن الحرب في أوروبا بمثابة جرس إنذار للعديد من البلدان في العالم التي أهملت قدراتها العسكرية لسنوات عديدة. وفي سياق هذا التطور العالمي، تجد إسرائيل نفسها لاعباً عالمياً مطلوباً، يعمل في أماكن مختلفة كمقاول من الباطن للأمريكيين، بموجب المصالح المشتركة.
ويقول المحامي واللواء احتياط، آفي كالو، الذي خدم في استخبارات الجيش الإسرائيلي ويدير حالياً الاستشارات الأمنية في الشرق الأوسط لشركة الاستشارات الاستراتيجية الدولية “فروست آند سوليفان”، إن “الصناعات الدفاعية الإسرائيلية تشهد زخماً غير مسبوق، وهذا يتجلى على عدة مستويات”.
وأشار إلى أن الطلب يتزايد على الصناعات في إسرائيل في العديد من المجالات بسبب الحرب في أوكرانيا والتصعيد المحتمل ضد الصين، وذلك في ظل الأسلحة المتقدمة وأنظمة الدفاع الجوي، والتقنيات والذكاء الاصطناعي وغيره.
دبلوماسية دفاعية
إلى ذلك، تجري وزارة الدفاع دبلوماسية دفاعية فريدة تسمح باختراق الصناعات الدفاعية في أسواق لم تكن معروفة من قبل، إلى جانب تأسيسها موطئ قدم في أسواق معروفة، الأمر الذي يخلق إمكانية للتعاون العملي والتعليمي مع الجيش الإسرائيلي، ويضع أيضاً الأساس للتعاون الاستخباراتي والعملياتي.
مصالح أمنية ضد إيران
في جملته الأخيرة، أكد أن التصدير الدفاعي وعوائده الاقتصادية أداة رئيسية أخرى في الدبلوماسية الإسرائيلية، ووسيلة لتحقيق المصالح الأمنية حتى عندما يتعلق الأمر بالحملة ضد إيران، مشيراً إلى أن هذا جزء من مفهوم الأمن الاستراتيجي لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصناعات الدفاعية الإسرائيلية مطلوبة من قبل العديد من الدول التي تسعى لشراء التقنيات الإسرائيلية والتعلم من الخبرة العملياتية والاستخبارية للجيش الإسرائيلي في إطار الحملة ضد إيران، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت رحلات لكبار أعضاء المؤسسة الدفاع إلى وجهات متنوعة في الخارج لمحاولة فهم الاتجاهات.
الأسلحة الإيرانية في روسيا
وتقول الصحيفة، إن نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا يجعل الولايات المتحدة “تغلي”، وهناك بالفعل تلميحات أمريكية بشأن استعداد لاستهداف عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى روسيا، وتابعت “في هذا السياق، تقدم إسرائيل الكثير من الخدمات للأمريكيين، من حيث المعلومات الاستخبارية والخبرة العملياتية المكتسبة في السنوات الأخيرة، خصوصاً على الأراضي السورية”.
مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة
أضافت الصحيفة “يبدو أن الإدارة الأمريكية الديمقراطية تريد إيصال رسالة مفادها أنها ستحدد موقفها من الحكومة في إسرائيل بناءً على الإجراءات التي ستتخذ على الأرض وليس بسبب تركيبة الحكومة”، مشيرة إلى التعاون العسكري بين البلدين، والذي كان آخر أشكاله التدريبات المشتركة التي أجريت هذا الأسبوع والتي تعبر عن تصعيد التعاون العسكري في الحملة ضد إيران.