تخوف إسرائيلي من انخراط فلسطينيي الداخل في الحرب القادمة

تتزايد المخاوف الإسرائيلية من تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وسط تقديرات بشأن دفع حركات المقاومة الفلسطينية لإطلاق انتفاضة جديدة في الأسابيع المقبلة بمشاركة فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، باعتبارهم نقطة الضعف لدولة الاحتلال، كما كان في هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021. وقد شهد شهر كانون الثاني/ يناير إطلاق 30 صاروخًا من قطاع غزة، وعادت المقاومة لسياسة “تنقيط” الصواريخ، وتقوم بتسخين المنطقة لتصعيد أمني كبير قبل شهر رمضان.

صحيح أن قوى المقاومة، وفق التقدير الإسرائيلي، غير معنية بجولة قتال جديدة الآن في قطاع غزة، لكنها تستعد لاحتمال أنها ستدعم الانتفاضة الجديدة التي يشنها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في إطار المبدأ الذي أسسته في أيار/ مايو 2021 المسمى “توحيد الجبهات”.

يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، زعم أن “استراتيجية قوى المقاومة تتمثل في دفع المقدسيين وفلسطينيي الضفة الغربية ومناطق 48 لانتفاضة مسلحة في الأسابيع المقبلة، وبالتالي فسيكون لهم دور في المقاومة المسلحة، ما سيدفع بقوات أمن الاحتلال لمزيد من الانتشار في التجمعات العربية والمدن “المختلطة”، فيما تخطط حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لحملة متعددة المجالات ضد الاحتلال، يلعب فيها فلسطينيو 48 دورًا مهمًا، رغم أن الاحتلال استعد بالفعل لهذا الاحتمال، وبدأ بإنشاء “الحرس الوطني” للتعامل مع حوادث العنف بين فلسطينيي الداخل”.

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل،أن “سياسة حماس تتمثل في مشاركة الشعب الفلسطيني بأكمله في الحرب القادمة ضد الاحتلال، ناقلا عن قادة حماس قولهم إن “غزة مثل اللد، وجنين مثل يافا، ورفح مثل الجليل، والخليل مثل القدس”، مع التركيز على القدس المحتلة، والمسجد الأقصى الذي يجب أن يعيد إشعال النار بين فلسطينيي 48، حتى لو ترددوا بالمشاركة في أحداث المواجهات، فإن حماس تخطط لفرضها عليهم من خلال تحريضها، ولن تتراجع”.

 

ويزعم الاحتلال أن حركات المقاومة تشجع الهجمات في شرق القدس، وتدعو وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينيين للقيام بهجمات ضد أهداف إسرائيلية. وبمجرد اشتعال القدس، فسيكون من السهل جدًا على المقاومة إشعال جبهات أخرى ضد الاحتلال، الذي يزعم أنها ستركز هذه المرة على زيادة محاولات خطف جنود ومستوطنين من أجل تحسين فرصها في الترويج لصفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، وفرض شروطها عليها.

في الوقت ذاته، ذكر ذات الكاتب أن “الأحداث الميدانية في الأراضي المحتلة تشبه “قنبلة موقوتة”، حيث برز واقع أمني خطير في الضفة الغربية وشرق القدس عقب ظاهرة الجماعات المسلحة والمقاومين المنفردين وحملة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، فالمنطقة على وشك الانفجار، ويواجه الاحتلال تحديًا أمنيًا كبيرًا في الأسابيع المقبلة حتى شهر رمضان، وما زال الاحتلال غير متعاف بعد من الهجمات المميتة الأخيرة”.

وأضاف في مقال أن “ظاهرة المسلحين المنفردين تضرب الاحتلال مرة أخرى، ولا يوجد لدى جهاز الأمن الإسرائيلي أي رد عليها، ورغم أن الحكومة اليمينية الجديدة تتجنب عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة الغربية في الوقت الحالي، فإن الجيش والشاباك يواصلان الاعتقالات اليومية الكبيرة، دون القدرة على اقتلاع البنية التحتية للمقاومة من جذورها، ما يتطلب احتلال المنطقة، واعتقال جميع المطلوبين، وتطهيرها بالكامل منهم، فيما تمارس إدارة بايدن ضغوطا كبيرة على حكومة نتنياهو لتجنب عملية عسكرية كبيرة، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى التصعيد مع حلول شهر رمضان”.

ويعتبر الاحتلال المقاومة “قنبلة أمنية موقوتة”، وهي تواصل نموها، وانتشارها، باتجاه مناطق أخرى في الضفة الغربية، ومؤخراً نشأت مجموعة تابعة لحماس في مخيم عقبة جبر بمنطقة أريحا، وتشير التقديرات إلى أن المقاومة ستصعد الهجمات خلال 2023، وقد يؤدي استمرارها إلى انفجار كبير في المنطقة من شأنه تسريع عملية انهيار السلطة الفلسطينية، وهناك سيناريو آخر محتمل يردده الاحتلال يتمثل في أن حماس ستستغل هذه الظاهرة لتعميق وجودها في الضفة الغربية.