ما زالت قضية الرئيس الفلسطيني تُشغِل المؤسسة الأمنيّة والسياسيّة في كيان الاحتلال، وعلى نحوٍ خاصٍّ، اليوم الذي يلي الرئيس عبّاس.
وفي هذا السياق، ونقلاً عن مصادر وازنة بإسرائيل، كشفت صحيفة عبرية عن مخاوف الاحتلال من ضعف استعدادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس .
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أنّ “جهاز الأمن في إسرائيل، بدأ منذ 2018 بالاستعداد لليوم التالي لرحيل عباس”، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّه “في الشرطة تخوفوا من أنْ تؤدي وفاة الزعيم الفلسطيني إلى تصعيد في الميدان وصاغوا أمريْ استعداد وتدربت القوات على سيناريوهات في الميدان، ولكن منذئذ تبدل عدة مسؤولين مركزيين في لواء “شاي”، أيْ الضفّة الغربيّة، ومن حلّ محلهم لا يعرفان على الإطلاق الأوامر التي لم تتم مراجعتها أبدًا”.
المصادر ذاتها، أشارت بحسب الصحيفة العبريّة إلى أنّ الخوف يكمن في “لحظة الحقيقة عندما لن تكون الشرطة الإسرائيلية جاهزة للتداعيات المتوقعة ميدانيا مع وفاة زعيم السلطة”.
ولأول مرّةٍ كشفت المصادر النقاب، كما أكّدت (يديعوت أحرونوت) عن مضمون هذه الأوامر، حيث أنّ “الأمر الذي يعنى في اللحظات ما بعد وفاة الرئيس عباس يسمى “غروب الشمس”، وهو يتضمن نشر قوات في محاور السير في الضفة الغربية، واحتلال مفترقات مركزية وإدارة حركة السير في المنطقة من قبل شرطة لواء شاي”.
ولفتت إلى أن “الأمر يفصل الجاهزية لأعمال الإخلال بالنظام، حين تدفع الشرطة بوحداتها لترابط في المحاور المركزية في مناطق الضفة الغربية، كما أنّه يتضمن التعاون بين الجيش والشرطة في الميدان وشكل معالجة أعمال الإخلال بالنظام”.
علاوةً على ذلك، فإنّه بحسب المصادر يوجد في الأمر سيناريوهات عدة، تتضمن اضطرابات في المحاور مع التخوف من أنْ تعلق مركبات المستوطنين الإسرائيليين في المواجهات التي ستثور على المحاور وتتضمن إطلاق نار حية نحو المركبات، إلقاء زجاجات حارقة ورشق حجارة، يفصل الأمر شكل الرد وإنقاذ المستوطنين الذين يعلقون في المكان، وفقًا للصحيفة العبرية.
الصحيفة العبريّة مضت قائلةً، نقلاً عن ذات المصادر، إنّ الأمر يحتوي على سيناريو آخر، “يعنى بإمكانية أن تضطر الشرطة والجيش لمرافقة تابوت عباس”، بينما يتناول أحد السيناريوهات إمكانية أنْ ينزل عباس في مستشفى في الأردن، حيث يتوفى هناك، وإذا حصل هذا، فإنّ الشرطة سترافق تابوت الدفن الذي يصل عبر جسر اللنبي في قافلة، ومن هناك ستكون مرافقة مشتركة مع الجيش الإسرائيليّ حتى حاجز “فوكوس” في مدخل رام الله”، على حدّ تعبيرها.
وأمّا الأمر الثاني، أكدت الصحيفة، فقد أطلق عليه لقب “ألعاب العرش”، وهو “يعنى باللحظات ما بعد دفن عباس وحتى إرساء زعيم فلسطيني آخر في سدة الحكم”. وبحسب تقدير أجهزة الاحتلال، فـ”ستحاول فصائل ومجموعات الاستيلاء على الحكم بدلاً من عباس، حيث ستكون لذلك تداعيات مباشرة على محاور حركة السير”.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ “الشرطة تتوقّع حدوث تبادل إطلاق نار بين عشائر، حيث إنها تقدر أنّ مستوطنتي “بساغوت” و”بيت إيل” ستكونان “بؤرة لأحداث إطلاق نار ورشق حجارة”. ويعنى أحد سيناريوهات الأمر “بتدفق آلاف الفلسطينيين لمكان الجنازة، وظهور مجموعات مسلحة تتجول ميدانيًا وسط تخوف من أنْ يعلق مستوطنون في الاضطرابات التي قد تنشأ”.
وقال ضابط كبير في شرطة الاحتلال مطلع على التفاصيل جيدًا للصحيفة العبريّة إنّ “قادة الشرطة في لواء “شاي”، بينهم قادة محطتي “معاليه أدوميم” و”بنيامين” الذين قد تنشأ في مناطقهم مواجهات في اليوم التالي لوفاة عباس، لا يعرفون الأمر على الإطلاق”، مُضيفًا أنّ “عبّاس ليس بصحة جيدة، ويتعين على الضباط ذوي الصلة أنْ يكونوا مستعدين”، بحسب تعبيره.