أثار تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حفيظة البيت الأبيض، بعد مقارنته إجراءات الولايات المتحدة وحلفائها بتكتيكات الزعيم النازي أدولف هتلر.
ودفع هذا التصريح منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إلى التساؤل عن “كيف يجرؤ (لافروف) على هذه المقارنة؟”.
وقال كيربي في مؤتمر صحفي، تعليقا على تصريحات لافروف: “كيف يجرؤ على مقارنة أي شيء بالهولوكوست؟ أي شيء، ناهيك عن الحرب التي بدأوها”.
وأضاف أن “أوكرانيا لا تشكل أي تهديد عسكري لأي شخص”، زاعما بأن روسيا “تختلق هذه الرواية الزائفة عن وجود تهديد وجودي”.
ووصف كيربي تصريحات لافروف في هذا الخصوص بـ”الادعاء السخيف” وبرر أن تقديم الولايات المتحدة وحلفائها للأسلحة إلى كييف هو رد على العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها روسيا في فبراير الماضي.
وكان لافروف قد قال في مؤتمر صحفي حول نتائج أنشطة الدبلوماسية الروسية في عام 2022، إن تصرفات الولايات المتحدة لإنشاء تحالف ضد روسيا يمكن مقارنتها بتصرفات أدولف هتلر، ضد الاتحاد السوفيتي (عشية الحرب العالمية الثانية).
وأضاف وزير الخارجية الروسي: “مثلما حشد نابليون بونابرت تقريبا كل أوروبا ضد الإمبراطورية الروسية، وكذلك هتلر عبأ الدول الأوروبية وغزاها، ووضعها تحت فوهة السلاح، ودفعها للقتال ضد الاتحاد السوفيتي، فإن الولايات المتحدة (الآن) تعمل على إنشاء حلف يضم تقريبا جميع الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو وغير الأعضاء، ومن خلال أوكرانيا تشن حربا بالوكالة ضد بلادنا، والهدف نفسه هو حل المسألة الروسية بشكل نهائي”.
وأشار لافروف إلى ما كان هتلر يريد القيام به، وقال: “تماما مثلما أراد هتلر حل “المسألة اليهودية”.. والآن إذا قرأت السياسيين الغربيين … ستجد أنهم يقولون نفس الكلام وهو إنه يجب إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا”.
وأضاف وزير الخارجية الروسية أن تصريح رئيس كرواتيا بأن الناتو يشن حربا بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، صادق تماما، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أنشأت تحالفا بهدف “حل نهائي للمسألة الروسية”، لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
وأكد لافروف أن أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ليست مفتعلة، بل تم تحديدها نظرا للتهديدات القائمة لأمن روسيا.
وقال وزير الخارجية الروسي إنه “لا ينبغي أن تكون هناك بنية تحتية عسكرية في أوكرانيا تشكل تهديدا لروسيا، ولا يجوز أن يتعرض مواطنو أوكرانيا الناطقون بالروسية للاضطهاد والمضايقات.
كما أشار لافروف إلى أن بناء قواعد عسكرية أنغلوسكسونية في بحر آزوف كـ”موطئ قدم” ضد روسيا كان من أهم الأهداف الغربية.
ومن جهة أخرى، حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو، يوم الخميس، المنظمات اليهودية بإدانة تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي شبهت “الإجراءات الغربية ضد روسيا بالمحرقة النازية”، وكتب المتحدث على تويتر “ندعو المنظمات اليهودية إلى إدانة التصريح المخزي لسيرغي لافروف الذي يساوي بين الروس، الذين يشنون حربًا عدوانية على دولة ذات سيادة، وبين اليهود الذين قتلوا على يد النازيين خلال الهولوكوست”، وقال “يجب عدم التسامح مع معاداة السامية التي ترعاها الدولة في روسيا”.
وكان الكونغرس اليهودي الأوروبي، قد أدان في بيان، تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث قارن دعم الغرب لأوكرانيا “بالحل النهائي لهتلر”، وطالبه بالاعتذار. وأعربت الكونغريس عن “صدمته وقلقه” بشأن مزاعم لافروف بأن الولايات المتحدة تقود تحالفًا من الدول الغربية ينوي حل “المسألة الروسية” مثلما فعل هتلر مع يهود أوروبا خلال الهولوكوست.
ومن جهتها ردت وزارة الخارجية الروسية على بيان الكونغرس اليهودي الأوروبي بالقول، إنهم “غير مهتمين برأي المنظمة التي تتجاهل منذ سنوات المستوى الكارثي لمعاداة السامية في أوكرانيا وتشوه مصداقيتها”.
وقال رئيس محكمة العدل الأوروبية أرييل موزيكانت: “نشعر بالصدمة والذهول من هذه المقارنة المخزية التي أجراها الوزير لافروف بين تصرفات تحالف الدول الديمقراطية واضطهاد وقتل هتلر لستة ملايين يهودي في المحرقة” وأضاف “هذا هو تشويه الهولوكوست في أبسط مستوياته ونحن ندعو السيد لافروف للاعتذار القاطع وسحب هذه التعليقات”.
وأشار موزيكانت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الوزير الروسي “معادلة الهولوكوست وإشارات هتلر”، وكان يشير إلى تصريحات لافروف في مايو الماضي عندما، قال إن هتلر “دم يهودي”. في ذلك الوقت، اعتذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت عن تصريحات وزيره.