وقفة دعم وإسناد للأسير المريض وليد دقة بطولكرم

شاركت الفعاليات والمؤسسات الرسمية والوطنية في طولكرم، في الوقفة الداعمة لإسناد الأسرى المرضى، وعلى رأسهم الأسير المريض وليد دقة، ورفضا لسياسة القمع والتنكيل التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحقه وبحق الأسرى جميعا وخاصة المرضى.

ورفع المشاركون في الوقفة أمام مكتب الصليب الأحمر، الأعلام الفلسطينية وصور الأسير دقة، ورددوا الهتافات الوطنية الداعمة له، ولجميع الأسرى، والرافضة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية بحق الأسرى، والمؤكدة على حقهم في الحرية.

وأكد محافظ طولكرم عصام أبو بكر، التضامن والوقوف باستمرار إلى جانب الأسير المريض وليد دقة، وجميع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الذين هم في تحدٍ واشتباك مستمرَين مع الاحتلال في كل يوم، مشيراً إلى أن الاحتلال يمارس يومياً شتى أنواع الجريمة والعذاب بحق أبطالنا وأسرانا وخاصة المرضى، من الاعتقال التعسفي والعزل، وعدم  تقديم العلاج المناسب، والمماطلة في علاجهم، موضحا أن الأسير دقة أنهى حكمه المؤبد 37 عاماً في شهر آذار من هذا العام، ولم يفرج عنه بحجة إضافة سنتين، ما يضاعف من معاناته وخاصة أنه بحاجة ماسة إلى تلقي العلاج المناسب حفاظاً على حياته ومنعاً لتدهور صحته.

ونقل أبو بكر تحيات الرئيس محمود عباس، إلى زوجة الأسير دقة وعائلته، مشيراً إلى ما يمثله من قصة الصبر والصمود، وهو عنوان للنضال والأدب والثقافة، كما هو حال الحركة الأسيرة الفلسطينية كلها، وخاصة أنهم قادتنا وبوصلتنا نحو الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

وأوضح المحافظ أبو بكر أن الأسير دقة، عَلَم من أعلام محافظة طولكرم، حيث إن باقة الغربية مسقط رأسه من قضاء بني صعب، مشيرا إلى مبادرة المحافظة في القريب العاجل بالتنسيق مع فصائل العمل الوطني إلى إنشاء مكتبة أو مكان شاهد على أدبه ومنتجاته الفكرية التي هي جزء أصيل من أدبنا الوطني الفلسطيني طوال أعوام وجود هذا الاحتلال، تقديراً لدوره وصبره وصموده الأسطوري، وذلك من باب الوفاء له ولجميع أسرانا في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى ما يمثله هذا الأسير من مكانة أدبية وثقافية من خلال العديد من الإسهامات والمؤلفات.

من جانبها، قدمت زوجة الأسير دقة سناء دقة، شرحاً عن الجهود التي تقوم بها الحملة الشعبية لإطلاق سراح زوجها، والرفض الأخير من لجنة الإفراج المبكرة للإفراج عنه، مؤكدة توجه العائلة إلى تقديم الاستئناف أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، متحدثة عن تدهور الوضع الصحي لزوجها وحاجته إلى تلقي العلاج المناسب، حفاظاً على حياته وصحته، مؤكدة مواصلة التحرك والتواصل مع جميع الجهات الرسمية والفعاليات الشعبية للإفراج عنه، وعودته إلى أسرته وعائلته وابنته ميلاد، التي تنتظر بفارغ الصبر ليضمها كما باقي الآباء.

وقالت: “نحن عائلة الأسير دقة ندعو إلى توسيع رقعة الفعاليات المناصرة لوليد من أجل خلق حالة من الضغط للإفراج عنه كي يتلقى العلاج دون قيد، وليد أنهى حكمه واستمرار احتجازه هو غير قانوني، وسينتصر عليهم في هذه المعركة”. 

وأشارت دقة أنها في زيارتها الأخيرة له يوم الخميس الماضي في مستشفى سجن الرملة، لمست مدى خطورة وضعه الصحي المعقد جدا، كونه يعاني من قصور قلبي وتم استئصال الرئة اليمنى بكاملها، إضافة إلى مرض السرطان الذي يفتك بجسده. 

وتوجهت حسنية دقة شقيقة الأسير وليد دقة، برسالتها إلى العالم والمجتمع الدولي بدعم شقيقها ومساندته والوقوف معه في مرضه الذي لم يتبقَّ له الوقت الطويل لخطورة وضعه الصحي، مؤكدة أن المطلوب هو الإفراج عنه فورا ليتمكن من تلقي العلاج قبل فوات الأوان والعودة إلى طفلته الصغيرة، مشيرة إلى أنها رأته قبل أسبوعين بعد 18 عاما من الحرمان.

وأكد مدير نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، أنه آن الأوان للضغط نحو الإفراج عن الأسرى المرضى وفي مقدمتهم وليد دقة، الذي أصبح في عداد الشهداء نظرا لخطورة وضعه الصحي، وعدم إبقائه رهينة في يد الاحتلال القاتل الذي يمعن في الإهمال الطبي المتعمد ومنع علاج المرضى، خاصة بعد نقله إلى ما تسمى عيادة سجن الرملة في حالة صحية خطيرة، ونحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.

ووجه منسق فصائل العمل الوطني في طولكرم فيصل سلامة، التحية إلى الأسرى المرضى وخاصة وليد دقة، محملا الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياتهم، مشددا على ضرورة دعم صمود هؤلاء الأسرى الذين ناضلوا من أجل هذا الشعب، ليعيش بحرية وكرامة، وواجب علينا أن نعمل جاهدين على الإفراج عنهم، وهم جزء أصيل من فصائل العمل الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأمضَوا سنوات طويلة داخل الأسر، وأن يكون هناك حراك شعبي أوسع للنضال ودعم أسرانا البواسل.