تواصل محاكم الاحتلال، تمديد توقيف الأسير المريض بلال فارس (29 عاماً)، وقد باءت بالفشل جميع محاولات مؤسسات حقوق الإنسان والمحامي إدخال أدويته، كونه يعاني من عدة أمراض مزمنة منها القلب والسكري والضغط ونزيف مستمر في الأمعاء وديسكات، وبحاجة للأدوية والعلاج بشكل يومي منتظم، وتعبر عائلته عن قلقها، بعدما تعرض للتحقيق لفترة طويلة في زنازين العزل في سجن “الجلمة”، واستمرار منع زيارته.
وتقول والدته الخمسينية “أم محمود”: “لا يوجد أصعب من حالتنا هذه الأيام، فنحن نعيش على أعصابنا، وسط الخوف والقلق على مصيره وحياته في ظل مرضه وحالته الصحية”.
وتضيف: “عندما اعتقل منعه الاحتلال من نقل أدويته معه، ولا يوجد لدينا أي معلومات حول وضعه ونطالب الصليب الأحمر، بزيارته فوراً ومتابعة حالته والضغط على الاحتلال لتزويده بأدويته”.
يعتبر بلال الثالث في عائلته المكونة من 9 أفراد، ولد ونشأ ويعيش في مدينة جنين، والتي تعلم بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة، ثم انتسب للجامعة، وتخرج بشهادة البكالوريوس في الهندسة، وعمل في عدة شركات في مجال تخصصه.
وتقول والدته: “مقهورة وحزينة على اعتقال روحي وحياتي وزجه في السجون، فابني طوال حياته لم يهتم بالسياسة، وليس له انتماء تنظيمي أو حزبي، ويقضي حياته بين عمله وأسرته والتخطيط لمستقبل أفضل له”.
ويضيف: “فوجئنا بتاريخ 5-5- 2022 باحتجازه خلال مروره عن حاجز طيار بين جنين ونابلس، ثم اعتقاله بشكل تعسفي وظالم، ومنذ تلك اللحظة نعيش على أعصابنا”.
وتكمل: “ما يثير قلقنا ورعبنا استمرار انقطاع أخباره، ووضعه الصحي، خاصة وأن الجميع يدرك إهمال الاحتلال لعلاج المرضى، ولا ندري إذا كان الاحتلال يوفر العلاج المطلوب له”.
وحسب والدته، فإن الاحتلال نقل بلال فور اعتقاله، لزنازين سجن “الجلمة”، ومنع المحامين من زيارته، بينما مدد توقيفه عدة مرات دون السماح للمحامي بالحضور والمتابعة، وقالت: “لم نتمكن من زيارته منذ اعتقاله، عانى الكثير على مدار 4 شهور خلال التحقيق والعزل، لكن هذه الممارسات تعسفية”.
وتضيف: “قدم المحامي التقارير الطبية وكافة الوثائق التي تؤكد أنه مريض، ولا يستغني عن أدويته لحظة، وإذا لم تتوفر له الرعاية والعلاج، فإن حالته تتدهور ويتعرض لمضاعفات، لكن المخابرات نرفض الإفراج عنه”.
وفي انتظار الحصول على تصريح لزيارته، تتنقل الوالدة أم شريف بين مؤسسات الأسرى والصليب الأحمر، مناشدة الجميع التدخل والتحرك لمتابعة أوضاع ابنها ووضع حد لمعاناته في أقبية الاحتلال القاتلة.