أكدت وزارة الخارجية الروسية أن السفير الأمريكي لدى موسكو، جون ساليفان، سلمها اليوم الأربعاء رد الولايات المتحدة الخطي على المقترحات الأمنية التي تقدمت بها روسيا.
وذكرت الوزارة أن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، استقبل ساليفان “بطلب منه”، حيث “سلم كبير مسؤولي البعثة الدبلوماسية الأمريكية الرد الخطي من قبل إدارة الولايات المتحدة على مشروع الاتفاق الثنائي، الذي تقدم به سابقا الطرف الروسي بشأن الضمانات الأمنية”.
وأفادت وكالة “تاس” بأن ساليفان وصل إلى مقر الوزارة في الساعة 19:30 من مساء اليوم حيث قضى هناك نحو نصف ساعة ومن ثم غادرها دون الرد على أسئلة الصحفيين.
ويأتي ذلك بعد أن ذكرت قناة “CNN” أن الولايات المتحدة تنوي تسليم روسيا الرد الأمريكي على مقترحاتها الأمنية الأربعاء.
وسبق أن تقدمت روسيا يوم 17 ديسمبر الماضي بمشروعي اتفاقين مع الولايات المتحدة والناتو حول ملف الضمانات الأمنية الذي أصبح في صلب سلسلة محادثات أجراها الجانبان خلال الأسابيع الأخيرة.
وتشمل هذه القضايا، حسب وزارة الدفاع الروسية، أولا “ضمانات لعدم توسع الناتو شرقا على حساب أوكرانيا وأي دول أخرى”، وثانيا “تحمل التزامات بعدم نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، لأن نصب مثل هذه الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جذري للأوضاع الأمنية في القارة”.
وثالثا ترتكز المقترحات الروسية، حسب الوزارة، على “الحد من الأنشطة العسكرية في أوروبا واستبعاد زيادة ما يسمى بمجموعات قوات المرابطة الأمامية”.
وفي 21 يناير أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عقب محادثات في جنيف مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أن واشنطن ستسلم ردها على المقترحات الأمنية بشكل خطي قريبا لكنه شدد على رفض بلاده أي مطالب بشأن “سياسة الأبواب المفتوحة للناتو”.
واليوم ذكر لافروف في كلمة ألقاها أمام مجلس الدوما الروسي أن موسكو لن تنشر رد واشنطن لكن سيتم الإعلان عن فحواه.
ويأتي ذلك على خلفية توتر متصاعد بين روسيا والغرب وسط ادعاءاته المتكررة حول استعداد الحكومة الروسية لشن عملية غزو محتملة لأوكرانيا.
وأكدت روسيا مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة، والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة كونه يهدد الأمن القومي الروسي.