كشف استطلاع حديث للرأي أعده “المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي” لفائدة “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، حول تصورات الفلسطينيين بخصوص مجموعة من القضايا الداخلية والخارجية برسم الشهر المنصرم، أن حوالي نصف الفلسطينيين ينظرون بإيجابية إلى “اتفاقيات أبراهام” التي وقّعتها دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع دولة إسرائيل برعاية أمريكية؛ من ضمنها المغرب.
في هذا الصدد، كشفت البيانات أن 63 في المائة من سكان مدينة القدس الشرقية و47 في المائة من مواطني مدينة غزة إضافة إلى 27 في المائة من فلسطينيي الضفة الغربية ينظرون بإيجابية إلى التأثير الإقليمي لهذه الاتفاقيات؛ بينما يتفق “عدد كبير من سكان غزة وبعض سكان الضفة الغربية على أن القيادة الفلسطينية يجب أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إذا ما قامت السعودية بذلك”.
في المقابل، كشفت أرقام الاستطلاع ذاته أن الأغلبية العظمى من الفلسطينيين في كل من القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية تعتبر أن “الحكومات العربية تهمل الفلسطينيين وبدأت في تكوين صداقات مع إسرائيل؛ لأنها تعتقد أنه يجب على الفلسطينيين أن يكونوا أكثر استعدادا لتقديم بعض التنازلات”، حيث وافق على هذا الرأي ما نسبته 64 في المائة في القدس الشرقية و61 في المائة في الضفة الغربية إضافة إلى حوالي 58 في المائة في مدينة غزة.
وسجل المصدر عينه وجود اختلاف في تصورات الفلسطينيين مع تصورات الجماهير العربية بشأن عدد من القضايا؛ أهمها مسألة قبول أو عدم قبول مساعدات من إسرائيل في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، حيث أشار تقرير الاستطلاع إلى أن “ثلثي المستطلعين العرب يرون أن الدول العربية عليها أن ترفض أية مساعدة إنسانية من تل أبيب في هذا الإطار، حيث وصلت نسبة هذا الرفض إلى 98 في المائة في لبنان”؛ فيما عبر نصف سكان غزة عن رفضهم لهذه المساعدات مقابل قبول النصف الآخر لها، في وقت رفضت فيه نسبة 58 في المائة و59 في المائة من سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية على التوالي الحصول على أية مساعدات من إسرائيل مقابل موافقة النسب المتبقية من المائة على ذلك.
وحول اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، كشفت الأرقام عن وجود “اختلاف نسبي بين آراء الفلسطينيين وجيرانهم العرب”، حيث اعتبرت ما نسبته 64 في المائة من سكان القدس الشرقية و44 في المائة من سكان كل من غزة والضفة والغربية أن “هذا الاتفاق سيكون له تأثير إيجابي جدا أو إيجابي إلى حد ما”.
وبخصوص العلاقات الفلسطينية مع القوى الإقليمية والدولية، وصف أغلب الفلسطينيين العلاقات مع موسكو بأنها “مهمة إلى حد ما”، على الرغم من اختلافهم حول تقييم التدخل الروسي في أوكرانيا؛ فيما وصفت ما نسبته 13 في المائة من الغزاويين و8 في المائة من القدس الشرقية و3 في المائة من الضفة الغربية الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “دولة صديقة”، فيما قالت النسب المتبقية من الفئة في كل من المواقع الثلاثة أن “واشنطن منافسة وعدوة”.
أما بالنسبة للعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، “يفوق عدد الفلسطينيين الذي يتقبلون العلاقات الجيدة أو الشراكات الاقتصادية والأمنية مع طهران عدد نظرائهم في الدول العربية الأخرى”، حيث اعتبر 65 في المائة من الفلسطينيين المستطلعة آراؤهم في غزة و63 في المائة في القدس الشرقية إضافة إلى 51 في المائة في الضفة الغربية أن “العلاقات مع إيران مهمة جدا أو مهمة إلى حد ما”.
يذكر أن هذا الاستطلاع، الذي أجري في الفترة الممتدة ما بين الـ8 والـ27 من شهر يوليوز المنصرم، شمل عينة من 1572 فلسطينيا بالغا من سكان كل من غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، إذ أجريت معهم مقابلات شخصية اعتمادا على “وسائل منهجية وبهامش خطأ يبلغ 4 في المائة ومستوى ثقة وصل إلى 95 في المائة”.