كشف مسؤول أمريكي بارز، اليوم الاثنين، عن أن “الوسيط الأمريكي في المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، سلم البلدين الصيغة النهائية للاتفاق”.
و نقل موقع “والا” الإسرائيلي، عن المسؤول الأمريكي قوله، إن “الوسيط الأمريكي، آموس هوكشتاين أرسل إلى إسرائيل ولبنان، الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية”.
وأشار إلى أنها “نسخة معدلة بعد بعض التغييرات التي أعقبت تعثر المفاوضات قبل أيام، بسبب رفض إسرائيل قبول التعديلات اللبنانية”، متابعا: “نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق”.
وفي وقت سابق قال مسؤول لبناني رفيع، اليوم الإثنين، إن بيروت لم تتسلّم بعد الصيغة النهائية للرد الأميركي حول مقترح اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل. وأكد المسؤول الذي تحدث لوكالة “الأناضول” التركية، أن “النقاشات بشأن المقترح الجديد باتت شبه منتهية، وأن الأمر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة”.
وأوضح المصدر أنه “وصلنا إلى مفردات قليلة يجري الآن توحيدها وإنجازها إذا لم تحصل مفاجأة غير سارة في اللحظة الأخيرة”. ومن شأن هذه الصيغة الأميركية النهائية من الاقتراح أن تكون حاسمة في ملف يُجمع المسؤولون اللبنانيون على أن أكثرية العراقيل التي حاوطته أزيلت.
وفي وقت سابق الإثنين، أعرب الرئيس اللبناني، ميشال عون، عن أمله “في إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي شوطًا متقدمًا، وتقلّصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي”.
واعتبر عون، بحسب ما نقلت عنه الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن “الوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”.
ويصر الجانب اللبناني على أن المرحلة الأخيرة من المفاوضات تجري في أجواء إيجابية، ويشددون على أهمية “تتويجها” في اتفاق يتم إبرامه الناقورة جنوبًا، حيث انطلقت المفاوضات التقنية غير المباشرة عام 2020، واستمرّت لخمس جولات، قبل أن تتوقف في أيار/ مايو عام 2021، وذلك “انطلاقًا من الحرص الأميركي على إتمام الاتفاق اللبناني الإسرائيلي”، الأمر الذي يُكرّره نائب رئيس البرلمان، إلياس بو صعب، المكلَّف رئاسيًا بالملف.
اتفاق في 20 تشرين الأول؟
وفي هذا السياق، نقل التلفزيون “العربي” عن مصدر في الرئاسة اللبنانية، قوله إن “مفاوضات توقيع اتفاق الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان وصلت إلى مرحلتها الأخيرة”، وأشار إلى أن المحادثات جارية في هذه المرحلة لتنسيق إجراءات التوقيع الرسمي، الذي من المتوقع أن يتم في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في الناقورة.
من جانبها، نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصدر قالت إنه “مسؤول مقرب من الرئيس عون”، قوله إن “لبنان لا يسعى من خلال التعديلات والملاحظات، التي وضعها ورفضتها إسرائيل تبعًا لتسريبات وسائل إعلامها، إلى زرع العراقيل أو تخريب مسار الملف، بل يريد التمسّك بحقوقه وحدوده وثرواته، التي لا يريد أن يشاركها مع أحد، وهو يحرص على أن تكون الخواتيم سعيدة، من هنا سيدرس الصيغة النهائية مع تفاؤل بأن تنال الموافقة، خصوصًا أن الوسيط الأميركي بات يعلم المطالب اللبنانية والأساسيات التي لن يتزحزح عنها، وكثفت الاتصالات معه في الأيام القليلة الماضية من خلال بو صعب (نائب رئيس مجلس النواب اللبناني)، وكان فحواها للحظة مُبشِّرا”.
ولفت المصدر إلى أن “لبنان ينتظر الصيغة الأخيرة المنقحة من جانب الوسيط الأميركي، آموس هوشستين، وسيتباحث فيها الرؤساء الثلاثة واللجنة التقنية المكلفة بالملف، قبل إصدار الموقف الذي سيكون سريعًا وإيجابيًا، في حال تم الاعتراف بحق لبنان في نيل حصته كاملة من حقل قانا، من دون أن يشاركها مع الجانب الإسرائيلي، وفصل المحادثات التي تحصل بين الإسرائيليين وشركة ‘توتال‘ الفرنسية عن لبنان”.
ويسعى فريق رئيس الجمهورية إلى إتمام الاتفاق في الأيام القليلة المقبلة، وذلك قبل انتهاء ولاية عون في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لوضعه ضمن خانة “إنجازات العهد”، بحسب ما أوردت “العربي الجديد”، في ظل ما شهدت سنوات رئاسة عون الست من أزمات، أبرزها الاقتصادية والنقدية، عدا عن جريمة انفجار مرفأ بيروت.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، في وقت سابق، أنها “ستتلقى الصيغة النهائية لمقترح الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل خلال الساعات المقبلة”.
وصرحت الرئاسة، في بيان لها، أن “الرئيس عون تلقى اتصالا من هوكشتاين أطلعه خلاله على النتائج الأخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية”، مؤكدا أن “جولات النقاش خُتمت وتم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة”.
وأشار البيان إلى أن “الرئيس اللبناني ميشال عون قد تلقى اتصالا هاتفيا من هوكشتاين أطلعه فيه على آخر تطورات المفاوضات بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية”.
وأعلنت إسرائيل، في وقت سابق، رفضها ملاحظات أبداها لبنان على مقترح الاتفاق الذي قدمه الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، ما يهدد بتفجير الاتفاق المتبلور.
ويدور الاقتراح في الأساس حول منح لبنان حقل قانا البحري للغاز الذي يطالب به، مع تخصيص شركة “توتال” التي ستتولى عملية التنقيب، بعض العوائد منه لإسرائيل مقابل منح حقل كاريش كاملا لإسرائيل.
وكان الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله هدد في أكثر من مناسبة، بأنه حال بدأت إسرائيل التنقيب عن الغاز في حقل “كاريش” المتنازع عليه بالبحر المتوسط، دون التوصل لاتفاق لترسيم الحدود، فإن ذلك لن يبقى دون رد.