قال تقرير نشره موقع ”المونيتور“ الإخباري الأمريكي، يوم الثلاثاء، إنه بعد بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وما نتج عنها من عقوبات غير مسبوقة ضد موسكو، تركز روسيا اهتمامها على الدول الرئيسية في العالم الإسلامي والشرق الأوسط لكسر عزلتها.
ولفت التقرير إلى أن العملية العسكرية ضد أوكرانيا بدأت بعد أن وصل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى موسكو في زيارة رسمية، موضحا أن ذلك أدى إلى ظهور تكهنات حول ما إذا كانت زيارة الزعيم الباكستاني يمكن اعتبارها تأييدًا ضمنيًا لأعمال روسيا.
وعلى وجه الخصوص، سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في مؤتمر صحفي في 23 الشهر الماضي، عما إذا كانت واشنطن تعتبر اختيار رئيس الوزراء الباكستاني زيارة موسكو في هذا الوقت بالذات بمثابة ”تأييد غير مباشر“ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا.
وأجاب برايس: ”عليك أن تسأل الحكومة الباكستانية.. أنا لست في وضع يسمح لي بتقديم تقييم لتوقيت سفر المسؤولين الأجانب إلى بلد آخر“.
ولم تتم إعادة جدولة الزيارة أبدًا، على الرغم من الاستعدادات العسكرية الواضحة والعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى؛ بسبب اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك المدعومتين من موسكو في شرق أوكرانيا، أواخر الشهر الماضي.
وفي وقت سابق، شكر خان الرئيس الروسي على دعمه نيابة عن المسلمين، بعد أن قال بوتين إن عدم احترام الدين الإسلامي ليس جزءا من حرية التعبير.
وقال خان، بعد مكالمة مع الزعيم الروسي، إن ”بوتين هو أول زعيم أجنبي يظهر تعاطفا وحساسية تجاه مشاعر المسلمين تجاه نبيهم“.
روسيا وأذربيجان
وقبل يومين من وصول رئيس الوزراء الباكستاني، زار رئيس أذربيجان إلهام علييف موسكو في 21 من الشهر الماضي.
وبحسب الموقع، الذي أشار إلى أنه وسط التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، والتحضير لعملية عسكرية روسية ضد أوكرانيا، وقع علييف إعلانا بشأن تعاون الحلفاء بين أذربيجان وروسيا.
وجاء في الإعلان: ”من أجل ضمان الأمن والحفاظ على السلام والاستقرار، يجوز للاتحاد الروسي وجمهورية أذربيجان النظر في إمكانية تقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض على أساس ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية المنفصلة.“
وقال ”المونيتور“: ”وهكذا فقدت يريفان مكانتها كحليف وحيد لموسكو في جنوب القوقاز.. ويمكن أن يعزز هذا أيضًا عمق شراكة موسكو الاستراتيجية مع تلك الدول التي هي بالفعل حليفة لباكو أو لديها علاقات مميزة معها.“
موقف تركيا
في المقابل، لا يزال بإمكان موسكو الاعتماد على الموقف الخاص لأنقرة، الذي يختلف بشكل كبير عن نهج الدول الأخرى الأعضاء في الناتو تجاه الأحداث في أوكرانيا، ويمكن اعتباره الأكثر ملاءمة للكرملين، وبادئ ذي بدء، نحن نتحدث عن رفض أنقرة الانضمام إلى أشد العقوبات ضد روسيا.
وأشار الموقع في تقريره إلى أن أنقرة امتنعت أيضا عن التصويت على تعليق حقوق روسيا في مجلس أوروبا؛ لأنها ”تؤيد استمرار الحوار تحت أي ظرف من الظروف“.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الرغم من التصريحات التي تدين الغزو الروسي لأوكرانيا، مستعدًا للتفاعل مع بوتين، وهو مستعد لإجراء اتصالات مباشرة وجهًا لوجه، وفقًا للموقع.
ولفت الموقع الأمريكي إلى أنه في اجتماع للحزب الحاكم في 26 الشهر الماضي، حيث كانت القضية الرئيسية هي الوضع في أوكرانيا، قال أردوغان: ”في محادثة هاتفية مع السيد بوتين، دعوته إلى تركيا لإعادة الوضع إلى طبيعته.“
بدوره، دعا الشيخ علي القرداغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى التعجيل بإحلال السلام في أوكرانيا، وذلك في تغريدة بتاريخ 27 الشهر الماضي، في حين سمى قرداغي تركيا وباكستان كدولتين يمكنهما التوسط في الصراع.
وقال: ”إنني أحث الدول التي لديها علاقات جيدة مع الأطراف المتصارعة، مثل تركيا وباكستان، على بذل جهود وساطة مخلصة وجادة لإنهاء الحرب المدمرة، التي لا تخسر فيها هذه الشعوب الكثير على جميع المستويات فحسب، بل العالم كله قد يكون خاسرا.“