مكافأة الولاء.. باحث: قرار بايدن حول بيرنز كارثة على المخابرات المركزية الأمريكية

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه طلب من مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز الانضمام إلى حكومته، وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض: “يسعدني أن أعلن أنني دعوت مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز، ليخدم كعضو في حكومتي”.

في نهاية المطاف، ستدفع سي آي إيه ثمن ذلك

وأشاد الرئيس الأمريكي بأداء سي آي إيه بقيادة بيرنز، من خلال تقديم نهج ثاقب طويل الأمد لأهم التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة، “من مواجهة العدوان الروسي الوحشي ضد أوكرانيا، إلى إدارة تنافس مسؤول مع جمهورية الصين الشعبية، إلى معالجة الفرص والمخاطر للتكنولوجيا الناشئة”.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أشارت إلى أن هذه الخطوة ستكون رمزية إلى حد بعيد، ولن تعطي بيرنز صلاحيات إضافية. لكن الباحث البارز في معهد المشروع الأمريكي والمسؤول السابق في البنتاغون الدكتور مايكل روبين حذر بشدة من تداعيات هذه الخطوة.

طموح واختبار

كتب روبين في موقع “1945” الأمريكي أن بيرنز كان دوماً رجلاً طموحاً. في غالب الأحيان، تعامل مع منصبه المميز في رئاسة سي آي إيه باعتباره اختباراً للوظيفة التي يرغب بها وهي وزارة الخارجية. أثار هذا الأمر ارتباك وانزعاج نظرائه الأجانب. بالنسبة لبيرنز، تابع الكاتب، كانت وكالة الاستخبارات أقل أهمية من أن يستطيع الحضور أمام الرئيس بشكل منفرد.

بايدن يكافئ الولاء، وسعى إلى ملء المناصب العليا لا بأفضل الناس وألمعهم، بل عوضاً عن ذلك، بموظفين خدموا طوال عقود ممن حصلوا على ثقته. طوال حياة بايدن المهنية، كان سر اكتساب ثقته هو تأكيد قراراته ببساطة، حسب روبين.

فخر الوكالة.. واقع

تفخر وكالة الاستخبارات المركزية بمهنية توليد وتحليل المعلومات الاستخبارية. لطالما كان هذا أقرب إلى غرور منه إلى واقع، بما أن التحيزات الشخصية لضباطها تلون كيفية تحليلهم للمعلومات.

أضاف الكاتب أن إحضار بيرنز إلى مجلس الوزراء، وهو هيئة تصنع السياسة، يمزق أي ادعاء بأن سي آي إيه هي منظمة مهنية تقف على مسافة من الخلافات والفوضى السياسية التي تميز واشنطن.

هل تلقى مصير إف بي آي؟

كما أدت الاتهامات بالتسييس إلى تآكل سمعة مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) في عهدي الرئيسين دونالد ترامب وبايدن، إلى درجة انتقلت فيها الآن مناقشة إلغائه من الأطراف الهامشية إلى الاتجاه السائد، كذلك سيثير حضور مدير سي آي إيه الاجتماعات الحكومية شكوكاً حيال كفاءتها وأولوياتها.

وطرح روبين سؤالين افتراضيين: في حال اتخذت وكالة الاستخبارات المركزية قراراً مثيراً للجدل، هل يعمد أولئك الذين يخالفونها الرأي إلى تجاهل النتيجة باعتبارها تسييساً، عوضاً عن أن يكون حكماً مبنياً على شرعية المعلومات الاستخبارية؟ وبطريقة مقابلة، هل يمكن أن يلجأ مدير طموح للوكالة مثل بيرنز إلى رقابة ذاتية لاواعية، من أجل أن يبقى محظياً لدى بايدن، بصرف النظر عما تقترحه المخابرات؟.

ستدفع الثمن

اقترح روبين على بيرنز، إذا كان يهتم بالوكالة التي يديرها حالياً، أن يرفض عرض بايدن بلطف مع توجيه الشكر. لكنه رجح ألا يفعل بيرنز ذلك. (أصدر بيرنز بياناً أعلن فيه أنه يتشرف بالخدمة في هذا المنصب). في نهاية المطاف، ستدفع سي آي إيه ثمن ذلك.