اسرائيل اليوم – بقلم: أهرون لبران مسؤول كبير سابق في شعبة الاستخبارات “أمان” “بصفتي ضابطاً كبيراً سابقاً في الجيش الإسرائيلي، وكمن فعل ويعرف عن عمليات وشؤون عسكرية، من الصعب عليّ كتابة ما سأقول. ولكن أقوال لواءين من الجيش الإسرائيلي مؤخراً، مسنودين من أعلى، تترك انطباعاً قاسياً إن لم يكن باعثاً على الاكتئاب.
رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستيات المنصرف، اللواء ترجمان، “تباهى” بأن لقوافل الجيش الإسرائيلي محاور بديلة تتجاوز طريق وادي عاره، الذي من المتوقع أن يكون خطراً ومغلقاً في أثناء القتال.
يفهم من أقواله، أن هذا هو أحد دروس حملة “حارس الأسوار” عندما تشوشت محاور عديدة في إسرائيل من قبل مشاغبين عرب. يشهد هذا على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتخلي مسبقاً عن السيادة الإسرائيلية وعن غايته في الدفاع عن الدولة.
بحث اللواء ترجمان، باسم الجيش الإسرائيلي، ووجد “حلولاً إبداعية”، ويمكن للأمر أن يذكر بتلك القصة التي تقرر فيها بناء مستشفى تحت الجسر الذي انهار في بلدة ما وسقط فيه مارّة.
ثمة نقد حاد لـ”حل” اللواء ترجمان جاء في مقال العقيد يهودا فاكمان في هذه الصفحة، تحت عنوان صائب “ضعف العقل وضعف الفعل” أجاد في أن يعكس مزاج الجيش الإسرائيلي في مواجهة المصاعب المرتقبة.
كما أن المقابلة التي منحها قائد المنطقة الجنوبية، اللواء اليعيزر طوليدانو، يترك انطباعًا قاسياً بل ومحرجاً. في أجوبة معيارية وعديمة المعنى، كرر القول إن “إسرائيل قوية”، ولكنه لا يعرف لماذا انتهت حملة “حارس الأسوار” بـ “تعادل حامض”. كان ينبغي لإسرائيل القوية أن تأتي بنتائج أفضل.
طوليدانو راض عن أن قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة دافعت في “حارس الأسوار” على نحو جميل، ولكن فخر الجيش ليس في الدفاع فقط، فما بالك أن أساس الهجوم نفذه في الغالب سلاح الجو وهيئة الأركان (وحتى في هذا، كانت الإنجازات محدودة، لشدة الأسف). في الحملة، رغم بعض الإنجازات، لم يمنع الجيش الإسرائيلي إطلاق 4.360 صاروخاً، بينها على القدس ومنطقة تل أبيب. كما أن أثر “الضاحية” (تدمير الأبراج) لم ينجح هذه المرة بسبب خطأ في ضرب وكالة أنباء أمريكية.
يمكن أن تقع الأخطاء في الحرب، مثلما قال اللواء طوليدانو، وصحيح أن للحرب ثمناً وضحايا، ولكن، هل كان هذا الخطأ وسقوط المقاتل برئيل حداريا شموئيلي، واجبين لو عمل الجيش بتصميم على لجم وإبعاد مشاغبي حماس عن حدود القطاع؟ الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يخرج ويده هي العليا بشكل واضح بكل مواجهة في القطاع. وأعرف وأؤمن بقدرته على الردع وعن إيجاد حلول صحيحة تجاه حماس. أما أقوال اللواء طولينداو عن “الحاجة إلى التوازن” بين المواطنين سكان القطاع وحماس، فتقوض أداء الجيش الإسرائيلي.
أقوال اللواءين ليست سوى عرض مقلق على ما يجري في الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة. أركز على واحد فقط، وهو – فتح وظائف القتال للنساء. فدمجهن داعمات للقتال وقوة مساندة، يكون الخطر فيه قليلاً، هو أمر مبارك، ولكن ليس في القتال نفسه. المهنة العسكرية بطبيعة الأحوال مهنية رجولية، هكذا كان وهكذا يكون، منذ الأزل وإلى الأبد. ليس هناك ما يدعو الجيش الإسرائيلي إلى الاستجابة للمطالب النسوية، مهما كانت ناجحة. غاية الجيش هي الحماية والدفاع بكل قوته عن أمن الدولة ومواطنيها.
الجيش الإسرائيلي ليس منظمة لتطوير المساواة الاجتماعية بين الجنسين، وليس ملزماً للاستجابة لموضة السياسة السليمة. من الصعب أن نتصور كتيبة مدرعات لنساء تصد طوابير الدبابات السورية في هضبة الجولان في حرب يوم الغفران، مثلما فعلت كتيبة افيغدور كهلاني الذي نال على ذلك وسام البطولة. ليس غريباً إذن أن يكون هو نفسه وقف ضد دمج النساء كمقاتلات دبابات ويجدر الاستماع إليه.
وبعامة، ينبغي أن يكون للجيش الإسرائيلي الشجاعة والجسارة للوقوف وصد روح الوهن التي تتحداه من جهات مختلفة.