علق ساسة لبنانيون، مساء يوم الإثنين، على قرار اعتزال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، النائب سعد الحريري العمل السياسي.
وغرّد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على حسايه عبر تويتر وكتب: كلام الرئيس سعد الحريري اليوم صفحة حزينة للوطن ولي شخصيا،ولكنني أتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها والمرارة التي يشعر بها.
وتابع: “سيبقى الوطن يجمعنا والاعتدال مسارنا ولو تغيرت الظروف والاحوال، مستلهمين قوله تعالى “لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم “.
ومن جهته، اعتبر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في حديث لوكالة “رويترز”، أن “قرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يعني إطلاق يد حزب الله والإيرانيين، وهو قرار محزن جدًا ونفقد به ركيزة للاستقلال والاعتدال”.
ومن ناحيته، إعتبر نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت” تعليقاً على قرار الرئيس سعد الحريري الخروج من الحياة السياسية أنّ “المعادلة اللبنانية أُصيبت بنكسة كبيرة”.
لكنّه رأى أنّه “من المُبكر أنْ نتحدّث كيف سيتطور المشهد لأنّه مُرتبط بكيفية تعاطي الأفرقاء فهل سيتبعون سياسة إدارة الظهر الذي سيزيد من الإنقسامات في الواقع اللبناني أم سيتجهون إلى التفكير في معالجة الأمور بما يضمن إستقراراً وفق استراتيجية محددة”.
وبدوره، كتب النائب طوني فرنجية عبر “تويتر”: تعليق سعد الحريري وتيار المستقبل عمله في الحياة السياسية يأتي في وقت نحن أحوج ما نكون إلى تضامن وتضافر جهود كل المكونات وعلى رأسها الحريري
القرار
وكان رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، النائب سعد الحريري، أعلن مساء يوم الاثنين، تعليق عمله في الحياة السياسية، وعدم ترشحه إلى الانتخابات النيابية.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي: “من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي: أولا، تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار”.
وأشار إلى أن “مشروع (رئيس الحكومة الراحل) رفيق الحريري يمكن اختصاره بفكرتين: أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانيا: حياة أفضل للبنانيين. نجحت في الاولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية”، لافتا إلى أن “منع الحرب الأهلية فرض علي تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة الى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها”.
وأعلن الحريري أن “هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الاخوة.. هذه التسويات، التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين. والتاريخ سيحكم. لكن الأساس، أن الهدف كان وسيبقى دائما تخطي العقبات للوصول إلى لبنان منيع في وجه الحرب الأهلية، ويوفر حياة أفضل لكل اللبنانيين”.
وأضاف: “كنت الوحيد الذي استجاب لثورة 17 تشرين 2019 فقدمت استقالة حكومتي. وكنت الوحيد الذي حاول بعد كارثة 4 آب في بيروت تغيير طريقة العمل عبر حكومة من الاختصاصيين. واللبنانيون يعرفون في الحالتين ما كانت النتيجة، وهم يتكبدون من لحمهم الحي كلفة الإنكار”، مؤكدا “أننا باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة بمعناها التقليدي.. وبيوتنا ستبقى مفتوحة للإرادات الطيبة ولأهلنا وأحبتنا من كل لبنان”.
واختتم الحريري مؤتمر الصحافي بالقول: “قد يكون أفضل الكلام في هذه اللحظة ما قاله رفيق الحريري في بيان عزوفه قبل 17 عاما: “أستودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب. واعبر من كل جوارحي عن شكري وامتناني لكل الذين تعاونوا معي خلال الفترة الماضية”.