أجمع معلقون إسرائيليون على أن العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة لن ينجح في ترميم “قوة الردع الإسرائيلية”، التي تآكلت في أعقاب إطلاق الصواريخ بعد استشهاد الأسير خضر عدنان.
وقالت كرميلا منشه، المعلقة العسكرية لقناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية “كان”، إن “الحملة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة حاليا لن تغير من الواقع الأمني ولن تعزز الردع”.
وخلال مشاركتها في برنامج حواري بثته القناة الليلة الماضية، لفتت منشه إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين يعلنون، عند بدء أي عمل عسكري ضد غزة، عن نفس الأهداف التي أعلنوا عنها في السابق”.
من ناحيتها، استدلت النائبة السابقة كسنيا سبطلوفا على الفشل الإسرائيلي في تحقيق الردع بأن المستوطنين في جنوب القطاع، الذين يحثون الحكومة على توجيه “ضربة موجعة” لغزة في أعقاب إطلاق صواريخ، يضطرون بعد شن هذه الضربة إلى تحمل جولات من إطلاق الصواريخ تفوق 10 أضعاف ما تحملوه قبلها.
وفي تحليل نشره موقع “زمان يسرائيل”، أشارت سبطلوفا إلى أن إقدام إسرائيل على شن “حملات عسكرية” في أوقات متقاربة ضد غزة يمثل “حلا تكتيكيا”، على اعتبار أن أحدا في تل أبيب غير معني بالحديث عن حلول استراتيجية لمعضلة القطاع.
ولفتت إلى أن “الحملات العسكرية” ضد قطاع غزة فشلت دائما في توفير الأمن للمستوطنين في جنوب القطاع، زاعمة أن نتنياهو لم يعد يحاول الدفع نحو انهيار حكم “حماس”.
أما عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، فقد أقر أنه ليس بوسع إسرائيل إلا وضع أهداف متواضعة لهذه الحملة، لافتا إلى أن الحكم على مدى تحقق الردع في مواجهة المقاومة في قطاع غزة لا يمكن الجزم به إلا في المستقبل.
وفي تحليل نشره موقع قناة “12”، لفت يادلين إلى أن “قدرة إسرائيل” على ردع حركة الجهاد الإسلامي محدودة، لأن الحركة لا تتحمل مسؤولية حكم قطاع غزة.
وأضاف أنه “حتى بعد انتهاء هذا الحملة، ستكون إسرائيل مطالبة بمواصلة العمل العسكري لضمان الهدوء في الجنوب والحرص على منع حركات المقاومة في القطاع من تعزيز قوتها العسكرية”.
ولفت إلى إن “إسرائيل في ورطة عند توجهها لحل معضلة غزة”، حيث لا يمكنها التوصل إلى حل سياسي بعيد الأمد مع “حماس” والجهاد “بفعل توجهاتهما الأيديولوجية”، كما أنه ليس بوسع تل أبيب إعادة احتلال القطاع وإسقاط حكم “حماس” بفعل تداعياته الخطيرة.
إلى ذلك، رأى ألون بن دافيد، المعلق العسكري لقناة “13”، أن المسؤولين الإسرائيليين تجنبوا الحديث عن “ترميم قوة الردع” كأحد الأهداف المعلنة للحملة على غزة.
وفي مقال نشره موقع صحيفة “معاريف” اليوم السبت، أوضح بن دافيد أن “أحد أهم أهداف الحملة العسكرية على غزة” يتمثل في منع حركة الجهاد الإسلامي من فرض معادلة يجرى بموجبها الربط بين فعل غزة العسكري وقضية الأسرى الفلسطينيين.
واستدرك بأن “المستقبل هو من سيدلل على ما إذا كانت إسرائيل قد نجحت في تحقيق هذا الهدف أم لا”، مشيرا إلى أنه يتوجب اختبار ما إذا كانت “الحملة العسكرية” قد أثرت على توجهات كل من “حماس” و”حزب الله” لربط نشاطهما العسكري أيضا بما يحدث خارج ساحتي غزة ولبنان.
ولفت بن دافيد إلى أن موعد اختبار الرهانات الإسرائيلية على نتائج “الحملة العسكرية” سيحل قريبا، مشيرا إلى مسيرة الإعلام التي ستنظمها التشكيلات اليهودية المتطرفة في القدس الخميس القادم، وهي المسيرة التي أفضت في الماضي إلى حرب مايو 2021، التي اندلعت في أعقاب إطلاق “حماس” الصواريخ على القدس ردا على تنظيم المسيرة.
من ناحيته، عد أوري غولدبرغ، الباحث في جامعة “رايخمان”، أن استلاب إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات ضرب من “الغباء”. وفي تغريدة على حسابه على تويتر، كتب غولدبرغ: “قررت إسرائيل أنه إذا لم تنجح الاغتيالات التي تنفذها منذ سنوات، فإنها ستسرعها ببساطة حتى لا يتبقى المزيد من كبار القادة في التنظيمات الفلسطينية”. ولفت إلى أن صناع القرار يتعاملون مع الصراع مع الفلسطينيين “كلعبة فيديو ينتهي عندما تصل هذه اللعبة إلى النهاية”.