غضب في “إسرائيل”من تصريحات حاليفا عن حزب الله.. وهذا هو السبب العملي لعدم دعوة بايدن لنتنياهو

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن محافل أمنية، اليوم الجمعة، توقّعها أن لا بوادر لحرب قريبة “على رغم التطورات السلبية”، وفق تعبيرها، بالنسبة إلى “إسرائيل، بشأن الملف النووي الإيراني، وموضوع حزب الله.

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى “غضب شديد في هذه المحافل الأمنية الكبيرة” من تصريحات رئيس جهاز “أمان” (الاستخبارات العسكرية)، الأسبوع الماضي، بشأن حزب الله، انطلاقاً من أنها تصريحات “لا داعي لها”. 

وكان رئيس “أمان”، أهارون حاليفا، صرّح بأنّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، “قريب من خطأ ربما يؤدي إلى حرب كبرى”.

 

وفي مؤتمر هرتسليا في جامعة “رايخمن”، أضاف حاليفا أنّ “الثقة المتزايدة بالنفس” للرئيس السوري، بشار الأسد، عبر سماحه بإطلاق مسيرات إيرانية من بلاده، “تخلق احتمالاً لتصعيد كبير في المنطقة”.

وتابع أنّ “استخدام القوة في المنطقة الشمالية، سواء من لبنان أو سوريا، قد يؤدي إلى التصعيد والتصادم بحجم كبير جداً بين إسرائيل وحزب الله ولبنان”.

لكنّ التقارير الإسرائيلية السابقة أشارت إلى عكس ذلك، بحيث تحدّث تقرير، في صحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية، عن الخوف الإسرائيلي من تصاعد قدرات إيران وحزب الله، في مقابل تأكّل الردع الإسرائيلي.

وأوضح أنّه “بعد عقدٍ، كانت فيه إيران، إلى حدّ كبير، معزولة ومحاصرة، أصبحت قوة عظمى إقليمية قوية ومعترفاً بها، وتحالفاتها مع الصين وروسيا تثير قلقاً، وغرامها الجديد مع بعض الدول العربية مزعج”.

وبيّنت الصحيفة أنّ حادثة تقاطع مجيدو، في آذار/مارس الماضي، وإطلاق القذائف الصاروخية من جنوبي لبنان، كان لهما معنى واضح، مفاده أن الردع الإسرائيلي تأكّل”.

وقال التقرير إنّه “في حال حدوث أي تصعيد مع لبنان، صحيح أنّ ” إسرائيل سترد بقوة كاملة، لكن ردّها الاستراتيجي سيكون ركيكاً وغير ملائم”.

وأضاف أنّ “إسرائيل غير مستعدة لخطط حرب إيران، وهي منهمكة في أخبار الصحافة الصفراء بدلاً من الانهماك المضني في الحرب المقبلة”.

واشنطن تريد نتنياهو خارج مشهد المحادثات النووية مع إيران

وأكّد مصدر سياسي إسرائيلي، للقناة “12 الإسرائيلية، أنّ محادثاتٍ تجري بين الولايات المتحدة وإيران تتعلق بالعودة إلى الاتفاق النووي الموقّع بين إيران والقوى الغربية عام 2015، والذي خرجت منه الولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق، دونالد ترامب.

وصرّح معلق الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية، بأنّ مصدراً سياسياً كبيراً، أبلغه بأن التفسير العملي لدى القيادة السياسية في “إسرائيل”، أنّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يُدعى من قِبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى واشنطن “لكي لا يأتي ويتحدث بخصوص إيران”.

وشدّد المصدر على “عدم صحة الحديث” بشأن كون مسألة التعديلات القضائية هي التي “منعت الأميركيين من دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض”، لافتاً إلى أنّ واشنطن “لا تريد سماعه يتحدث عن إيران”. 

وأضاف المصدر السياسي الذي تمّ وصفه بـ”الكبير”، بأنّ الرئيس الأميركي، يريد إبعاد نتنياهو قدر الإمكان عن محادثات تجري بالفعل بين الأميركيين وإيران، تتعلق بالعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه ترامب.

كما أشارت المراسلة السياسية في القناة “13” الإسرائيلية، إلى أنّه يُتوقّع أن يُعد الكابينت لإجراء “مناورة نقاش”، حيث يُفترض أن يحاكي الوزراء جميع النشاطات الإسرائيلية المختلفة، سواء حول المسألة الإيرانية أو حول ما يجري في الساحة الشمالية، الأحد المقبل.

في سياقٍ آخر، نقل الإعلام الإسرائيلي، عن مسوؤل سياسي كبير، قوله إنّ “هناك مفاوضات تجري بين الأميركيين والإيرانيين للتوصل إلى اتفاق نووي”. 

أتى ذلك بعد أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بأنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ألغى زيارةً مقررة لـ”إسرائيل”. وذكرت “القناة الـ13” أنّ بلينكن “كان من المفترض أن يقوم بزيارة سريعة لإسرائيل كجزء من زيارة للمنطقة، لكنه قرّر الإلغاء”.

وأوضح مصدر سياسي رفيع أنّ “الإلغاء قد يكون إلغاءً تقنياً، لكن لا يمكن تجاهل توقيته الحساس”، معرباً عن اعتقاده أنّ الأميركيين يحاولون “إزالة قضية النووي الإيراني من جدول الأعمال حتى الانتخابات”. 

يُذكَر، في السياق، أنّ كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، قام برحلة شبه سرّية إلى سلطنة عُمان في وقت سابق من شهر أيار/مايو الماضي، من أجل إجراء محادثات بشأن التواصل الدبلوماسي المحتمل مع إيران.