حذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” الأسبق عامي أيالون، من أن إسرائيل و المناطق الفلسطينية (الضفة الغربية والقدس) تتجه إلى تصعيد أمني خطير وأوسع من الوضع الحالي، مشيرا إلى عملية التفجير المزدوجة في القدس، أول من أمس، وفشل الشاباك في منعها.
وقال أيالون لإذاعة 103FM “إننا في حالة تصعيد. وينبغي أن ندرك الاتجاه. وباعتقادي أننا نتجه إلى تصعيد كبير جدا. ولا أعلم إذا كان ينبغي تسمية ذلك انتفاضة. فالانتفاضة هي هبة شعبية، وهي ليست عنفا بلا خلفية. والوضع ليس بهذا الشكل حاليا”.
وأضاف أيالون أنه “يوجد فرق بين هجمات القاعدة أو داعش، وهي أشد من العمليات المسلحة هنا. ومن الجهة الأخرى، نحن لا نرى آلافا أو عشرات آلاف (الفلسطينيين في مواجهات) في الشوارع”.
وتابع أن “الجميع يرفع رأسه” وليس التنظيمات الفلسطينية فقط. “ونحن موجودون في واقع توجد فيه طاقة دينية قومية. والأقصى بالنسبة للفلسطينيين، تماما مثل القدس وجبل الهيكل بالنسبة لنا، لم يعد رمزا دينيا فقط، وإنما رمز ديني قومي. وقد يكون شكل الانتفاضة كالذي شهدناه في الماضي، لكن عندما تندلع لن يكون بالإمكان وقف الإرهاب. إرهاب الأفراد والتنظيمات”.
وأردف أنه “لا أعلم إذا ستكون هذه تنظيمات مثل حماس. ولكن من الجهة الأخرى هناك تنظيمات أخرى التي أسميناها في الماضي بالعمليات الكبيرة”.
واعتبر أيالون أنه في تصعيد كهذا “سيموت أشخاص وسيصاب آخرون. لا أعرف عددهم، لكنا نتجه إلى هناك. ولن يحدث هذا غدا، ولا أعرف متى بشكل دقيق، لكنني متأكد من أن هذا سيحدث لأن الطاقة الموجودة تتغذى من الفقر، انعدام الأمل، وزد إلى ذلك انعدام القيادة المطلقة”.
وأضاف أنه “لا يوجد اليوم في السلطة (الفلسطينية) قيادة قادرة على لجم الشعب الفلسطيني لأنه تم تحطيم قيادته بالكامل. والسياسة الإسرائيلية التي أراها اليوم، والتي أتوقع أن تكون في المدى القريب، ليس قيادة ملجومة أبدا. ولا توجد قيادة ملجومة في كلا الجانبين. والعناصر الدينية القومية تتعاظم. وينضم إلى ذلك في الجانب الفلسطيني الفقر ومجموعات كبيرة تشعر بالذل”.
وقال أيالون إنه “واضح تماما أن إسرائيل ستعود إلى تنفيذ العمليات العسكرية والاغتيالات. وما زال هناك أشخاص في إسرائيل الذين يعتقدون أنه بالإمكان التغلب على الإرهاب، وهم يتغذون من أيديولوجية ولا يفهمون ظاهرة الإرهاب”.
وأضاف أنه “بحسب إدراكي للأمور، فإننا سننفذ عمليات عسكرية كبيرة أخرى في يعودا والسامرة وغزة. وهذا سيمنحنا فترات قصيرة نسبيا من الهدوء، لكنها لن تحل المشكلة ولن تغير الاتجاه أبدا”.
ورأى أيالون أنه “يوجد بديل أمامنا، وعلينا أن ندرك أن بإمكاننا صنع أفق سياسي، وكل ما ينبغي أن نفعله هو القول ’إننا نجري مفاوضات على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية’”.
وحول إخفاق الشاباك في منع تفجيري القدس، قال أيالون إن “أي عملية لم يتم إحباطها هي فشل. وأعتقد أن الشاباك يدرك ذلك أفضل من أي أحد آخر. وينبغي التمييز بين عمليات أفراد التي لا يمكن إحباطها وبين عمليات. وعملية القدس ليس عملية أفراد، وإنما هي عملية نفذها تنظيم. ويكاد يكون ليس مهما من الذي نفذها، حماس أو الجهاد (الإسلامي) أو أي تنظيم آخر. وواضح أنه يوجد تنظيم وتخطيط وتنسيق ومواد متفجرة. يوجد جهاز”.