تعددت الصور والأحداث والمواقف في حياة عائلة الزبيدي المناضلة والصامدة في مخيم جنين، والتي لا تزال رهن استهداف الاحتلال، فقد استشهد اثنين من أبنائها خلال العام المنصرم، وانضم مؤخراً اثنين من أبنائها لقائمة الأسرى ولشقيقهم القائد زكريا الزبيدي.
ووسط مشاعر الحزن والألم المعزز بالصمود والثبات، مددت محكمة الاحتلال في الجلمة توقيف الأسير جبريل محمد الزبيدي للتحقيق المستمر معه منذ اعتقاله قبل أسبوعين، وقضت محكمة سالم بسجن شقيقه يحيى الذي اعتقل قبل حوالي شهر، بالسجن الفعلي لمدة 7 شهور وغرامة باهظة، وبينما دخل عضو المجلس الثوري زكريا الزبيدي عامه الخامس خلف القضبان، كسرت العائلة جدار الحزن، وعاشت مشاعر الفرح، عندما أنجبت زوجة الشهيد نعيم جمال الزبيدي، طفلتها الثانية بعد 90 يوماً من ارتقاء زوجها قائد مجموعات الظل في سرايا القدس خلال اشتباك مسلح في مخيم جنين.
ورغم أجواء الحزن والألم، عبرت عائلة الزبيدي عن فرحتها بولادة الطفلة التي أطلق عليها اسم سناء تيمناً بجدتها المناضلة والتي صبرت وتحملت كل الويلات التي سببها الاحتلال لزوجها الأسير المحرر جمال الزبيدي الذي قضى عدة سنوات في السجون ولاسرته التي قدمت 8 شهداء منذ انتفاضة الاقصى حتى اليوم.
وتزامنت ولادة الطفلة في مستشفى الرازي بجنين، مع إصدار محكمة سالم حكماً على الأسير يحيى الزبيدي بالسجن الفعلي، واستمرار عزل جبريل في أقبية التحقيق ودخول الأسير زكريا الزبيدي عامه الجديد في زنازين العزل الانفرادية منذ إعادة اعتقاله بعد تحرره خلال الهروب الكبير من سجن جلبوع.
وقال جدها الأسير المحرر جمال الزبيدي لـ” لقدس” دوت كوم: فرحتنا لاتوصف وكبيرة، ولكنها ممزوجة بالحزن وغصة كبيرة في ظل فقدان ابننا وحبيبنا الغالي على قلوبنا نعيم الذي كان ينتظر هذه الفرحة الكبيرة “، وأضاف “بناءً على وصية نعيم رحمه الله، سمينا المولودة الثانية له سناء، تعبيراً عن حبه وتقديره لوالدته، فقد كان يتمنى أن يعانقها ويؤذن في أذنيها، ولكنه وهب حياته للوطن وقضى عمره في النضال والكفاح من اجل حرية وطنه ونال الشهادة التي كان يتمناها”.
العائلة التي عانت الكثير طوال العقود الماضية، وقدمت كوكبة من الشهداء، ولم يسلم أحد من أفرادها من المطاردة والإصابة والأسر، تذكرت وهي توزع الحلوى ابتهاجاً بالضيفة الجديدة التي أفرحتها، والدها الشهيد نعيم الذي عاش تجربة الاعتقال مرات عديدة، وشكل مقاوماً عنيداً وصلباً، كرّس حياته للنضال بشكل سري، وبعد تحرره من آخر اعتقال، أكمل المشوار وأصبح قائداً لمجموعات الظل في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كما تذكرت الشهيد داوُد الزبيدي الذي تعرض للإصابة وتم تصفيته خلال علاجه في مستشفيات الاحتلال في الداخل.
وفور انتشار نبأ ولادة طفلة الشهيد نعيم، عمّت أجواء الفرح في مخيم جنين، ووزع رفاقه الحلوى، وتوافدوا على المشفى ومنزل عائلته لتقديم التهاني والأمنيات، وسط حزنهم على افتقاده.
وقال عمه جمال ” مهما مارس الاحتلال سنبقى صامدون ولن نتخلى عن درب وعهد الشهداء الذين ضحوا من أجل حريتنا ومستقبل أجمل وأفضل لأطفال فلسطين، سنفرح لأن الفرح رسالة تحدي للاحتلال “.
وأضاف “عندما رزق نعيم قبل سنوات بطفلته الأولى التي أسماها إيلياء كان خلف قضبان سجون الاحتلال، ولم يراها إلا عندما تحرر وهي بعمر عام ونصف، وأمضى معها 5 أشهر، ثم ارتقى وينال الشهادة “، وتابع وهو يقبل حفيدته ” كلما سألنا الصغيرة ايلياء “اين والدكِ؟ ، تجيب وتقول :” بابا نعيم شهيد في الجنة، ونسأل الله أن يكرمها وشقيقتها بالعمر المديد، وسنربيهما كما أحب وتمنى نعيم “.