كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، عن أسباب تصدر “الخلية النابلسية” قائمة المستهدفين والمطلوبين للاغتيال.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية ،قولها، “إن طريقة الاغتيال ألهبت الشارع الفلسطيني، بعدما أحدثت صدمة لديه كونها مفاجئة وقاسية، والأولى من نوعها منذ العام 2009 في نابلس، إذ إن آخر اغتيال مماثل وقع في البلدة القديمة في المدينة، واستهدف الشهداء: غسان أبو شرخ، عنان صبح، ورائد السركجي. وعلى رغم أن هكذا عمليات تنفّذها إسرائيل عادةً بحق المقاومين الذين قتلوا أو أصابوا إسرائيليين، إلّا أن هذه “الخلية النابلسية” لم تسفر عملياتها عن قتلى أو إصابات.
وأضافت الصحيفة ” لكن هناك أسباباً أخرى جعلتها تتصدّر قائمة المستهدَفين والمطلوبين للاغتيال، وأبرز تلك الأسباب: تميُّزها بعمليات إطلاق النار المتتالية باتجاه حواجز جيش العدو وآلياته، إضافة إلى تشكيلها حالة جديدة من “التنظيم المحلي المتميّز”، وإصرار المطارَدين فيها على عدم تسليم أنفسهم وتحدّي كلّ المكالمات الإسرائيلية المطالِبة إيّاهم وعائلاتهم بذلك.
وكانت أعلنت الخلية عن انطلاقتها بشكل غير رسمي، من خلال بيان عسكري وعرض مسلّح إبان معركة “سيف القدس” في شهر أيار الماضي، وتركّزت نشاطاتها في البداية على إطلاق النار تجاه نقاط وأبراج عسكرية محيطة بمدينة نابلس، من بينها نقطة عسكرية إسرائيلية على جبل جرزيم، ثمّ امتدّت لتصل إلى حاجز حوارة.
ووثّقت الخلية بعض عملياتها بجرأة، حيث كان المقاومون يترجّلون من مركبة، ويطلقون النار باتجاه الهدف الإسرائيلي، ثمّ ينسحبون فوراً.
وبحسب مصدر تحدّث إلى الصحيفة، فإن مقاومين من الخلية نفسها أطلقوا النار تجاه جيش العدو عدّة مرّات خلال اقتحامات مدينة نابلس، لتُسجَّل أبرز هذه الاشتباكات في محيط البلدة القديمة ليلاً، وفي شارع عصيرة عصراً عند اعتقال قوة خاصة إسرائيلية لقائد الخلية، الأسير عبد الحكيم شاهين، قبل أشهر.
من جهتها، تَذكر “القناة 12” العبرية أن التحقيقات الإسرائيلية كشفت أن عدد عناصر الخلية ثمانية، وأنهم خطّطوا لتنفيذ عمليات جديدة، واحدة منها في يوم اغتيال الشهداء الثلاثة. وقد نجا من عملية الاغتيال المطارَد إبراهيم النابلسي، حيث لم يكن موجوداً في مركبة “سيات”، ليَظهر ممتشقاً بندقيته في تشييع رفاقه الثلاثة، وتهتف الجماهير الغاضبة تحيةً له بـ:”يا نابلسي إحنا معك”، وهو ما علّقت عليه “القناة 12” بأن “النابلسي تحدّى الجيش الذي يبحث عنه بمشاركته في جنازة أصدقائه الثلاثة”.
في يوم الاغتيال، شهدت الضفة الغربية عشرات عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه مركبات المستوطنين، وارتفع عدد المواجهات على نقاط التماس، فيما شهد عدد من المناطق الفلسطينية مسيرات غاضبة مندّدة بالعملية. وامتدّ الغضب في اليوم التالي ليصل إلى حدود مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث اجتاز شبان السياج الحدودي، وأحرقوا شاحنة هندسية إسرائيلية خلف الحدود، وعادوا إلى القطاع بسلام.
وشهدت ساعات ما بعد تشييع الشهداء 5 عمليات إطلاق نار على الأقلّ، استهدفت كلّاً من: حاجز الجلمة، قوّة إسرائيلية قرب قرية كفر قود، آلية إسرائيلية عند الجدار الفاصل قرب قرية العرقة. وفي اليوم التالي للاغتيال، أطلق مقاومون النار مرّتين باتجاه حاجز قلنديا العسكري ومستوطنة “كوخاف يعقوب” شمال القدس. ومع نجاة النابلسي من الاغتيال، وظهور عدد من أفراد الخلية الآخرين إلى جانبه بشكل علني، يبدو أن “الحساب لم يغلق كاملاً”، سواء من جانب العدو الإسرائيلي أو من المقاومين، إذ إن الميدان يشي باستمرار عمليات إطلاق النار الخاطفة ضدّ الإسرائيليين في نابلس ومحيطها على الأقلّ خلال الأيام المقبلة، كما أن جبهة جنين تغلي تحت الرماد مع القرار الإسرائيلي بهدم منازل منفّذي عملية “حومش” في بلدة السيلة الحارثية، حيث يتجهّز الشبان والمقاومون لصدّ عملية الاقتحام والهدم، فضلاً عن أن التسلسل التاريخي أثبت أن تراكمية الأحداث الساخنة تدفع دائماً باتجاه التصعيد، وتطرد الهدوء النسبي.