هآرتس – بقلم: منصور عباس ويوسف أبراموفيتش “وقعت إسرائيل والأردن هذا الأسبوع على اتفاق، مفاده أن يبيع الأردن لإسرائيل كهرباء شمسية، بينما تقوم إسرائيل بتزويد الأردن بالمياه المعالجة. لماذا تحتاج إسرائيل الغنية بالشمس إلى هذا الاتفاق. حسب ما نشر في “ذي ماركر”، فإن “إسرائيل لم تنجح الآن في تحقيق أهداف إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، التي تم تحديدها للعام 2020. المشكلة الأساسية هي غياب مناطق مفتوحة يمكن إنشاء المزارع الشمسية فيها”.
هذا الأمر يثير الغضب. ففي النقب مناطق كثيرة يمكن استغلالها لصالح الطاقة المتجددة، وأن تدفع قدماً بإسرائيل لتحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها من أجل الانتقال إلى الطاقة المتجددة. في النقب 18 يوماً بالمتوسط بدون شمس. نحو 60 في المئة من أراضي الدولة هي أراض مفتوحة ومحميات طبيعية ومناطق تدريب، وبالطبع كل هذه المناطق تقريباً في النقب. إضافة إلى ذلك، نحن اليوم في مراحل تطوير وتجربة حقول ثنائية الاستخدام، وزراعية وكهربائية، أي استخدام زراعي من الأسفل، وألواح طاقة شمسية من الأعلى.
نحو ثلث سكان النقب من البدو. وقد حان الوقت لتخصص الدولة لهؤلاء المواطنين مناطق يمكنهم أن يقيموا فيها مزارع للألواح الشمسية، ومن الأفضل أن تكون زراعية – كهربائية. هذا الأمر سيقرب إسرائيل من مؤشرات دول الـ OECD في كل ما يتعلق باجتثاث الفقر والمساواة في الفرص في التطوير الاقتصادي – الاجتماعي، وسيقربها بخطوات كبيرة من أهداف إنتاج الكهرباء بالطاقة المتجددة.
من الواضح لكل من يتعامل بجدية مع أزمة المناخ أن طريقة للحل يجب أن تتضمن تعزيز المجموعات السكانية الضعيفة. أليس من الأجدر إتاحة فرص متساوية للفقراء في إسرائيل في المورد العالمي والقومي؟ أي أن يكسبوا الرزق من الشمس؟ في يوم البيئة ، وفي نقاش جرى في اللجنة الخاصة لشؤون المجتمع العربي داخل الكنيست، اقترح يوسف أبراموفيتش، الذي شارك في كتابة هذا المقال، أن تحدد إسرائيل “حصة” للطاقة الخضراء. المجتمع العربي يشكل 20 في المئة من سكان الدولة. وإذا أردنا الوصول إلى المساواة، فيجب علينا التقرير بأن 20 في المئة من إنتاج الطاقة الشمسية ستأتي من المجتمع العربي، وبالطبع من المجتمع العربي في النقب.
من الواضح أنه إذا عرفت إسرائيل كيفية إزالة العقبات البيروقراطية، فإن الأموال التي ستستثمر في إقامة المزارع الشمسية ستكون أموالاً خاصة. وستكون النتيجة مصدر تشغيل ورزق لعشرات آلاف العرب في النقب. بسبب الصعوبات البيروقراطية الحالية حتى الآن، باستثناء حقل شمسي واحد، فإن الاستثمار في إقامة مزارع الألواح الشمسية هو في المناطق اليهودية في النقب. السكان العرب في النقب يستخدمون الآن الأراضي التي بحوزتهم لإنتاج مصادر رزق فقيرة، مثل حقول القمح التي تنتظر القليل من الأمطار التي يرسلها الله. في نبأ في “ذي ماركر” كتب أن سلطة أراضي إسرائيل تعارض وضع اليد على مساحات كبيرة من الأراضي لغرض تركيب الألواح الشمسية. ولكن هذه المساحات لن تقربنا فقط من أهداف الطاقة المتجددة، بل أيضاً من العدالة الاجتماعية.
نشاهد في هذه الأيام نتائج الإهمالاً الكبير للمجتمع العربي في النقب. وهنا حانت فرصة لوضع فيه “الجميع يربح”، بإيجاد مصادر رزق وتشغيل للسكان الأكثر فقراً والأكثر ضعفاً في الدولة، وأيضاً باستخدام ممتاز للأراضي في النقب، واقتراب مهم من أهداف الطاقة الخضراء.