هآرتس – بقلم: يهوشع براينر “السجناء الفلسطينيون الذين اشتكوا من مهاجمة السجانين بعد عملية الهرب من سجن جلبوع، قالوا في التحقيقات معهم بأنهم تعرضوا للضرب والركل واللكم، وبأن أحد السجانين سكب المياه الساخنة جداً على أحدهم. حسب قولهم، وقال لهم سجانو سجن “شطة”، الذي تم نقلهم إليه بعد عملية الهرب: “اليوم لا يوجد قانون ولا قاض”، كانتقام على ما فعله السجناء الستة.
في الأسبوع الماضي، نشرت الصحيفة أن سجاني شطة تم التحقيق معهم مؤخراً تحت التحذير في الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين للاشتباه بأنهم ضربوا السجناء الذين تم نقلهم إلى هناك من سجن جلبوع. حسب الاشتباه، أثناء نقل السجناء وهم مكبلون، قام ثلاثة ضباط بضربهم بالأيدي والعصي دون أي استفزاز من جانبهم. تم إبعاد اثنين من مصلحة السجون. وتم توثيق الحادثة بكاميرات الحماية داخل السجن، ونقلت نقلها إلى الشرطة.
أحد السجناء الأمنيين الذي شهد في الشرطة هو أحمد قنبع، من سكان جنين، والمعتقل حتى انتهاء محاكمته. وقد وصف لمحققي الشرطة بأنه بعد الحادثة التي “قام فيها سجين معروف بأنه مريض نفسي بسكب المياه الساخنة على سجان”، تم نقل جميع السجناء إلى غرفة فارغة، وهم مكبلون. و”بقينا لبضع ساعات”. بعد يوم على عملية الهرب، في ليل 7 أيلول، تم نقلهم إلى سجن شطة. وحسب قوله: “عدد من السجناء كانوا حفاة”.
واصل قنبع الوصف وقال إنه عند وصوله إلى سجن شطة “رفع السجانون أيدينا ودفعونا. وبعد ذلك كبلونا بأصفاد حديدية”. وقال إنه عند خروجه من سيارة النقل “كان بانتظاري ضابط اسمه زاهر. سحبني من الأصفاد وبدأ يضربني بشكل وحشي على رأسي ووجهي وظهري وجوانبي. وحتى أنه ضربني على عيني اليسرى التي بقيت منتفخة لفترة طويلة”. وقال السجين بأنه “من كثرة الضرب، لم أعد أتذكر إذا كان الضابط قد استخدم العصا أم يديه فقط”.
وقال قنبع أيضاً بأنه بعد ذلك قام السجان نفسه بمهاجمة سجناء آخرين، الذين اشتكوا أيضاً للوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين، وبعدها تمت مهاجمتي مرة أخرى. “لقد ضربي أمام السجانين وأعادني إلى القسم”، قال. وقال قنبع بأنه بقي بدون حذاء مدة أربعة أيام إلى أن أُحضر له شبشب مصلحة السجون.
المحامية نادية دقة، من “موكيد” للدفاع عن الفرد، التي تمثل السجناء المشتكين، كتبت في تقرير يتعلق بشكوى قنبع، بأن “الأمور التي تظهر في وصف السجين تدل على سلوك عنيف بشكل خاص وغير مبرر، يتجاوز بشكل كبير القواعد. وتصل إلى درجة تعريض حياة السجين للخطر، وإلى درجة عقاب جماعي وسلوك بلطجي بما تعنيه الكلمة، الذي يقف خلفه السجانون”.
السجين ليلي أبو رجيلة، الذي يعتبر الناطق بلسان السجناء في قسم 3 في سجن جلبوع، وصف الأمور بشكل مشابه. وحسب قوله، قامت قوات كبيرة من السجانين برش أصدقائه بغاز الفلفل داخل الغرفة، ثم تم إخراجهم وهم مكبلون. وأضاف: “لم يقاوم أحد منهم. فتحوا الباب وسحبوني. وفي هذه الأثناء كانوا يرفعون يدي إلى الوراء بصورة كان فيها رأسي نحو الأسفل وضربوني على رقبتي”.
حسب أقوال أبو رجيلة، فإن اعتداءات مشابهة تعرض لها سجناء آخرون. سألوا بعضهم عن سبب استخدام العنف. فأجاب السجانون: “اليوم لا يوجد قانون أو حساب”. وقال إن سجاناً اسمه زاهر كان قرب السيارة التي نزل منها السجناء الأمنيون في سجن شطة. “أشار الضابط بيده إذناً بالضرب، وقرأ اسم سجين آخر. كل من نزل من السيارة أخذ نصيبه من الضرب”. وقال أبو رجيلة أيضاً بأنه هو الوحيد الذي لم يتم ضربه. “كل السجناء وصلوا إلى القسم وهم مصابون ومكبلون”، قال. وأضاف بأنه 40 سجيناً ناموا على فرشات على الأرض لمدة شهر. وبعد أسبوع من ذلك، تم نقلهم لتلقي العلاج الطبي. “سلوك السجانين كان بدون رحمة”.
قال السجين علاء كبها، بأنه بعد تكبيله هو والسجناء في سجن جلبوع، تم ضربهم من قبل السجانين باستخدام الركلات واللكمات. وقال كبها إنهم أُلقوا على أرض الغرفة مكبلين. “بعد أن رمَوني بدون اكتراث وأنا مكبل من الخلف، بدأوا بركلي في بطني وشتمي”، قال في إفادته.
بعد خروج كبها من السيارة، قال: “ضربوني دون رحمة أمام الجميع. بعد ذلك نادوا اسمي، فصفعني السجان وأنا مكبل اليدين والرجلين. سحبني من القميص، ففقدت التوازن ووقعت. واستغلى السجانون الآخرون ذلك لضرب ظهري وقدمي، وركلوني في الوقت الذي كان فيه رأسي على الأرض”. وأضاف كبها بأنه أيضاً تم نقله حافي القدمين إلى سجن شطة. وأثناء النقل، داس على قدمه أحد الضباط. حسب قوله، رغم أنه كان ينزل، إلا أنه رأى الطبيب بعد ثمانية أيام. وشهد سجين آخر بأن سجاناً قال له وهو مكبل وملقى على الأرض: “سأجعلك تقبل قدمي”. وشهد أيضاً بأنه “طوال الطريق إلى شطة ضربوني. كانت هناك سجانة صرخت على السجانين الذين هاجموا، وعارضت ما يفعلونه. ولكن السجانين الآخرين أبعدوها”. وحسب قوله، عندما نزل من السيارة “ثمة سجان نادى على اسمي، وعندما أجبت صفع وجهي وألقاني على الأرض. من قوة الضربة ولأنني كنت مكبلاً وقعت على وجهي. عندها أخذ السجانون بضربونني بأيديهم وركلوني”. وحسب أقوال السجين: “حسب تقديري، كان الهجوم قرب سيارة النقل بهدف إخفاء ما يحدث عن أنظار الكاميرات في المنطقة”.
وقد جاء من مصلحة السجون، رداً على ذلك: “الحديث يدور عن ملف تعالجه الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين بشبهة استخدام القوة من قبل السجانين. وبناء على ذلك، محظور علينا التطرق لذلك”.