سي أن أن: كيف توقعت الاستخبارات الأمريكية التدخل الروسي في أوكرانيا؟

حصل الرئيس جو بايدن والمسؤولون الأمريكيون على المعلومات الاستخباراتية بشأن التدخل الروسي لأوكرانيا بشكل صحيح على الرغم من تأكيدات موسكو عكس ذلك.

ولفتت شبكة ”سي ان ان“ الأمريكية في تقرير يوم السبت، إلى أن تلك المعلومات الصحيحة جاءت بعد سوء تقدير كبير حول كيفية الانسحاب من أفغانستان، والمعلومات الاستخبارية المضللة في الفترة التي سبقت الحرب في العراق والعديد من الأخطاء الأخرى.

ونقلت الشبكة عن تيم وينر، مؤلف كتاب تاريخ وكالة المخابرات المركزية لعام 2007 ”تراث الرماد“ قوله إن ”سبب نجاح الاستخبارات الأمريكية هذه المرة هو أنها بدأت تفكر بشكل إستراتيجي وليس النظر لما يحدث قبل دقائق“.

وأشار وينر إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، وآفريل هاينز مديرة المخابرات الوطنية جاءا إلى المنصب قبل عام.

وأوضح ان أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك وكالة الأمن القومي، التي تعترض الاتصالات كانت شديدة التركيز على مكافحة الإرهاب لمدة 20 عامًا.

وقال: ”أعاد بيرنز وهاينز التركيز على روسيا والصين، مع التركيز على جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية عن الأنظمة الاستبدادية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، ولأول مرة منذ فترة طويلة بدأت وكالات الاستخبارات الأمريكية تفكر بشكل إستراتيجي وتتطلع إلى الأفق بدلاً من الإبلاغ عما حدث قبل خمس دقائق“.

وتابع: ”السؤال هو كيف تغير الأمر منذ ترك الرئيس دونالد ترامب منصبه، بشكل عام، تقوم المخابرات الأمريكية بما يأمرها البيت الأبيض بفعله، وكان تقدير ترامب الكبير لبوتين وتقاربه الفضولي لوجهات نظر الكرملين يعني أن كل ما تخبره به وكالة المخابرات المركزية عن روسيا ليس له تأثير يذكر على السياسة الخارجية الأمريكية“.

ورأى وينر أنه من الواضح أن ذلك قد تغير بشكل كبير، مشيرا إلى أنه عندما وصف الرئيس جو بايدن بوتين بأنه ”طاغية“، فإنه يعتمد على التقارير الواردة من وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية والوكالات الشقيقة.

وبشأن نشر واشنطن معلومات استخباراتية بهدف استباق عمليات ”العلم الكاذب“ الروسية ومنع الغزو، اعتبر وينر أنه ليس تكتيكًا جديدًا وأن ما تفعله الولايات المتحدة هو حرب سياسية وهو شيء لم تفعله بشكل فعال منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال إن ”الحرب السياسية هي الطريقة التي تبرز بها الدول قوتها وتستغلها ضد العدو، باستثناء إطلاق الصواريخ أو إرسال قوات المارينز، ويتطلب سلوكها مجموعة كاملة من الاستخبارات والدبلوماسية، من العمليات السرية والتجسس إلى الدبلوماسية القسرية والعقوبات الاقتصادية، والتنظيم الماهر لهذه الأدوات من قبل الرئيس“.

وأضاف: ”لقد كشف استخدام الحرب السياسية -بما في ذلك رفع السرية ونشر المعلومات الاستخباراتية- عن خطط بوتين لاستخدام المعلومات المضللة والأكاذيب كأدوات للحرب، وعرقلها بشكل فعال، وفي نهاية المطاف، هذه معركة من أجل الحقيقة، وتشكيل آراء الناس عن الأنظمة الاستبدادية هو جزء من الطريقة التي تُشن بها الحرب السياسية“.