قال مسؤول فلسطيني كبير لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن القيادة الفلسطينية لم توافق على استئناف التنسيق الأمني ووقف هجومها الدبلوماسي ضد إسرائيل مقابل تعليق مؤقت للممارسات الإسرائيلية، بما في ذلك التصريح بمنازل استيطانية جديدة وهدم منازل الفلسطينيين.
وأوضح، أن الولايات المتحدة تبحث عن مثل هذا التبادل في التنازلات من أجل استعادة الهدوء في الضفة الغربية والقدس التي تصاعدت فيهما الهجمات، ومن المتوقع أن تزداد في أبريل عندما يحتفل المسلمون بشهر رمضان ويحتفل اليهود بعيد الفصح.
وأضاف، أن السلطة الفلسطينية لا تبحث عن حل سريع أو تأخير ، لكنها تريد نهاية للنشاط الاستيطاني.
وقال المسؤول لصحيفة “جيروزاليم بوست ” إنه “لا تغيير” في القرار الفلسطيني بإنهاء التنسيق الأمني والتوجه إلى المحافل الدولية بطلبات توفير الحماية للفلسطينيين وتوجيه تهم “جرائم حرب” ضد الإسرائيليين.
وأكد المسؤول، أن “جميع المستوطنات غير شرعية وقد شيدت في انتهاك للقانون الدولي، ولهذا فإن أي وقف لبناء المستوطنات يجب أن يكون دائما وليس مؤقتا”.
وأضاف، أن على اسرائيل “التوقف نهائيا ودائما عن ممارساتها واجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني”.
ووفقًا للمسؤول، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجددًا خلال اجتماعاته الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، على ضرورة قيام إسرائيل بـ “الوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية في الضفة والقدس.
وأكد المسؤول للصحيفة، أن الموقف الفلسطيني واضح وحازم، مضيفاً أن السياسة الإسرائيلية في بناء وتوسيع المستوطنات، تهدف إلى تدمير حل الدولتين، وهي رؤية تقول إدارة بايدن إنها لا تزال ملتزمة بها”.
وأقر المسؤول، بأن إدارة بايدن تمارس ضغوطًا على القيادة الفلسطينية للتراجع عن قرار إنهاء التنسيق الأمني ووقف الهجوم الدبلوماسي ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى.
وقال المسؤول : “يجب توجيه الضغط ضد الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو ، وليس الفلسطينيين ضحايا جرائم إسرائيل اليومية، لن نقبل بأي صفقة تسمح للحكومة الإسرائيلية بمواصلة سياساتها الخطيرة، إذا أراد الأمريكيون منع العنف وإراقة الدماء، فعليهم الذهاب إلى نتنياهو وأصدقائه، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش”.
وشدد المسؤول، في رام الله على أن القيادة الفلسطينية جادة أيضا بشأن قرار إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأشار إلى أن عباس أبلغ قادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في وقت سابق من هذا الأسبوع أن قرار وقف التنسيق الأمني لا يزال ساريًا ، “لكن هذا لا يعني أن هذه القوات ستتخلى عن واجبها في فرض القانون والنظام في المناطق الواقعة تحت سيطرتها”
ونقلت الصحيفة، عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قوله يوم الثلاثاء إن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لم تقم بدورها لاستعادة الهدوء عندما أجرى مشاورات أمنية مع وزير الدفاع يوآف غالانت والتقى بجنود من وحدة دوفديفان في منطقة القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي.
وأضاف نتنياهو، “سنكون سعداء إذا قامت السلطة الفلسطينية بدورها ولكننا نرى أنها ليست كذلك، في معظم الحالات، لا يتم مواجهة أولئك الذين يحتاجون إلى المواجهة.
وقال نتنياهو: “من غير الواضح إلى متى سيستمر تعليق العلاقات الأمنية لكننا بالتأكيد لا نستطيع الاعتماد على السلطة الفلسطينية”.
وتابع، في أي سيناريو في المستقبل لا يوجد بديل عن سيطرتنا الأمنية على الأرض، عندما نتحدث عن السيطرة الأمنية على الأرض، فإننا نعني الذهاب إلى المنطقة.
وقال نتنياهو لجنود من وحدة دوفدوفان إنه يعتمد عليهم للحفاظ على النظام، “أنتم طليعة القدرات الأمنية لدولة إسرائيل في الضفة.”
وأشارت الصحيفة، أنه منذ مارس الماضي ، انخرط جيش الدفاع الإسرائيلي في عملية “كسر الموجة” ، التي يدخل فيها المدن والبلدات الفلسطينية كل ليلة تقريبًا لطرد الفدائيين الفلسطينيين، واعتقلت مساء الاثنين الماضي وفجر الثلاثاء تسعة مشتبه بهم في الضفة الغربية.
كما واندلعت اشتباكات بين جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وفلسطينيين في نابلس ، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا بمقتل شاب يبلغ من العمر 17 عامًا من ذلك الحادث.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار على فلسطيني وأصابه بعد إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإطارات السيارات المحترقة على قواته.
ونقلت الصحيفة، عن بيرنز، قوله يوم الخميس الماضي إن أعمال العنف في الضفة الغربية والقدس تذكره بالانتفاضة الثانية.
وأضاف خلال محاضرة ألقاها في جامعة جورجتاون بعد زيارة الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، “الكثير مما نراه اليوم له تشابه غير سعيد مع بعض تلك الحقائق التي رأيناها قبل 20 عامًا.”
وأكد، أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق قدر الإمكان مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية لمنع هذا النوع من تفجيرات العنف التي وقعت في الأسابيع الأخيرة”.
وزار بلينكن الأسبوع الماضي القاهرة والقدس ورام الله للتحدث مع كبار المسؤولين، حيث تضمن جزء من المحادثات محادثات حول طرق تقليل التوترات، كما سافر نتنياهو إلى عمان أواخر الشهر الماضي لمقابلة الملك عبد الله ، الذي التقى بعد ذلك بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض.
كما ترك بلينكين اثنين من المسؤولين رفيعي المستوى على الأرض مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف والممثل الخاص لوزارة الخارجية للشؤون الفلسطينية هادي عمرو للعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين لتهدئة الوضع.
وتسعى الإدارة الأميركية إلى “وقف مؤقت” لخطوات إسرائيلية بينها تأجيل أعمال بناء في المستوطنات وهدم مبان فلسطينية وتهجير فلسطينيين من قراهم وبيوتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وطلبت من الجانب الفلسطيني تعليق الخطوات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وهيئات دولية واستئناف التنسيق الأمني الذي أعلن عباس عن تعليقه قبل أسبوعين في أعقاب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم جنين.
وأبلغت إسرائيل إدارة بايدن أنها توافق على تقليص خطواتها التي تعارضها الولايات المتحدة، لكنها لن توقف خطوات أخرى بشكل كامل، وخاصة البناء في المستوطنات، وفقا لـ “أكسيوس”.