سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، اليوم الأحد، بنشر المزيد من التفاصيل حول الطريقة التي تمكن من خلالها منفّذ التفجير الذي وقع عند مفترق مجدو، يوم الإثنين 13 آذار/ مارس الجاري، من الوصول إلى موقع التفجير بعد اجتيازه للمناطق الحدودية جنوبي لبنان.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن المنفّذ، الذي قتل في أعقاب مطاردة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تنفيذ التفجير، وصل إلى مفترق مجدو بواسطة دراجة كهربائية استخدمها في أعقاب نجاحه في تجاوز المناطق الحدودية، وبحسب أجهزة الأمن الإسرائيلية فإن المنفّذ كان يحمل في حقيبته عدة بطاريات للدراجة الكهربائية.
ولم تكشف أجهزة الأمن الإسرائيلية عن طريقة حصول المنفّذ على الدراجة الكهربائية وإذا كان المنفّذ قد جلبها معه من المناطق اللبنانية أو تم تهريبها عبر الحدود أو أنه حصل عليها في مناطق الـ48 بعد نجاحه في تجاوز الحدود.
والأسبوع الماضي، قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي أن منفّذ التفجير في مجدو تجاوز الحدود باستخدام سلم، وأنه تم العثور على أجزاء من هذا السلم في حقيبة كانت بحوزته. كما أفادت التقارير الإسرائيلية بأن المنفّذ وهو شاب لبناني، سلك طريقا مخفيا لعبور الحدود، في مكان “يتطلب جمع معلومات استخباراتية دقيقة ومستمرة عن المنطقة”.
وأسفر التفجير الذي نُفّذ عبر زرع قنبلة على جانب الطريق فجرها المنفّذ أثنار مرور مركبات في الجهة المحاذية، وأسفرت عن إصابة شاب (21 عاما) من بلدة سالم بجروح خطيرة كان يقود سيارته في المسار المقابل للمسلك التي وقع فيه الانفجار. وتعليقا على تفجير مجدو، كانت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، قد أعلنت في بيان حينها أنها “لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق (الحدودي) في الأيام الأخيرة”.
وتعليقا على التفجير في مجدو، قال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، يوم الأربعاء الماضي، إن صمتهم بشأن انفجار مجدو الذي أدى إلى مقتل المنفّذ شمالي البلاد، هو جزء من المعركة ضد “العدو”.
ولفت نصر الله في كلمة متلفزة بثتها قناة “المنار”، إلى أن “الحادثة في شمال فلسطين المحتلة أربكت العدو الإسرائيلي بمختلف مستوياته وعلق كثيرون على صمت ‘حزب الله‘، وصمتنا هو ضمن المعركة السياسية والإعلامية النفسية مع العدو”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أن “زارع العبوة تسلل من لبنان”، وأنه “يحقق في مدى تورط ‘حزب الله‘ في الهجوم”. وقالت أجهزة الأمن الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إنها قتلت شخصا تسلل “على ما يبدو” من لبنان، بعد تفجيره عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجيدو قرب مدينة حيفا (شمال).
وفي كلمته قال نصر الله: “سنرد على أي اعتداء ضد أي إنسان موجود على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا أو من جنسية أخرى (..) سنرد عليه ردا قاطعا وسريعا وهذا يجب أن يكون مفهوما”.
ومرور يومين على التفجير في مجدو، قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية، إنها قتلت شخصا تسلل “على ما يبدو” من لبنان، بعد تفجيره عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجدو، وذلك في بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) والشرطة الإسرائيلية.
وقال البيان: “مع بداية الأسبوع انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجدو وأسفرت عن إصابة مواطن إسرائيلي بجروح خطيرة حيث قامت قوات الأمن على إثر ذلك بالعمل على تحديد مكان المشتبه”.
وأضاف أنه “تم إيقاف سيارة قرب (موشاف) يعارا (في الجليل – قرب شارع رقم 899) حيث شكل الإرهابي المسلح الذي كان بداخلها خطرًا على قوات الشاباك والشرطة والتي قامت بتحييده وقتله”.
وبحسب البيان المشترك “عثرت القوات الإسرائيلية بحوزة القتيل على أسلحة وحزام ناسف جاهز للاستخدام وأغراض إضافية”. واعتبر أن تحييده “حال دون وقوع هجوم آخر”.
وأشار البيان إلى أن التحقيق الأولى “أظهر أن مفجر العبوة الناسفة تسلل على ما يبدو من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع”.
وتابع أنه “تبين كذلك أنه بعد الهجوم قرب مفترق مجيدو، قام الإرهابي بتوقيف سيارة وطلب من السائق قيادتها شمالًا”.
وختم البيان بالقول: “يجري تحقيق موسع حول العملية التخريبية وفي إطارها يتم فحص مدى تورط منظمة حزب الله الإرهابية فيها”.-“عرب 48”