تسيبي ليفني تحذر من “اشتعال برميل متفجرات” بعد انتخابات الكنيست

مع ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم، تسود حالة من التخوف في الأوساط الإسرائيلية من الهوية المتوقعة للحكومة القادمة، والخشية أن تتشكل من أحزاب ذات أيديولوجية دينية مسيحانية خطيرة، وحينها سيكون من الصعب إصلاح بعض الخراب الذي سيقع.

تسيبي ليفني وزيرة الخارجية والقضاء السابقة اعتبرت أن “هذه ليست نبوءة غاضبة أو مفبركة، وليست جزءًا من حملة سلبية مبنية على الصور والأكاذيب، لكن الكتابة على الحائط، وبات لدينا الكثير منها في العديد من الحملات الانتخابية، وقد اختبرت بعضها بنفسي، رغم أنه لم يفت الأوان بعد من تحققها، لأن النبأ هو أنه يمكن منعها، رغم المخاوف التي تصف هذه الجولة بأنها “انتخابات قاتلة”، لأنها تحمل سيناريو شراكة أحزاب ذات أيديولوجية خطيرة وقادة غير مقيدين، سبق وأن أوضحوا بأصواتهم ما يخططون للقيام به، وقد يفوزون، ويشكلون الحكومة المقبلة”.

وأضافت في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه “في اليوم التالي للانتخابات الإسرائيلية، قد نستيقظ على دولة يتم فيها إضعاف أنظمة إنفاذ القانون والقضاء، والقيام بحكم جامح، قد نجد وزير حرب يعطي موافقته على المزيد والمزيد من المستوطنات حتى لا نقول وداعًا أبدًا لملايين الفلسطينيين، ويخضع الجيش لقيادة المستوطنين، قد نرى وزراء يجلسون على براميل من المتفجرات سيفجرونها باسم الأيديولوجية الدينية المسيحانية”.

 

وأشارت إلى أنه “كما غالبية الإسرائيليين لا نريد دولة الشريعة اليهودية التي ينادي بها المتدينون المتطرفون، ونسعى لكبح جماح فتيان التلال من صغار المستوطنين الذين ينفذون أعمال العنف ضد الفلسطينيين وجنود الجيش، ولا نريد أن تصبح إسرائيل دولة إسرائيلية فلسطينية مختلطة بين البحر والنهر، صحيح أن العديد من قادة اليمين حين وصلوا إلى السلطة غيروا مواقفهم المتطرفة التي دعوا إليها حين كانوا في المعارضة، لكنني أخشى ألا تحدث هذه المرة، وبالتالي أن يستولي التطرف على الدولة”.
 

ميشكا بن دافيد المسؤول السابق في جهاز الموساد، أكد أن “نتائج الانتخابات الحالية قد تأخذ الفلسطينيين والإسرائيليين إلى حالة من تجدد المواجهة، حيث يبلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر 40٪ من مجموع السكان بين النهر والبحر، وإن عدم الفصل من خلال حل الدولتين يعني الانزلاق إلى دولة واحدة، وبعد ذلك ستواجه إسرائيل خيارًا صعبًا”.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “نتائج الانتخابات الإسرائيلية قد تسفر عن فوز قوى سياسية تتبنى مثل هذه المواقف التي قد تعني في النهاية توقف إسرائيل عن كونها دولة يهودية، أما الضمّ الذي تنادي به بعض الأحزاب، دون إعطاء حقوق متساوية للفلسطينيين، فسيعني تحولنا إلى دولة فصل عنصري، وفي النهاية ستتفكك إسرائيل على غرار جنوب إفريقيا”.

تؤكد هذه القراءات الإسرائيلية المتشائمة أن نتائج الانتخابات لن تقتصر على الداخل الإسرائيلي، بل إنها ستترك تبعاتها السلبية بالضرورة على الواقع الفلسطيني، وربما الإقليمي والدولي، ما يمنحها أهمية استثنائية بخلاف الجولات الانتخابية السابقة.