أثار الإعلان المبكر عن تبديل وزير الدفاع الأوكراني، بلبلة، في كييف، مهددا بزعزعة القوات الأوكرانية وسط ضغوط عسكرية روسية في الشرق.
وأعلن نائب نافذ، الأحد، تبديل أوليكسي ريزنيكوف، الوزير الأساسي في حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والذي فاوض بصورة خاصة على عمليات تسليم أسلحة غربية؛ وذلك في أعقاب فضيحة فساد هزت وزارة الدفاع.
لكن بعد ثلاثة أيام لا يزال ريزنيكوف في منصبه، واستقبل، الثلاثاء، نظيره الألماني بوريس بيستوريوس، فيما تتواصل التصريحات المتناقضة.
ودعا زيلينسكي، الثلاثاء، إلى عدم “نشر شائعات” من شأنها “إضعاف” جهود أوكرانيا لصد الغزو الروسي، مؤكدا في الوقت نفسه أن تغييرات ستحصل “على مستويات مختلفة” في قطاع الدفاع.
وكان النائب الذي أعلن رحيل ريزنيكوف من منصبه، ديفيد أراخاميا أفاد، منذ الإثنين، أن التغيير “لن يحصل هذا الأسبوع” في نهاية المطاف.
من جانبها، ذكرت النائبة ماريانا بيزوغلا أن التعديل الوزاري “معلق حتى نهاية الأسبوع”؛ حتى تقوم الحكومة بـ”تقييم المخاطر” التي يطرحها في وسط الحرب.
وما زاد من البلبلة أن أراخاميا أوضح أن رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال كيريلو بودانوف سيحل محل ريزنيكوف، في حين ينص القانون الأوكراني على أن يتولى مدنيون حصرا الحقائب الوزارية.
وبات ريزنيكوف (56 عاما) الذي عين في منصبه في نوفمبر 2021 من أبرز الوجوه المعروفة في الحرب في أوكرانيا.
لكن وزارته شهدت فضائح فساد مؤخرا وإن لم تكن طالته شخصيا، إلا أن نائبه اضطر إلى الاستقالة نهاية يناير.
كان هناك أمل أن يعيد بودانوف النظام إلى الوزارة” مشيرا إلى المسائل القانونية التي يطرحها تعيين عسكري على رأس وزارة الدفاع فولوديمير فيسنكو
قرار “متسرع”
رأى المحلل السياسي الأوكراني فولوديمير فيسنكو أن قرار التعديل الوزاري “أرجئ لأن المعلومات حول تبديل الوزير كانت متسرعة”.
وأضاف: “لم يتم التوصل إلى اتفاق لا مع ريزنيكوف ولا مع بودانوف”.
واعتبر فاسنكو أنه إذا كان تبديل الوزير على ارتباط بفضائح الفساد، فإن هذا التدبير “ليس عقوبة، ريزنيكوف يلقى تقديرا. وقرار نقله إلى وزارة أخرى كان محاولة لتهدئة التوتر السياسي”.
وتابع: “كان هناك أمل أن يعيد بودانوف النظام إلى الوزارة”، مشيرا إلى المسائل القانونية التي يطرحها تعيين عسكري على رأس وزارة الدفاع.
ونشر ريزنيكوف، صباح الثلاثاء، تغريدة ملتبسة كتب فيها: “شكرا لدعمكم كما لنقدكم البناء. سنستخلص العبر … سنعزز الدفاع ونعمل من أجل الانتصار”.
وبعد قليل نشر على “تويتر” صورة يظهر فيها بجانب نظيره الألماني خلال قيامه بزيارة غير معلنة مسبقا إلى كييف، فيما وعدت برلين بإمداد أوكرانيا بدبابات.
حين أخذوا يدرسون من الذي يمكنه الحلول محله وكيف سيعمل النظام، كانت الأسئلة أكثر بكثير من الأجوبة أناتولي أوكتيسيوك.
“دبلوماسي فعال”
من جهته تساءل المحلل السياسي الأوكراني أناتولي أوكتيسيوك حول قدرة وزير دفاع جديد على أن يكون “دبلوماسيا فعالا”، و”مفاوضا مع الشركاء الدوليين” في آن واحد.
وقال: “ما يملكه ريزنيكوف حاليا هو العلاقات البشرية الشخصية المتينة التي اكتسبها” مع الشركاء الغربيين على مدى حوالى عام من النزاع.
ورأى في المقابل أن رحيل كيريلو بودانوف “سيضر بالاستخبارات؛ لأنه ليس هناك من هو قادر على الحلول محله وقيادة الاستخبارات العسكرية على المدى القريب”.
وفي مقابلة نادرة أجراها معه موقع “ميليتاري تايمز” المتخصص في نوفمبر 2021، تحدث الجنرال الشاب البالغ 37 عاما عن سيناريوهات ممكنة لهجوم روسي على أوكرانيا، تبين بعد بدء الغزو أنها كانت دقيقة للغاية.
واعتبر اناتولي أوكتيسيوك أن “قرار تبديل ريزنيكوف اتخذ بصورة انفعالية”.
وتابع: “حين أخذوا يدرسون من الذي يمكنه الحلول محله وكيف سيعمل النظام، كانت الأسئلة أكثر بكثير من الأجوبة”.
وأبدى النائب من الحزب الرئاسي بوغدان ياريمنكو موقفا قاطعا، إذ أكد، الثلاثاء، على “فيسبوك”، “لا أؤيد” رحيل ريزنيكوف.
وكتب: “لا تبحثوا عن تفسيرات معقدة: الاستقالة والتعيين الجديد في وزارة الدفاع لم يحصلا بعد؛ لأنّه ليس هناك عدد كاف من الأصوات للأولى ولا تبريرات قانونية للثاني”.