بقلم: حمادة فراعنة
يحق لكتلة الوفاء الطلابية التابعة لحركة حماس في جامعة البوليتكنيك بمدينة الخليل الفلسطينية أن تفخر وتتباهى بما حققته من خلال نتائج انتخابات مجلس طلبة الجامعة بحصولها على 19 مقعداً من أصل 41 مقعداً عدد طلاب المجلس، وبذلك تقدمت بثمانية مقاعد طلابية عن الدورة السابقة، مقابل فوز كتلة الشبيبة شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وحصولها على 21 مقعداً، بينما حصلت كتلة نبض الطلبة اليسارية على مقعد واحد فقط.
حركة الشبيبة الفتحاوية حصلت على 2286 صوتاً، مقابل حركة الوفاء الحمساوية حصلت على 2102 صوتاً، بينما كتلة نبض الطلبة لتحالف اليسار حصلت على 162 صوتاً فقط، وقد شارك بالتصويت 4756 طالباً وطالبة من أصل 7544 هم طلاب الجامعة الذين يحق لهم التصويت، وبذلك تكون نسبة المشاركة 63 بالمائة.
يحق لحركة حماس أن تفخر بهذا الفوز، رغم المضايقات التي تتعرض لها في الضفة الفلسطينية، ومع ذلك حققت النجاح المقدر بالنسبة لها ولقياداتها، ولكن ألا يحق للمراقبين التساؤل عن غياب الانتخابات في قطاع غزة المحاصر من قبل قوات المستعمرة، والمحرر في نفس الوقت من الوجود الإسرائيلي منذ أن أرغمت الانتفاضة الثانية عام 2000، أرغمت شارون على الرحيل من قطاع غزة عام 2005 بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال.
حركة حماس سيطرت منفردة على قطاع غزة منذ الانقلاب عام 2007 إلى اليوم، لا يشاركها أي طرف سياسي فلسطيني، في إدارة القطاع، وبذلك يُفترض أن تكون الإدارة فلسطينية بالكامل، وهي كذلك ولكنها إدارة أحادية من قبل حركة حماس دون غيرها.
السؤال لماذا لا يكون قطاع غزة نموذجاً في الإدارة؟؟ نموذجاً في الشراكة والمشاركة؟؟ لماذا لا تتم فيه ولمؤسساته إنتخابات وهو المحرر من وجود الاحتلال وقواته وأجهزته ، بينما تجري الانتخابات في الضفة الفلسطينية وهي محتلة بالكامل؟؟ لا انتخابات بلدية، ولا انتخابات طلابية، ولا انتخابات نقابية، في قطاع غزة، نموذج من الأحادية، من التفرد، وسيطرة اللون الواحد والحزب الواحد والتنظيم الأوحد ، أليس ذلك نموذجاً للتسلط وغياب معايير المشاركة والانتخابات؟؟.
أهل القطاع يستحقون الأفضل ، لأنهم قدموا الأفضل في التضحية والنضال ضد الاحتلال، فهم الذين أعادوا للشعب الفلسطيني هويته المبددة، وهم الذين أفرزوا قيادات الثورة: ياسر عرفات، خليل الوزير، صلاح خلف، أحمد ياسين والعشرات الذين صنعوا الحدث والحضور، ألا يستحقوا نتيجة غير ما هو سائد حيث سلطة حماس المنفردة الأحادية المتسلطة على قطاع غزة منذ الانقلاب الدموي إلى اليوم.
في الضفة الفلسطينية رغم كل ما يُقال عن السلطة، وعن إدارة حركة فتح لهذه السلطة في رام الله، وما يستتبع ذلك من ملاحظات وانتقادات ، ومع ذلك تجري انتخابات بأشكال مختلفة، بلدية، نقابية، طلابية، تحت سلطة حركة فتح وإدارتها، وتحقق حماس فوزاً ونجاحاً وحضوراً، وتسلم حركة فتح وسلطتها في رام الله بالنتائج حتى ولو فازت حماس بأغلبية المقاعد في هذا الموقع أو ذاك، ألا يستحق ذلك التساؤل والتوقف والإدراك عن التباين بين الفصيلين بين فتح وحماس ، في إدارة المؤسسات والسلطة؟؟ وبروز الفرق بينهما، بين الضفة والقطاع؟؟.