“القاتل الصامت”.. ما هو غاز “الفوسفين” الذي تسبب بوفاة الطفلين في بيت ساحور؟

 أعلنت وزارة الصحة مساء اليوم الأربعاء، وفاة طفلان شقيقان وإصابة عدد آخر من المواطنين بحالات تسبب بسبب انتشار غاز “الفوسفين” شديد السمية في شقة سكنية بعمارة في مدينة بيت ساحور. فما هو هذا القاتل المحظور دولياً وغير مصرح باستخدامه وفق وزارة الصحة.

يسمى “فوسفيد الألمينيوم” الناتج عن الفوسفين بـ”القاتل الصامت” أو “السم القاتل”، وهو واحد من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الإنسان، وسجلت عدة وفيات بسببه بين البشر والحيوانات إثر تعرضهم له؛ خصوصاً وأنه يستخدم كمبيد للحشرات.

ويعتبر هذا الغاز مثالي للقضاء على الحشرات، بجميع أنواعها ومراحل نموها، دون التأثير على حيوية النباتات أو بذورها، وهذا ما يؤدي إلى استخدامه في الأغراض الزراعية.

 

ولا يوجد لهذا السم أي مضاد أو ترياق، الأمر الذي يزيد من خطورته مقارنة ببقية المبيدات الحشرية، المصرح باستخدامها. وتم حظر غاز (الفوسفين) بداية التسعينات في أميركا، وتصنيفه كغاز سام، وفقاً لإدارة الصحة والأمان الأميركية.

يجمع الأطباء، على أنه وعند النظر إلى جثة ضحايا غاز (الفوسفين)، يصعب التكهن بالمتسبب بالوفاة؛ لذلك فهو أشبه بـ”القاتل الصامت” الذي لا يترك علامات أو دلائل على وجوده سوى شفاه زرقاء وجسد بارد.

يتفاعل “فوسفيد الألمينيوم” الذي يستخدم كمبيد حشري مع الرطوبة ليشكل غاز الفوسفين، المادة المتبخرة التي تنتشر في الهواء بتركيز متصاعد من المركب، بعد تعرضه لأي مصدر من مصادر الرطوبة.

ولا يستخدم فوسفيد الألمنيوم في المنازل بسبب قدرته على التسرب والانتشار من خلال فتحات التهوية إلى الأماكن المجاورة؛ وإنتشاره السريع عن طريق المجاري والهواء، لذلك ينصح باستخدامه فقط من قبل الخبراء، وفي الأماكن غير الآهلة بالسكان.

وأعلنت مديرية الدفاع المدني الفلسطيني مساء اليوم أن طواقمها وبتعاون مع وزارة الصحة أنهت عملها في مدينة بيت ساحور بعد تخفيف تركيز الغازات السامة التي انتشرت في احد المساكن في المدينة . .

كما سلمت الموقع للشرطة بتوصية عدم الاقتراب من الموقع لمدة ٤٨ ساعة.