التقى زوج الباندا الصيني العملاق “سهيل وثريا” بالجمهور في قطر مع الافتتاح الرسمي لأول بيت باندا في البلاد، وذلك قبل ثلاثة أيام من موعد انطلاق صافرة بطولة كأس العالم لكرة القدم ” فيفا قطر 2022″.
وافتتح رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، اليوم حديقة بيت الباندا في مدينة الخور الواقعة على بعد نحو (35 كم من العاصمة الدوحة)، في احتفالية رسمية بحضور السفير الصيني لدى الدوحة تشو جيان، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وجمع غفير من الزوار من مختلف الأعمار.
وقال الشيخ خالد في تغريدة على حسابه الرسمي في ((تويتر)) بهذه المناسبة ” افتتحنا اليوم حديقة بيت الباندا ليتسنى لمشجعي كأس العالم قطر 2022 والجمهور في قطر رؤية زوج الباندا سهيل وثريا الذي أهداه أصدقاؤنا الصينيون لقطر وشعبها في بادرة تعكس عمق العلاقات بين بلدينا”.
وأضاف “شكرا للصين، ونتمنى لمحبي هذا المخلوق المسالم أن يضفي متعة إضافية على تجربتهم المونديالية”.
وتقع حديقة بيت الباندا بالقرب من منتزه الخور واستاد البيت، أحد ملاعب المونديال الثمانية، ويعيش فيها زوج الباندا العملاق الأنثى ثريا (سي هاي) البالغة من العمر ثلاث سنوات، والذكر سهيل (جينغ جينغ) البالغ من العمر أربع سنوات.
وولد هذا الزوج في قاعدة وولونغ شنشوبينغ للباندا التابعة للمركز الصيني لأبحاث وحماية الباندا العملاق في مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين، ووصل إلى قطر في 19 أكتوبر الماضي وخضع لحجر صحي استمر 21 يوما قبل لقائه بالجمهور اليوم.
وقال السفير الصيني تشو جيان، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال الاحتفالية إن وصول الباندا العملاق إلى هنا يمثل علامة فارقة في العلاقة بين الصين وقطر.
وأضاف تشو “أن زوج الباندا لا يحمل فقط أطيب أمنيات 1.4 مليار صيني لكأس العالم في قطر، لكنه يظهر أيضا دعم الصين الكامل لقطر في استضافة البطولة”.
وأكد أن الباندا العملاق سيعمل على تعميق الصداقة بين البلدين وتوسيع التعاون في مختلف المجالات ليصبح رمزا جديدا للعلاقات الصينية القطرية.
وأوضح السفير أن زوج الباندا تلقى رعاية دقيقة ومدروسة منذ انتقاله إلى قطر، والخبراء هنا يعملون جاهدين على رعايته ومحاولة تعلم لهجة “سيتشوان” للتواصل بشكل أفضل معه، مستطردا “يجب أن أقول إنهم يقومون بعمل رائع حقا”.
وتحدثت مديرة العلاقات العامة بوزارة البلدية فائقة أشكناني لـ(شينخوا) عن أجواء زيارتها للباندا اليوم، قائلة “إن حيوان الباندا يتمتع بسحر غريب، فمنذ أن كنا صغارا تربينا على حب الباندا وظل مرسوما في أذهاننا منذ الطفولة ووجوده اليوم هنا بيننا شيء يشبه المعجزة”.
وكانت الدكتورة أشكناني من بين المشاركين في مشروع إحضار الباندا من الصين، وقالت في هذا الشأن “منذ أن دخلت مشروع الباندا انتابني شعور ساحر يمس القلب، ابتداء من وجودي في المطار لاستقبال زوج الباندا وإحضاره إلى هنا ووضعه في بيته مرورا بفترة الحجر التي بقي فيها، لقد كان للمشروع ككل أثر كبير في نفسي وتولد تعلق وحب لهذا الكائن اللطيف”.
وقدمت مجموعة من الزوار اليوم لرؤية زوج الباندا.
وعبرت سيدة قطرية عرفت عن نفسها باسم نعيمة عن امتنانها للصين لتمكنها من رؤية الباندا لأول مرة.
وقالت نعيمة ل(شينخوا) “إن وجود الباندا في قطر هدية نشكر الصين عليها، وهي مبادرة جميلة وطيبة من هذا البلد العريق”.
وأضافت نعيمة أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه في البلاد وفي منطقة الخليج كلها والشرق الأوسط، مؤكدة أن وجود الباندا بالتزامن مع المونديال يمثلان حدثين ضخمين في قطر وكلاهما يبرزان كعامل جذب سيكون له أصداء كبيرة داخل البلاد.
وذكرت أنها وزائرين كثر غيرها كانوا ينتظرون بشغف موعد افتتاح الحديقة ليتمكنوا من رؤية الزوج سهيل وثريا على الطبيعة، مشيرة إلى أن رؤيتهما أمر ممتع جدا لأن الباندا حيوان لطيف ويجذب الأشخاص من كل الأعمار لمشاهدته.
بدوره، قال الشيخ سحيم آل ثاني، أحد زوار الحديقة، لـ(شينخوا) إن وجود الباندا في قطر ومواكبته للمونديال تجربة جميلة جدا وتحدث لأول مرة في الشرق الأوسط، وتعد ميزة لقطر التي تمكنت من إحضار هذا الحيوان النادر إلى بيت الباندا الأول والوحيد في المنطقة.
وذكر الشيخ سحيم أن زوج الباندا جاء من الصين حيث يتمتع بشعبية كبيرة، وإهداؤه لقطر بمناسبة المونديال دليل على عمق التعاون بين البلدين في شتى المجالات ومتانة العلاقات الدبلوماسية خاصة أن الباندا يعد من الهدايا الدبلوماسية التي تقدمها الصين للدول التي تحظى بعلاقات مميزة معها، على حد تعبيره.
وتوقع أن يكون هناك إقبال كبير على زيارة حديقة بيت الباندا ليس فقط من أبناء المجتمع القطري الذين يشاهدون الباندا لأول مرة، ولكن أيضا من الوافدين والزوار من منطقة الخليج وكذا جماهير المونديال من كل أنحاء العالم.
وكان لافتا أيضا وجود مجموعة من الأطفال أعمارهم بين السادسة والتاسعة، وهم يشاهدون ببهجة واستمتاع الزوج سهيل وثريا يأكلان الخيزران ويلهوان، ويتابعونهما عبر حاجز زجاجي ملوحين بأياديهم وهم يقولون باللغة الصينية “ني هاو”، أي مرحبا.
وعبر الأطفال لـ(شينخوا) عن إعجابهم وسعادتهم بوجود الباندا وتسابقوا في استعراض معلوماتهم عنه، كما أظهروا اهتماما كبيرا بالمعلومات التي قدمها لهم المسؤول المعني برعاية الباندا عن موطنها في مقاطعة سيتشوان الصينية وعن الرحلة التي قطعها “سهيل وثريا” من الصين إلى قطر.
وقالت الدكتورة فائقة أشكناني إن هؤلاء الأطفال كانوا ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر ليتمكنوا من رؤية الباندا لأول مرة في حياتهم على أرض الواقع.
وتابعت “لقد هيأناهم لهذه التجربة وطلبنا منهم البحث عبر الإنترنت للتعرف على الباندا ونمط حياته وماذا يحب ورسم لوحات له، وسجل كل طفل الملاحظات وصنعوا لوحات تم عرضها اليوم في صالة الافتتاح الرسمي، والبعض منهم كتب قصة عن الباندا وبعضهم قام بتصوير مقاطع فيديو تحدثوا فيها عن الباندا وعلاقاتهم به”.
وختمت حديثها بالقول إن الأطفال لن ينسوا هذا اليوم أبدا بعدما عاشوا تجربة رائعة وفريدة من نوعها برؤية باندا حقيقي أمامهم.