أدانت جهات حكومية رسمية، وفصائلية، الثلاثاء، اقتحام ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، للمسجد الأقصى.
واعتبر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، عملية الاقتحام بمثابة تحدٍ للشعب الفلسطيني، وللأمة العربية والمجتمع الدولي، محذرًا من أن استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع.
وحمل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية عن أية نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء شعبنا ومقدساته.
وقال: إن ️محاولات سلطات الاحتلال تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى عبر تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا، مرفوضة ومصيرها إلى الفشل، والقدس الشريف والمقدسات خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
ودعا الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولياتها وإجبار إسرائيل على وقف تصعيدها واقتحامات المسجد الأقصى قبل فوات الأوان.
فيما اعتبرت وزارة الخارجية في بيان لها، هذه الخطوة بأنها استفزازًا غير مسبوق، وتهديد خطير لساحة الصراع، واستخفافًا بالمطالبات بوقفها، كما أنها شرعنة لمزيد الاقتحامات واستباحة الأقصى من قبل غلاة المستوطنين بل وتشجيع لهم وحماية لارتكاب أبشع الجرائم والاعتداءات بحق المسجد.
وحملت الوزارة، نتنياهو المسؤولية عن هذا الاعتداء الصارخ على الأقصى، مشيرةً إلى أنها ستتابعها على المستويات كافة بالتنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية.
من جهته، أدان وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري عملية الاقتحام التي اعتبرها خطيرة وتأتي في ظل الاتفاقات التي شُكِّلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر يمينية.
وحذر البكري من تبعات إجراءات الاحتلال التهويدية بحق الأقصى على استقرار المنطقة بأسرها، محملا حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد بشكل عام، والتصعيد الأخير على وجه الخصوص.
من ناحيتها،ـ حذرت محافظة القدس من عواقب هذه الخطوة، داعيةً العالم إلى لجم هذا المتغطرس المأفون هو ورئيسه قبل أن تؤدي أفعاله الهوجاء إلى تفجير المنطقة بشكل كامل. كما جاء في بيان لها.
وقالت المحافظة: “نتنياهو شخصيًا يتحمل عواقب تدنيس بن غفير للمسجد الأقصى صباح اليوم، والمسرحية التي نفذها بالشراكة مع بن غفير يجب أن تكون درسًا لأبناء شعبنا بضرورة عدم الانخداع بمثل تلك التصريحات”.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى ضرورة الرباط الدائم والمستمر في المسجد الأقصى وعدم الانخداع بتصريحات قادة هذا الاحتلال الكاذبة التي تسعى إلى السيطرة على المسجد وتحويله إلى كنيس يهودي.
من ناحيته، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: إن ما قام به بن غفير يؤكد أن كل هذه الحكومة شريكة بالجريمة وهي تحاول السيطرة على المسجد الأقصى المبارك لضرب السيادة العربية والإسلامية والوصاية الأردنية عليه.
من جانبها، اعتبرت حركة “حماس”، عملية الاقتحام بأنها “عدوان سافر ومحاولة يائسة لن تغير تاريخ وإسلامية القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
وقالت “حماس”: إن هذا الاقتحام سلوك إجرامي يكشف حالة الرّعب والخوف التي يعيشها قادة الاحتلال في مواجهة الحق الفلسطيني في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأضافت: إن “معركتنا مع هذا العدو الصهيوني وحكومته الفاشية المتطرّفة، دفاعاً عن أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا ماضية بكل الوسائل وفي كل ساحات الوطن، وسيواصل شعبنا رباطه وصموده ومقاومته الشاملة حتى زوال الاحتلال والتحرير والعودة”. وفق نص بيانها.
من ناحيتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن بن غفير يصب الزيت على النار ويتحدى إرادة شعبنا باقتحام المسجد الأقصى.
وأضافت الجبهة في بيان لها: شعبنا ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم والكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا وسواعده المقاومة.
وتابعت: إنّ حكومة الاحتلال بتشكيلتها الحاليّة تنذر بعدوان أوسع على شعبنا، لذلك علينا الاستعداد جيدًا وبشكل موحد للتصدي لهذا العدوان.
ودعت المجتمع الدولي إلى التدخّل قبل فوات الأوان وإيقاف هذا العدوان الذي قد يؤدّى لانفجار المنطقة بأكملها.