اعتدات أجهزة السلطة على خدمة أمن الاحتلال، من خلال اعتقال وتهديد الفلسطينين في مناطق متفرقة، لتقف أنظار الفلسطينين حائرة أمام الدور الذي تقوم به الأجهزة التابعة لمحمود عباس من أجل خدمة الاحتلال، وتحرص أجهزة السلطة على الالتزام بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وملاحقة عناصر المقاومة في الضفة الغربية.
وقد أعادت أجهزة أمن السلطة التابعة لعباس، مساء اليوم، مستوطنين اثنين للاحتلال بعد دخولهما وسط رام الله واحراق مركبتهما من قبل شبان فلسطينيين بالقرب من دوار المنارة.
وأشاد صحفيون إسرائيليون بما تقوم به أجهزة أمن السلطة، حيث قال الصحفي الإسرائيلي جال بيرغر:” الحادثة الخطيرة الليلة في رام الله تؤكد أهمية التنسيق الأمني بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية إذ أن دوار المنارة يعج بعناصر الشرطة الفلسطينية وكان ذلك من حسن حظ المستوطنين، وإلا لكان من الممكن أن ينتهي الحدث بالإعدام”.
وقال الصحفي الإسرائيلي لقناة 14 العبرية هاليل بيتون:”الحقيقة يجب أن تُقال بأمانة ونزاهة، لولا التنسيق الأمني بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، لانتهى حدث الليلة بطريقة مروعة، تمامًا كما حدث قبل عقدين”.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال:” متابعة للتقارير عن دخول “إسرائيليين” إلى مدينة رام الله، فقد قامت قوات الأمن الفلسطينية بتسليمهما إلى قوة تابعة “للجيش الإسرائيلي” على حاجز فوكس عند مدخل مدينة رام الله، وخضعا لفحص طبي في المكان ولم يحتاجا إلى نقلهما إلى المستشفى، ويجري الآن تحويلهما للتحقيق من قبل “شرطة إسرائيل”.
وفي ذات السياق قال القيادي في حماس عبد الرحمن شديد: “إن ما قامت به الأجهزة الامنية الفلسطينية مساء اليوم من توفير الحماية للمستوطنين الذين دخلوا رام الله وتسليمهم لقوات الاحتلال على أحد الحواجز سلوك مدان مرفوض وطنيا، وهو يؤكد المهمة الوظيفية لهذه الأجهزة في حماية المستوطنين”.
وعلق الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم بالقول:” إن واجب أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حماية أبناء شعبنا من اعتداءات المستوطنين والتصدي لهم جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم وليس تأمينهم وإعادتهم إلى العدو”.
وتأتي حملة الاعتقالات والملاحقات في ظل التقارير الأمنية الإسرائيلية، بازدياد نشاط المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية مما يشكل تهديدا أمنيا لها، فقد شنت أجهزة السلطة حملة أمنية تستهدف عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأضاف الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم أن ما يتعرض له شباب الضفة الغربية من قمع واختطاف وتعذيب، هو في إطار الاستهداف المزدوج والمكمل لدور الاحتلال الإسرائيلي، لقتل الروح الوطنية لدى أبناء شعبنا وكي وعيهم، والذي يتطلب من كل قوى ومكونات شعبنا وشباب الضفة خاصة اتخاذ مواقف حرة وشجاعة لوضع حد لهذا السلوك المذل والمشين والذي فاق سلوك الاحتلال واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي حملة الاعتقالات التي تمارسها السلطة الفلسطينية ضد عناصرها، بأنها انحراف وانعطاف خطير في السلوك الوطني.
ومن جهة أخرى قال القيادي في الجهاد الإسلامي والأسير المحرر محمد علان: “إن الأجهزة الأمنية تحاول مرارا إثبات ولاءها المطلق للاحتلال وأنها تقوم بحراسته على أكمل وجه وتقوم بتقديم القرابين لهذه الغاية الذين هم عبارة عن النشطاء والمقاومين”.
وأوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إلى أن حملات الاعتقال التي تشنها السلطة الفلسطينية ضد كوادر وعناصر الحركة وفصائل المقاومة هي انعطافة حادة وخطيرة، مُبيِّناً أنها استكمالٌ لنهج الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا.
ونوه عدنان إلى أن استمرار السلطة في سياستها هذه هو انصياع للإملاءات الصهيونية وخدمة لمشروع العدو، مُوضحاً أنها كثفت حملاتها ضد المقاومين بعد لقائها بقيادة الشاباك الصهيوني في رام الله، منتصف الشهر الحال بدورها، استنكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين استمرار نهج السلطة بالاعتقال السياسي، مشيرة إلى أن ذلك يحلق ضررًا في وحدة النسيج الفلسطيني بمواجهة الاحتلال.