ركزت الصحف العبرية، الصادرة الأحد، على عملية إطلاق النار التي وقعت في بلدة حوارة جنوب نابلس أمس وأدت لمقتل مستوطنين، وانسحاب منفذها الذي لا زالت قوات الاحتلال تلاحقه.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت،ـ فإن المستوطنين اللذين قتلا في العملية من سكان أسدود، وصلا بلدة حوارة بهدف تصليح مكيف المركبة الخاصة بهما، وبعدها توجها للمغسلة لغسلها ولشراء بعض الملحقات الخاصة بها.
والتقى مستوطن ثالث من سكان أسدود بهما عند مدخل المغسلة، وتجاذبا الحديث سويًا، قبل أن يتركهما لجلب مركبته، فسمع إطلاق النار وفر من المكان فورًا باتجاه معاكس لحركة السير، كما قال المستوطن ذاته.
وأشار المستوطن الثالث إلى أنه فر من المكان فورًا خشية من تعرضه للهجوم، قائلًا إنه لن تطأ قدمه مرة أخرى ذلك المكان.
وكشفت التحقيقات أن الجنود القريبين في المكان لم يسمعوا إطلاق النار بسبب ضجيج غسل المركبات، كما أنه كانت تتوارد معلومات عن أن الحدث كان ناتج عن جريمة وليست عملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الجنود الإسرائيليين المنتشرين في البلدة عند وقوع العملية كان قليلاً بسبب “يوم السبت” ولأن أعداد المستوطنين الذين يصلون إليها قليل جدًا.
ولفتت إلى أن العملية وقعت في وقت كان هناك فيه العديد من التحذيرات بإمكانية وقوع هجمات شمال الضفة الغربية، وتم إحباط بعضها.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن المستوطنين عادةً يتوخون الحذر في مثل هذه المواقف ونادرًا ما يدخلون إلى مناطق السلطة الفلسطينية خلال يوم السبت.
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من الظاهرة التي تتعامل معها منذ سنوات والتي تتعلق بدخول الإسرائيليين لمناطق (أ)، ويصلون إلى القرى والبلدات الفلسطينية بطريقة غير منظمة وغير منسقة.
وتشير الصحيفة إلى أن المستوطنين يدخلون القرى والبلدات الفلسطينية في الكثير من الأحيان لأسباب تجارية، بسبب الأسعار المناسبة والرخيصة والمغرية، ولا يقتصر ذلك على ورش إصلاح المركبات، ولكن أيضًا في مختلف أنحاء المواد سواء غذائية أو طبية وغيرها.
وأشارت إلى أن دخولهم لا يقتصر فقط على القرى والبلدات القريبة من المستوطنات، بل بعضهم يتوجه لقلب المدن، كما جرى في أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي بعد دخول 4 مستوطنات إلى قلب نابلس وتم إخراجهن من هناك بمساعدة السلطة الفلسطينية.
وذكرت أنه لا يوجد قانون يمنع دخول الإسرائيليين إلى مناطق (أ) التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، مشيرةً إلى الصعوبات التي تنبع من إمكانية تتبع دخول كل إسرائيلي لتلك المناطق.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير: “هناك شعور خادع بالأمن يدفع الإسرائيليين للدخول إلى هناك .. نحن نحاول التقليل من ذلك ولكن الجمهور لا يفهم الخطر تمامًا .. هذا خطر حقيقي على الحياة ولا يستحق أي مبلغ من المال هذه التضحية”.
ورأت الصحيفة في تقرير آخر لهاـ، أن الحل يكمن في إنجاز الطريق الجديد لحوارة الذي سيمر عبره المستوطنين والذي وصلت تكلفته إلى 300 مليون شيكل، ويتوقع الانتهاء منه في ديسمبر/ كانون أول المقبل.
من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن الجيش الإسرائيلي دعا رسميًا، المستوطنين إلى تجنب الوصول للمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية من أجل التسوق أو غيرها بهدف توفير المال.
وأكد أن هذه الفترة الحالية حساسة جدًا وتعرض الإسرائيليين لدى وصولهم لتلك المناطق إلى الخطر.
ووفقًا للصحيفة، فإنه خلافًا لما ورد في بداية الحدث عن استخدام المنفذ مركبة، تبين أنه وصل إلى المكان سيرًا إلى الأقدام وأطلق النار تجاه المستوطنين من مسافة أقل من متر.
كما ركزت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، على أهمية محاربة الخلايا المسلحة بالضفة الغربية وتوجيه ضربات أكبر لها، إلى جانب تسليح الإسرائيليين والمستوطنين للدفاع عن أنفسهم. كما تقول الصحيفة اليمينية.
ورأت الصحيفة أن وقف الدخول للمناطق الفلسطينية يعني وقف دعمهم اقتصاديًا، بحسب زعمها.