أكد وزير “الشتات” الإسرائيلي، نحمان شاي، اليوم الخميس، أن مصداقية إسرائيل “ليست أعلى ما يكون” في التحقيق في جرائم حرب مثل اغتيال مراسلة قناة الجزيرة، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، في مخيم جنين، أمس.
وقال شاي، وهو متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، لإذاعة 103FM إنه “ربما هناك حاجة إلى أخصائي أميركي في علم الأمراض، يكون بإمكانه منح البُعد الدولي ويضيف مصداقية لهذا التحقيق. فمصداقية إسرائيل ليست أعلى ما يكون في أحداث مهذا وهذا يستند إلى الماضي”.
وتطرق شاي إلى المطلب الأميركي بالتحقيق في اغتيال أبو عاقلة، وقال إنه “بالنسبة لهم يجب إجراء تحقيقا كاملا، شفافا وبمرافقة إسرائيل طبعا. وهم (الأميركيون) لن يوافقوا على نتائج لا تستند إلى جهات غير منحازة”. وأشار إلى أن “هذا حدث يتعلق بوسائل الإعلام والمواطنين الأميركيين، وهم لا يتنازلون هنا. وهم يطالبون بمعرفة الحقيقة وسيمارسون ضغوطا علينا، ولن يتركونا حتى تنتهي هذه القضية. وهذا واضح”.
واعتبر شاي أن إسرائيل تصرفت بشكل صحيح حتى الآن. “لقد أعلنت أنها تحقق، وكان رد فعل رئيس أركان الجيش، الوزراء ورئيس الحكومة صحيح بالتأكيد وسريع أيضا، لكن هذا جيد في هذه المرحلة. والآن ينبغي التوجه للتحقيق، والاقتراح على الفلسطينيين (تشكيل) فريق مشترك بمرافقة جهة دولية ومقبولة على الجانبين، كي تضيف الجانب المهني وكذلك حقيقة أنه غير منحاز وليس مرتبطا بأحد الجانبين”.
وحول رفض السلطة الفلسطينية الرصاصة التي قتلت الشهيدة أبو عاقلة، قال الوزير الإسرائيلي إن “الجثة لديهم، والرصاصة لديهم والمستمسكات لديهم، ولذلك من الصعب جدا إجراء تحقيق في الهواء إذا لم تكن تريد رؤية الجثة نفسها”.
إلا أن شاي أضاف أن “الجنود الإسرائيليين لن يمثلوا أمام أي تحقيق دولي. والتحقيق في الموضوع العملياتي ينفذه الجيش الإسرائيلي، وإذا كانت هناك حاجة إلى دعم قانوني (للتحقيق) فسيتم دعمه. ولن نفتح تحقيقا خارجيا. والأمر الأساسي الذي أريد معرفته، ويجب أن نعرفه، هو هل إطلاق النار كان من جانب قواتنا أم من الفلسطينيين الذين تواجدوا هناك”.
وهاجم رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، شاي وكتب في تويتر “إنني أستنكر الأكاذيب التي يقولونها ضد جنودنا، وليس تلك التي تأتي من الجانب الفلسطيني فقط، وإنما ضد التصريحات المخجلة التي يقولها أعضاء ائتلاف بينيت أيضا. والقذف الكاذب ضد جنودنا الذي يتعالى من داخل الائتلاف يثبت مرة أخرى أن الحكومة المتعلقة بمؤيدي الإرهاب لا يمكنها محاربة الإرهاب وغير قادرة على الدفاع عن جنودنا”.
ووصف نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، عيدان رول، أقوال شاي بأنها “بائسة ولا علاقة لها بالواقع. ومنذ يومين نطالب الفلسطينيين بالموافقة على تحقيق مشترك. وأنصح الوزير نحمان شاي أن يفعل الأمر نفسه”.