استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، إثر إطلاق النار على مركبته واشتعالها قرب بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية باستهداف قوات الاحتلال مركبة فلسطينية خاصة بالرصاص الحي، بزعم محاولة سائقها تنفيذ عملية دهس جنوبي بلدة يعبد.
وذكرت اذاعة جيش الاحتلال بان منفذ عملية الدهس هو حكمت عبد العزيز 25 عامًا من قرية مركة في جنين.
وأظهرت مقاطع فيديو، تصاعد ألسنة اللهب من سيارة فلسطينية تقف في مواجهة مركبة عسكرية بالقرب من “حاجز دوتان” العسكري لقوات الاحتلال؛ وسائقها عالق داخلها.
وأشار شهود عيان الى انفجار السيارة بعد أن أتت عليها النيران بالكامل، فيما شهد سهل يعبد انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال.
ومنعت قوات الاحتلال سيارة الإسعاف من الإقتراب من المكان لتقديم الإسعاف.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا على المدخل الرئيسي للبلدة، ومنعت المواطنين من الدخول والخروج، وأشاروا إلى تواجد مكثف لقوات الاحتلال في المنطقة الجنوبية من البلدة وتمنع المواطنين من الاقتراب منها.
وقال جيش الاحتلال في بيان صدر عنه إن قواته “حيّدت” فلسطينيا، بزعم محاولته تنفيد عملية دهس قرب مستوطنة “عيناف”، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات في صفوف عناصره.
ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن الشاب استشهد متأثرًا بإصابته، فيما قال متحدث باسم طواقم الإطفاء التابعة لسلطات الاحتلال: “في نهاية عملية الإطفاء، تمكنا من التعرف على جثة متفحمة دون علامات حياة، داخل إحدى السيارات”.
وبحسب موقع “واي نت “العبري، فإن الشاب استشهد بعد أن احترقت مركبته جراء إطلاق النار عليها بشكل مباشر من قبل الجنود الإسرائيليين بعد أن حاول دهسهم في المكان.
وذكر موقع “يديعوت أحرنوت” العبري، أنه عُثر على جثة المنفذ متفحمة داخل المركبة، فيما ذكر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن جنديين أصيبا بجروح طفيفة في المكان.
وقال جيش الاحتلال، إن النيران اشتعلت بالمركبة بعد تصادمها بجيب عسكري عقب محاولة دهس الجنود.
وبارك عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين علام الكعبي، عملية الدهس “البطولية” التي نفذها شاب قرب حاجز “دوتان” العسكري غرب جنين.
واعتبر كعبي، في تصريح صحفي “أن هذه العملية النوعية تأتي تكاملاً مع الفعل البطولي المقاوم الذي تتصدره جنين العزة والفداء، مؤكدة لقادة العدو أن شعبنا يمتلك مخزونا كفاحيا لا ينضب، وهو قادر على هزيمة مشروعهم السرطاني الاستيطاني في المنطقة، ويؤكد أن نهج المقاومة هو طريق حرية شعبنا.”
وقال القيادي في حركة حماس د. عبد الحكيم حنيني “عملية جنين البطولية تحمل إصرار شعبنا على المضي في معركة الدفاع عن الأسرى والأسيرات”.
وأضاف حنيني في تصريح صحفي “نبارك عملية الدهس البطولية بالقرب من مدينة جنين، والتي تأتي في إطار رد شعبنا على عدوان الاحتلال بحق الأسرى، والعدوان الآثم الذي نفذته قوات الاحتلال بحق أسيراتنا الماجدات.”
وتابع “إن ارتقاء الشهداء يزيد شعبنا إصرارا على مواصلة الطريق نحو الحرية، وإن هذه الدماء الزكية تكتب عهد الوفاء لأسرانا بالحرية.”
وقال حنيني “نتوجه بالتحية لأبناء شعبنا في محافظة جنين، فهي خزان المقاومة وعنوانها منذ ثورة القسام وحتى يومنا الحاضر، وإن العمليات والاشتباكات البطولية التي تشهدها المحافظة هي رسالة عز وفخار لشعبنا، وعلى العدو أن ينتظر رصاص المقاومة في كل أزقتها.”
وقال أيضا “نحذر العدو من مواصلة عدوانه على الأسرى والأسيرات الماجدات، وليعلم أن ما ينتظره ثورة عارمة في كل فلسطين تحفظ لأسرانا وأسيراتنا كرامتهم، وتقربهم أكثر من وعد الحرية.”
ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شهيد “عملية جنين البطولية”، وقالت في بيان لها “نعزي عائلة الشهيد وذويه ورفاقه. “
واعتبرت الديمقراطية بأن ” عملية جنين تؤكد أن المقاومة ستتواصل حتى دحر الاحتلال وانجاز حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة. “
وشددت بالقول ” إجراءات الاحتلال القمعية وجرائمه المتواصلة وعنف المستوطنين وارهابهم لن تمنع شعبنا من مواصلة نضاله ومقاومته بكل الأشكال المتاحة حتى كنس الاحتلال. “
وقالت الديمقراطية ” عملية جنين هي دليل على أن شعبنا الفلسطيني لن ينسى أسيراته وأسراه يواجهون صلف السجان الإسرائيلي لوحدهم.”
ونعى المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين “منفذ عملية الدهس البطولية” قرب حاجز “دوتان” في جنين وقال في تريح صحفي “عملية الدهس البطولية على حاجز دوتان الصهيوني رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني بحق اسيراتنا وحرائرنا الماجدات في السجون الصهيونية “.
واعتبر المكتب الإعلامي “عملية الدهس البطولية تبرهن على تجذر المقاومة واشتعالها في نفوس وعقول شبابنا الثائر في الضفة الغربية رغم كل المحاولات القمعية والملاحقة لكل شيء يرمز الى المقاومة .”
وقال “شعبنا سيواصل مقاومته وستزداد المقاومة والثورة والانتفاضة اشتعالا حتى زوال الارهاب الصهيوني واقتلاعه من ارضنا .”
وتابع “ندعو شبابنا الثائر الى تصعيد المقاومة وتحويل الارض براكين غضب وثورة تحت اقدام المحتلين الصهاينة في كل شبر من ارضنا المباركة .”
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن “حركة حماس لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اعتداء الاحتلال على الأسرى في السجون الصهيونية.”
وقال بدران في لقاء عبر فضائية الأقصى مساء الأحد، إن” الحركة أوصلت رسالة للاحتلال بأن حماس وقوى شعبنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء الاعتداء على الأسرى والأسيرات.”
وأشار إلى أن” عملية الأسير المبحوح وعملية الدهس مساء اليوم في جنين رسالة من داخل الأسر وخارجه للاحتلال بأن الاعتداء على الأسيرات لن يمر دون رد، مؤكدا أن الأسيرات خلفهن رجال، ولا يمكن السماح للاحتلال بالاستفراد بهن.”
وأضاف أنه” على العالم أن يدرك أنه لا توجد لدى مقاومة شعبنا خطوط حمراء في الدفاع عن الأسرى والمسرى، ولا يمكن أن تخذل أسرانا وأسيراتنا، وستستخدم ما لديها من أوراق القوة لحمايتهم، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال لا تتعلم الدروس أمام قوة وصلابة الأسرى.”
ونوه بدران “بأن قضية الأسرى من أهم القضايا الاستراتيجية لدى حماس، وهي ملتزمة بالعمل من أجل حرية الأسرى وصون حقوقهم”، مشيرا إلى “أنها تجري تحركات على المستوى السياسي بالاتصال مع دول وأطراف حول معاناتهم، والتنسيق مع الفصائل لتكثيف الدعم والإسناد واتخاذ خطوات لحمايتهم.”
وشدد بدران على أن” حماس ستبقى الأحرص على حقوق شعبنا وأسرانا وأسيراتنا، داعيا الجهات الرسمية الفلسطينية للتحرك العاجل على مستوى الاتصالات الدولية والتوجه إلى المحاكم ضد الاحتلال الذي ينتهك الاتفاقيات الدولية في التعامل مع الأسرى.”
وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، طارق عزالدين، أن “تصاعد العمليات الفدائية في الضفة المحتلة دليل على حيوية المقاومة واستمراريتها نحو التصعيد، ورد على جرائم الاحتلال الصهيوني واعتداءات المستوطنين.”
وأوضح عز الدين في تصريح صحفي “أن إرهاب قوات الاحتلال المنظم ضدّ الشعب الفلسطيني الأعزل دليل على النهج الإجرامي للمحتل وتوغله بدماء أبناء شعبنا. “
وأشار إلى أن “العملية البطولية بالقرب من مستوطنة مافودوتان القريبة من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، عمل بطولي ومشروع، مبيناً أن الشباب الثائر بالضفة المحتلة يستبسل في كل مكان أمام آلة بطش الاحتلال.”
وبارك عز الدين هذه” العملية الفدائية”، داعياً “أبناء الشعب الفلسطيني إلى تفعيل المقاومة الشعبية والمسلحة بكل أشكالها، وعدم ترك الاحتلال وقطعان المستوطنين يعيثون فساداً في الأرض المحتلة.”
وباركت حركة المقاومة الشعبية عملية حاجز “دوتان” غرب مدينة جنين وقالت “نعتبرها تقدماً مميزاً في العمل المقاوم ضد الاحتلال ورداً على جرائمه الإرهابية بحق شعبنا وأسرانا واسيراتنا.”
وأضافت الحركة في تصريح صحفي “نحيي منفذ العملية البطولية ونؤكد أن العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الحراب والقوة، ندعو الشباب الثائر في الضفة الغربية والقدس المحتلة لمزيد من العمليات البطولية التي توجع العدو ومستوطنيه.”