إسرائيل ليوم – بقلم: يوآف ليمور “عشرة أمتار، ربما أقل، تفص بين مكتب نائب رئس الشاباك ومكتب رئيس الشاباك. قطع رونين بار هذا الطرق مئات وربما آلاف المرات في السنتي ونصف الأخيرتين. حين يسير فيه بعد د، سيكون مختلفاً تماماً. بعد سنوات من الخدمة في الظلل، لم يعد هذا كشفً فحسب، بل مسؤولية. من اللحظة التي نقل إليه المنصب غداً باحتفال في مكب رئيس الوزراء، سيكون الثقل كل على كتفيه. صحيح أن سيكون من خلفه آلاف العاملات والعاملين في الشاباك – آلة شرية، تنفيذية، اتخبارية وتكنولوجية هائلة – ولكن عون الجميع ستكون موجهة إليه.
بار (أو فيرزوفسكي كما يسميه اجميع، على اسم عائلته الأصلي السابق قبل أن يُعبرن قبل بضع سنوات)، يحوز ل المؤهلات ليقوم بهذه المهمة. فهو يعرف الشاباك جيداً، وضليع بعمق في عمله وفي غاياته. كم أن معرفته لجهاز لأمن كله عميقة وحميمية: فقد استدين مرتين في الماضي لموساد، وعمل مع الجهاز بتلاصق في وظئفه التنفيذية الختلفة، وكما ذكرن آنفاً أيضاً مع اجيش الإسرائيلي، لذي استقبل تعيين بعطف ظاهر.
إن تحديات لشاباك تحت قيادة بار معروفة، وأساسها إحباط الإرهاب مظاهره المختلفة ي الساحات المختلة. الضفة، حيث يسير الشاباك بيد عليا كما أثبت في سلسلة إحباطات في الفتة الأخيرة، وكذا غزة، التي للشاباك يها دور مهم ومزدوج: في الإعداد للمعركة التالية، وكذا في تسوية محتملة مع حماس. وسيكون موقفه حرجاً إذا ما طلب منه الوصول إلى حسم في صفقة محتملة لتبادل الأسرى. سيد رئيس الوزراء صعوبة جماهيرية في اسير ضد موقف رئيس لشاباك إذا ما حذر من ثمن محتمل لتحرير قتلة؛ يوفال ديكن – الذي عارض صفقة شاليط، خفف عن إيهود أولمرت رفض ثن الصفقة، بينما يورام كوهن – الذي يد الصفقة فقد خفف عن بنيامين نتنياو تنفيذها.
قد يخلي أبو مازن مكانه في قيادة السلطة في فترة بار. وسيكون للشابك دور مركزي في تشيص السياقات وتحدد الخلفاء المحتمين، خصوصاً منع التطرف والتصعيد، ومنع محاولات محتملة من حماس لاستغلال التغييرات للسيطر على الضفة أيضاً.
وسيكون بار مطالباً بتدية دور مركزي أكبر في مكافحة الجرية في الوسط العربي. نداف ارغمان، سلفه، عارض ذلك. ولكن ار يتبنى نهجاً فاعلاً وموسعاً أكثر. وسيكون تحققه منوطاً بقرارات حكومية وبإقرارات قانونية مركبة. ولكن المنطقة الشمالية في لشاباك – المسؤول أيضاً عن معالجة معظم الوسط العربي، ستتلقى رفعاً مهمً للمستوى من حيث لوسائل والتكنولوجيا والقوى البشرية.
ثمة سياقات أخرى سيقدها بار، بعضها بنيوية وأخرى شخصية. الأولى بينها هي م فعله أمس، عندما رر تعيين من يسمى م” نائباً له. يتلى “م” الآن رئاسة منطقة القدس والفة في الجهاز. وهو يعتبر مفعلاً ممتازاً للعملاء. بتعينه، حقق بار ربحاً مزدوجاً: عطل نقداً داخلياً في الشااك على أن رجال المليات لا يعينون إلا رجال عمليات في المناصب المركزية في الجهاز، ووضع إى جانبه خبيراً مهنياً للشؤون العربية يعززه في نقاط ضعفه.
وتواصلاً لذلك، سيكون مطالباً قريباً بتعيين رئيس جدي لقسم الأركان (رق 3 في الشاباك) وكذ رئيس جديد لمنطقة القدس والضفة. وعليه أيضاً أن يقرر في أقرب وقت ممكن أي صورة جماهيرية تكن للجهاز وله نفسه؛ هل سيكون الشابا “درعاً لا ترى” رمزه الرسمي، أم أن الناس سيرونه ويمعونه أكثر.
ولكن اختبره الأساس لن يكون هناك، بل في الشجاعة التي يبديها في الغرف المغلقة، ولا سيما أمام رئيس الوزراء. العلاقات ين الرجلين حرجة لأداء الجهاز لمهامه، ولكنها حرجة لليمقراطية أيضاً: رئيس الوزراء هو قاد الشاباك، ولكن على رئيس الشاباك أ يعرف كيف يكون مسقلاً ويقول رأيه باستقامة، بمهنية وبلا خوف، حتى لو اضطر لدفع ثمن على ذلك. سيكون بار مطالباً بتصميم جيناته، ويتذكر أنه موظف لدى الجمهور وليس لى الحكومة. إذا ما نجح في ذلك فسيحوز كل أسباب النجاح.