“مناهضة الأبارتهايد” تعقد ورشة حول منظومة الأبارتهايد في القوانين والتشريعات الإسرائيلية

عقدت دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في منظمة التحرير الفلسطينية ورشة عمل حول “منظومة الأبارتهايد في القوانين والتشريعات الإسرائيلية”، بمشاركة عدد من الشخصيات المختصة في الأبارتهايد الإسرائيلي.

 

وحضر الورشة عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وممثلي الفصائل والقوى ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، والنشطاء ومختلف القطاعات الأكاديمية والإعلامية، والمؤسسات القانونية.

 

وافتتحت الورشة التي أدارها الأستاذ المحامي إبراهيم ذويب، بالسلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني.

 

وبعد الترحيب بالمشاركين والحضور، قدم الأستاذ إبراهيم ذويب نبذه عن عمل دائرة مناهضة الفصل العنصري ونشاطها، والحملة التي تنظمها بالتعاون مع الشركاء، لعقد الملتقيات والمؤتمرات على المستويات العربية والأوروبية، وفي أمريكا اللاتينية؛ تحضيرا لانعقاد المؤتمر الدولي لمناهضة الأبارتهايد الإسرائيلي؛ المزمع عقده في جمهورية جنوب أفريقيا بداية عام 2024.

 

وتحدث المدير العام لـ”مركز عدالة”، والمحاضر في كليات القانون في جامعات الداخل المحتل، الدكتور حسن جبارين، عن حياة الفلسطينيين في أراضي 48، وأنها يجب أن تكون نقطة البداية لتحليل الفصل العنصري الإسرائيلي، لان الداخل هو موقع النضال المدني ضد التمييز العنصري بين المواطنين، رغم وجودهم تحت مظلة قانونية واحدة.

 

وأشار المدير العام لـ”مركز عدالة” أن الأبارتهايد الذي تمارسه إسرائيل هو فصل عنصري حقيقي، وان الضفة وغزة تعيشان في واقع الأبارتهايد، بشكل أكبر مما كانت عليه جنوب إفريقيا في وقتها.

 

وأوضح جبارين أن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ينفي مبدأ المواطنة المتساوية، ويعزز بدلا منها فئتين مختلفتين من المواطنة، رغم أن الاحتلال العسكري هو السمة الرئيسية للأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، غير أن الفلسطينيين لا يرون أن النضال من اجل المساواة في الحقوق بينهم وبين المستوطنين هو هدف كفاحهم، إنما الهدف هو إزالة الاحتلال والاستيطان، وانتزاع حق تقرير المصير بإقامة الدولة المستقلة.

 

وأوضح المدير العام لـ”مركز عدالة” أن مشاركة الفلسطينيين في الداخل المحتل في الانتخابات الإسرائيلية ووجود أعضاء في الكنيست الاسرائيلي والسلطة القضائية لا ينفي حقيقة الفصل العنصري الاسرائيلي، لان القرارات في السلطتين التشريعية والقضائية الإسرائيلية لا يتخذها إلا المواطنون اليهود.

 

من جهته، تحدث المختص في القانون الدولي الإنساني، الأستاذ رزق شقير، عن الأوامر العسكرية للمحتل الاسرائيلي منذ عام 1967، مبينا أهدافها والغاية من إصدارها، وتأثيرها على مختلف مناحي حياة الشعب الفلسطيني، وتغييرها للوضع القانوني القائم، وإقامة بنية استيطانية متكاملة؛ تنمو على حساب المجتمع الفلسطيني.

 

وأوضح رزق شقير أن الهدف الرئيس للأوامر العسكرية هو تحقيق الضم الفعلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وإحكام قبضة سلطات الاحتلال على الفلسطينيين وشؤون حياتهم، مؤكدا أن عدد الأوامر العسكرية حتى نهاية العام 2021، بلغ 1970 أمر، إضافة الى مئات الأنظمة والتعليمات والمنشورات العسكرية، وتقع جميعها في 43 مجلد، بما مجموعة 18600 صفحة.

 

وبيّن شقير أن سلطات الاحتلال استفادت من الأجواء السلمية المشاعة، بدءا من اتفاق أوسلو عام 1993، من أجل تكريس احتلالها واستحواذها على الأرض، وإقامة وتوسيع المزيد من المستوطنات.

 

وتابع المختص في القانون الدولي والإنساني أن طبيعة الاحتلال الاسرائيلي وسماته، هو احتلال حربي طويل الأمد، استعماري استيطاني ذو طبيعة عنصرية، تستوجب من الأسرة الدولية والدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، تحمل مسؤولياتهم القانونية عبر اتخاذ ما يلزم من تدابير، لإجبار الدولة القائمة بالاحتلال على الامتثال لمبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني، وقرارات المجتمع الدولي، ممثلا بمجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمن المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى ذات العلاقة.

 

وعقب على الندوة الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أمير مخّول، قائلا إنه يجب التعامل مع الفلسطينيين كوحدة واحدة في أماكن تواجدهم كافة، لأن منظومة السيطرة واحدة، والتشتيت جزء من إستراتيجية الاحتلال، مضيفا أن مفهوم “الأبارتهايد” يحمل أكثر من معنى، حسب الحالة، مشددا على أهمية التفكير الجماعي المشترك بتوضيح مفهوم “الأبارتهايد” فلسطينيا.

 

وقال مخّول إن “المحكمة العليا الإسرائيلية” لم تقف يوما في وجه الاستيطان والجدار، مشيرا إلى أن النظام الإسرائيلي عنصري بما فيه الكفاية، لذا فإن منظومة الاستيطان تعيد نفسها، حيث إن لها نفس الأهداف والغايات التي تنطلق جميعها من مفهوم التهويد.

 

وأردف المختص في الشأن الإسرائيلي أن الاحتلال يهدف إلى تدمير الكيانية الفلسطينية بما فيها الشتات، والاستعجال في الضم وقوننة المستوطنات واستباحة الأماكن المقدسة.

 

وأكد أن الواقع الإسرائيلي الحالي يشكل سطوة على الفلسطينيين، لكنه فرصة للتحرر والتفكير الاستراتيجي للتخلص من الاحتلال، عبر بناء بنية فعل سياسي شعبي؛ فيها رصد لسياسات وقوانين وممارسات وتصريحات الاحتلال.

 

وتطرق مخّول إلى أهمية ودور دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في منظمة التحرير الفلسطينية، والجهد المنهجي والتحركات التي تقوم بها في هذا الاتجاه؛ على المستويات الوطنية والعربية والدولية، إضافة إلى الدور الذي تلعبه في وحدة تحرك الشعب الفلسطيني.

 

وشارك الحضور بمداخلات عديدة ومهمة، حيث تحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عدنان الحسيني عن أوضاع القدس، والتحديات التي يتصدى لها الشعب الفلسطيني، كما تحدث الكاتب عمر الغول عن الطبيعة الاستيطانية الإحلالية للمشروع الصهيوني، وأهمية وحدة شعبنا وقواه في هزيمته.

 

كما قدمت عدة مداخلات هامة، من الأساتذة إبراهيم الشيخ وعمار بدر والارشمندريت عبد الله يوليو، الذي حذر من الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة الاحتلال الهيمنة عليها.