بعد نجاته من 5 محاولات اغتيال، تمكنت وحدات المستعربين الإسرائيلية الخاصة من الوصول للأسير المحرر عبد الله حسن صبح، واعتقاله في عملية خاصة بمخيم جنين بتاريخ 4/9/2023، بتهمة الانتماء لكتائب القسام الجناح العسكري ل”حماس”، ومقاومة الاحتلال الذي يواصل عزله واحتجازه في أقبية التحقيق في سجن الجلمة، وسط قلق ومخاوف أسرته، كونه جريح وتعرضه للضرب الوحشي خلال اعتقاله ورفيقيه معتصم جعايصة وورد شريم، والذي أصيب برصاص المستعربين هلال اعتقاله.
المواطن الستيني حسن صبح، قال لمراسل “القدس” دوت كوم: “إن المأساة الكبرى، كون عبدالله يعاني من ألم وأثار رصاصة إسرائيلية مستقرة في الرئة وتسبب له ضعف في النفس وأوجاع مستمرة، ويحتاج لمتابعة طبية باستمرار”.
وأضاف: “عندما تعرض لمحاولة اغتيال خلال تفجير مركبته، أصيب بحروف في جسده بشكل كامل، وما زال يخضع لعلاج طبي طويل، لذلك نؤكد على ضرورة عرضه على طبيب أو أطباء مختصين في حالته الصحية التي يعاني منها إثر تعرضه لمحاولات الاغتيال وهذا حقه”.
ويكمل: “نحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته، فالجميع يعرف أنه يتعمد إهمال علاج الأسرى ويستغل إصابتهم للضغط عليهم أثناء التحقيق”.
في بلدة برقين، ولد عبد الله قبل 22 عاماً، ويعتبر الثالث في عائلته المكونة من 7 أفراد، عاش ونشأ في بلدته التي تعلم بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، ثم درس تخصص هندسة متقدمة ميكاتورنكس في المدرسة الصناعية في جنين، وبعدها اعتقل في المرة الأولى بتاريخ 12/7/2020.
ويفيد والده، أن الاحتلال اعتقله من منطقة طولكرم، وتم نقله إلى التحقيق مباشرة، وتعرض للتعذيب والعزل، واستمرت محاكمته لفترة طويلة حتى حوكم بالسجن الفعلي لمدة عامين وغرامة مالية بقيمة 2000 شيكل، موضحاً أنه خلال هذه الفترة، تنقل بين عدة سجون، وعانى من العقوبات المشددة منها العزل ومنع الزيارات، ولم يتمكن والده وشقيقه من زيارته سوى مرة واحدة على مدار العامين.
قبل أكثر من عام، أدرجت قوات الاحتلال اسم عبد الله ضمن قائمة المطلوبين، ويقول والده: “هدده الاحتلال بالتصفية لدوره البطولي في المقاومة، واتهمه بالعضوية في قيادة كتائب القسام، واستمر استهدافه وملاحقته ونصب الكمائن له، حتى أصيب برصاصهم في الظهر، وما زالت الرصاصة مستقرة في الرئة”.
ويضيف: “لم تنال التهديدات من إرادته ومعنوياته، وأكمل مسيرته النضالية، ونجا من خمسة محاولات اغتيال بأعجوبة، فهو مناضل حر وفلسطيني عاشق لوطنه وأرضه، وأدى واجبه ككل شاب غيور على وطنه، ودوماً كان يعبر عن تمسكه بالنضال من أجل يعيش وكل أبناء شعبه في وطن حر ومستقل”.
يروي والد الأسير الجريح صبح، أن وحدات المستعربين، تسللت صبيحة تاريخ 4/9/2023، بواسطة مركبات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، لحي “الغبس” على أطراف مخيم جنين، وحاصرت مبنى محلي تواجد به عبد الله وورد ومعتصم، في محاولة لاختطافهم أو تصفيتهم، لكن الأهالي والمقاومة، اكتشفوا الكمين، مما أدى لاندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاومين من كافة الأجنحة العسكرية وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة بأكثر من 50 دورية، مدعومة بالطائرات المسيرة، وقد تمكنت المقاومة من إسقاط إحداها.
وبحسب الشهود، أغلقت قوات الاحتلال المنطقة، واحتلت المنازل ونصبت فرق القناصة، لدعم الوحدات الخاصة في ظل الاشتباكات العنيفة وإلقاء العبوات الناسفة على الدوريات العسكرية، وخلال محاولة المقاوم ورد الهرب، تعرض لإطلاق نار مما أدى لإصابته، بينما هاجمت الوحدات الخاصة معتصم وعبد الله، واعتدت عليهما بشكل وحشي حتى تمكنت من السيطرة عليهما واعتقالهما.
في زنازين التحقيق بسجن “الجلمة”، تحتجز قوات الاحتلال حالياُ الأسير عبد الله رهن التحقيق، ويقول والده “أبو محمود”: “الاحتلال الذي يدعي دائما بالإنسانية، اعتدى جنوده ومستعربيه على ابني عبد الله بالضرب المبرح بشكل وحشي، كما شاهدنا ذلك عبر الكاميرات التي نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويضيف: “ما زال مصيره مجهولاً، المحكمة مددت توقيفه بناء على طلب المخابرات التي منعت المحامين من زيارته وحضور محاكمته مما يسبب لنا القلق لخوفنا من تأثير إصابته”.
ويكمل: “والدته الخمسينية “حسنات”، وهي تعاني من إعاقة ومقعدة بسبب إصابتها بأمراض مزمنة، أكثرنا حزناً وتأثراً على وضع وحياة ابنها، وبشكل مستمر تتحدث عن عبد الله وتفتقده وتفتقد حضوره وروحه الجميلة والمرحة واسمه لا يغيب عن لسانها، وتشاركنا الدعاء لرب العالمين ليحميه من الجلاد الإسرائيلي وعودته لأحضانها قريباً”.
واتهمت قوات الاحتلال الأسرى صبح وشريم وجعايصة بالانتماء لكتائب القسام، والضلوع في اشتباكات مسلحة والمقاومة.