هل ثمة صفقة تبادل أسرى قريبة أم تصريحات نتنياهو للتهدئة؟

مع فشل كافة المحاولات السابقة، عادت قضية تبادل الأسرى بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للواجهة، بعد حديث بنيامين نتنياهو مجددًا عن استعادة جنوده الأسرى لدى “حماس”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو، قوله إنه يعمل على استعادة الأسرى مرة أخرى، فيما شكك أهالي الأسرى من جدية هذه التصريحات، حيث أكدوا أن الحكومة الإسرائيلية لا تعمل جيدًا في هذا الملف، ولا تحرص على استعادتهم.

وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات نتنياهو، وما إن كانت تحمل في طياتها طريقا جديدًا لإعادة التفاوض على هذا الملف، لا سيما بعد فشله مرات عدة.

تهدئة الأوضاع
اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن حديث نتنياهو عن إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس لا يعبر عن جدية، بل جاء في مناسبة خاصة، كما أن الحديث عن صفقة تبادل الأسرى لم ينقطع منذ سنوات طويلة، وإسرائيل دائما من كانت تتسبب في فشل هذه الصفقة.

وبحسب الصواف، يأتي حديث نتنياهو بعد أن بدأ في الشعور بالضغط من قبل الرأي العام الإسرائيلي بسبب الأزمات الداخلية والإضرابات والاحتجاجات التي تهدف لإسقاط حكومته، ما دفعه للتحرك نحو صفقة عودة الجنود، حيث يدفعه وضعه الداخلي للتفكير بشكل جاد في الحديث مع المقاومة الفلسطينية، عبر الوسيط المصري للوصول لحل لهذه الأزمة.

واستبعد المحلل السياسي الفلسطيني أن تكون إسرائيل تسعى أو تفكر في الحديث حول صفقة تبادل للأسرى حتى تهدأ الأوضاع الداخلية، بيد أن هذه التصريحات حول صفقة أو إطلاق قريب قد يؤدي إلى حالة هدوء مؤقت مع المقاومة الفلسطينية، وتجنب تحركاتها.

ولفت إلى أن التفكير الجاد من قبل نتنياهو في تفعيل مسألة التفاوض مرة أخرى مع المقاومة من أجل استرداد الأسرى الإسرائيليين، قد يجعل وضعه الداخلي أفضل، وقد يحقق شيئًا من الهدوء خلال عملية التفاوض، وحتى تتم الصفقة.

استهلاك إعلامي
في السياق نفسه، اعتبر ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن تعهد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعادة الأسرى من قطاع غزة لا يوحي بوجود صفقة تبادل أسرى جديدة بينه وبين حركة حماس، حيث جاءت ضمن كلمة ألقاها في ذكرى خاصة بهم، فيما جاء هذا التعهد الرسمي بإعادة الجنود ضمن بروتوكول خطابي لا أكثر، يتناسب مع هذه المناسبة.

وبحسب أبو عطيوي، من المعلوم أن إسرائيل وبسبب شروطها غير المقبولة، هي التي أغلقت الحديث حول ملف تبادل الأسرى، ولم تترك حتى الباب مواربًا لاحتمالية نجاح أي صفقة تبادل مقبلة وقريبة، وهذا بعد انتهاء العام المنصرم دون إنجاز الصفقة من قبل الحكومة الإسرائيلية، إضافة إلى قناعة أهالي وعائلات الأسرى الإسرائيليين وحديثهم عبر وسائل الإعلام، أن حكومتهم لم تفعل ما يكفي لإعادة الجنود الأسرى.

ولفت المحلل الفلسطيني إلى تصريحات أوفيك شاؤول” شقيق “أرون”، الجندي الأسير لدى المقاومة في غزة، والذي أكد أن الفرصة كانت سانحة من أجل إطلاق الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكنه أكد أن إسرائيل تخلت عنهم، مؤكدًا أن الحكومة تحاول تصوير الصفقة بأنها قد تضر بالأمن، بيد أنه لا مخاطر أمنية من وراء إبرامها.

وقال أبو عطيوي، إن ما ذكره بنيامين نتنياهو يعد خطابًا إعلاميًا مستهلكًا، جاء ضمن مناسبة تقتضي الضرورة فيها التأكيد والتعهد باستعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون أي دلائل على وجود مؤشرات حقيقية واضحة لوجود مثل هذه الصفقة في الوقت القريب.

ويرى المحلل الفلسطيني، أن التعهد الذي جاء على لسان نتنياهو هو تعهد وقتي، من أجل إرضاء عائلات الأسرى، وفي إطار تكرار التعهدات والوعود الفضفاضة، والتي لا تستند على أي قاعدة حقيقية لإمكانية إبرام وإنجاز صفقة تبادل جديدة، أو باتجاه تحريك قريب لملف الأسرى، نظرا للظروف الداخلية المحيطة في نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، وفي ظل ارتفاع أصوات الغضب والمعارضة لدى الرأي العام الإسرائيلي، وخصوصا بما يتعلق بملف القضاء، والذي من الممكن أن تشهد الأسابيع المقبلة إسقاط حكومة نتنياهو والذهاب لانتخابات جديدة.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عرضت كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس ، رسالة مصورة للإسرائيلي أفرام مانغستو، المحتجز لديها منذ عام 2014، دعا فيها حكومته إلى العمل على الإفراج عنه، وقال مانغستو وهو من أصل إثيوبي، في المقطع المصور: “إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟”.

وتحتفظ كتائب “عز الدين القسام” بأربعة جنود إسرائيليين أسرى في قطاع غزة هم: شاؤول أرون ،وهدار غولدن، وأبراهام مانغستو، وهشام السيد.