ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، أن هناك على ما يبدو تعاوناً في هجمات القرصنة بين روسيا وإيران، وهو الأمر الذي قد يشكل تحدياً لإسرائيل.
وقالت “تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء، إن المحاولة الأخيرة لاختراق الإسرائيلية من قبل مجموعة مرتبطة بموسكو تشير إلى أن طهران تحصل على مساعدة في تعزيز قدراتها في الحرب الإلكترونية بعد سنوات من التعثر، لافتة إلى أن مجموعة القراصنة قامت بإغلاق مواقع البنوك الإسرائيلية وشركات الاتصالات والخدمات البريدية وغيرها يوم الجمعة الماضي.
إشارة لإسرائيل
وأضافت الصحيفة أنه على مدى سنوات كان يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المخصص للتجمعات المناهضة لإسرائيل التي أيدتها إيران تحت شعار “يوم القدس” مصحوباً بنشاط من مجموعات قراصنة تحاول تعطيل الحياة الإسرائيلية، إلا أن هجوم الجمعة الماضية يحمل إشارة لافتة.
ولفتت إلى أن مجموعة القراصنة التي تحمل اسم “Anonymous Sudan” وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، ليست لها علاقة بالسودان “الدولة التي تخوض حالياً حرباً أهلية مميتة”، مشيرة إلى أن الخبراء يعتقدون أن تلك المجموعة لديها روابط قوية مع روسيا، ويرى الكثيرون بصماتها وراء الهجوم الإلكتروني أيضاً.
مرحلة جديدة
وتقول الصحيفة إنه إذا تم تأكيد ذلك، فإن التعاون الإيراني الروسي في الفضاء الإلكتروني سيمثل مرحلة جديدة في حرب الظل طويلة الأمد بين إسرائيل وإيران.
وتصاعدت الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل خلال السنوات الماضية. وليس سراً أن الدولة العبرية التي عقدت العزم على منع إيران من حيازة سلاح نووي وقدرات صاروخية متطورة، كانت وراء هجمات إلكترونية عطلت عمل إيران وألحقت أضراراً بالمنشآت الإيرانية.
وقالت الصحيفة: “إن إيران مصممة على بناء قدراتها السيبرانية للرد على القرصنة الإسرائيلية وبدء هجماتها الخاصة”، مشيرة إلى أن الهجوم السيبراني في عام 2020 والذي استهدف منشآت المياه الإسرائيلية كان أول غزو إيراني في إطار الحرب الإلكترونية.
وذكرت “تايمز أوف إسرائيل” أن الدفاعات الإلكترونية الإسرائيلية منعت حتى الآن حدوث أضرار جسيمة، لكن طهران لم تتخل عن المحاولة، ومع تكثيف التعاون العسكري بين طهران وموسكو بالفعل على خلفية الحرب في أوكرانيا، يبدو أنه من المناسب لإيران اللجوء إلى روسيا من أجل تعزيز قدراتها الإلكترونية والبحث عن فرص لمبادرات مشتركة.
حرب نفسية
وبحسب الصحيفة، يبدو أن معظم الهجمات الإلكترونية التي نفذتها إسرائيل وإيران حتى الآن هي أشكال من الحرب النفسية، وهي عمليات تهدف إلى التأثير على الرأي العام للضغط على النظام الحاكم، أو لإثارة احتجاجات مزعزعة للاستقرار.
ولفتت إلى أن الإيرانيين لم يكونوا بحاجة إلى مساعدة روسية لاختراق المواقع الإسرائيلية يوم الجمعة، إلا أن تنفيذ هجوم منسق مع متسللين روس يوجه رسالة قوية إلى إسرائيل.
وفي إطار التعاون العسكري المتنامي بين إيران وروسيا خلال الحرب في أوكرانيا، تزود موسكو طهران بالمعرفة الإلكترونية وتساعدها في اكتساب قدرات مراقبة رقمية متقدمة، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهر الماضي.
ونقلت إيران طائرات بدون طيار وصواريخ قصيرة المدى وذخائر أخرى إلى روسيا، مما عزز جهودها الحربية الضعيفة، كما ورد أنها تأمل في الحصول على طائرات هليكوبتر هجومية وطائرات مقاتلة روسية.