نشرت ميرتيل بوفريه، وهي مصممة خزف فرنسية، صورا لمنحوتة من خزف البورسلين صنعتها مؤخرا وشاركت هذا الإلهام الإبداعي مع معجبيها على انستغرام.
لقد مضت ست سنوات منذ أن أنهت بوفريه دراستها في جامعة جينغدتشن للخزف في الصين وبدأت في إدارة استوديو للتصميم في مدينة ليموج الواقعة في جنوب غرب فرنسا والمعروفة على نطاق واسع بخزفها.
قالت بوفريه “رحلاتي إلى عاصمتي خزف البورسلين في البلدين هي التي تلهمني باستمرار”.
تخصصت جينغدتشن، الواقعة في مقاطعة جيانغشي شرقي الصين، في هذه الحرفة منذ أكثر من 1800 عام. وفي عام 2010، قامت بتأسيس زوج من علاقات التوأمة مع مدينة ليموج، التي بيع خزف البورسلين المنتج فيها بجميع أنحاء أوروبا.
تعد بوفريه من بين جموع فناني الخزف والطلاب الأجانب الذين توافدوا على جينغدتشن، بعد أن قامت جامعة جينغدتشن للخزف ومدرسة ليموج الوطنية العليا للفنون معا بتأسيس استوديو دولي للخزف.
وذكرت في حديثها “أنا معجبة بالحرفيين في جينغدتشن الذين يرثون تقنية صناعة خزف البروسلين التي تعود لآلاف السنين”.
ابتكر الاستوديو مئات الأعمال الفنية الخزفية. من بين هذه الأعمال، كانت مجموعتان من أعمدة الإضاءة الخزفية، صممهما وصنعهما طلاب فرنسيون وصينيون في نهاية عام 2018، هما الأكثر تميزا.
يشهد عمودا الإنارة، المكتوب عليهما “شكرا يا جينغدتشن وأحبك يا ليموج”، على التبادلات الثقافية بين البلدين. والآن، يقف أحدهما في شارع ليموج فيما يتم عرض الآخر في قاعة العرض بالاستوديو.
من ناحية أخرى، كان تشو لي، أحد المبدعين المشاركين، يفكر دائما في كيفية الجمع بين مفهوم الإبداع الغربي الحديث والمهارات الصينية التقليدية أثناء الدراسة في المكانين. وقال “أريد أن أدمج السحر القديم للبورسلين الأبيض والأزرق مع الجماليات الغربية، لجعلهما يكسرا التقاليد ويخرجا للعالمية”.
في أوائل القرن الـ18، تم نقل “التركيبة المزدوجة” للكاولين — وهو معدن أبيض ناعم سمي على اسم قرية في الصين — وحجر خزف البورسلين من جينغدتشن إلى فرنسا، ليلعبا دورا رئيسيا في تطوير صناعة الخزف بفرنسا.
وقد قال ونغ يان جون، مدير متحف جينغدتشن الإمبراطوري للأفران، إن التبادلات بين البلدين في مجال الخزف متبادلة المنفعة، مضيفا أن بورسلين المينا الملون هو نوع من الخزف يجمع بين المادة الغربية والتقنية التقليدية الصينية.
أثناء دراستها في جامعة جينغدتشن للخزف، تدربت بوفريه ذات مرة في شركة وانغلونغ المحدودة للخزف في جينغدتشن، حيث يشارك مصممون أجانب في تصميم المنتجات. ونال صحن صممته هناك إعجاب طاه حاصل على نجمة ميشلان في فرنسا ثم اُستخدم كصحن لتقديم وجبة كبد الأوز.
وصرح نورمان ترابمان، المصمم الفرنسي، الذي يعقد مؤتمرات عبر دائرة الفيديو مع الحرفيين مرة في الأسبوع، قائلا إن “التعاون مع الحرفيين في جينغدتشن ألهمني كثيرا”.
وفي معرض أقيم في ميلانو بإيطاليا في وقت سابق من هذا العام، نجحت مجموعة من منتجات خزف سيلادون المخصصة للمراكز والمنتجعات الصحية، بما فيها حوض استحمام وحوض لغسل اليدين، صممتها شركة ترابمان، في جلب طلبيات عالمية للشركة.
وقال يوي وانغ لونغ، المدير العام للشركة، “لقد ساعدتنا التبادلات والتعاون عبر الحدود في اكتساب ثقل متزايد في السوق العالمية”.