اعتبر الاتحاد السعودي لكرة القدم أن امتناع نظيريه الفلسطيني والتركمانستاني عن التصويت لصالح استضافة المملكة بطولة كأس أمم آسيا 2027 هو “خطأ بسيط جدا”، مشددا على أنهما من أكثر الاتحادات التي ساندت الملف السعودي خلال الانتخابات.
وخلال اجتماع الجمعية العمومية الثالثة والثلاثين للاتحاد الآسيوي بالعاصمة البحرينية المنامة الأربعاء، صوّت 43 اتحادا من أصل 45 لصالح الملف السعودي، فيما امتنع الاتحادان الفلسطيني والتركمانستاني عن التصويت.
وقال رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل لصحيفة “الرياضية” السعودية، الأربعاء، بأن “رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب اعتذر عن امتناع المندوب الفلسطيني عن التصويت لصالح المملكة التي فازت بالفعل للمرة الأولى بحق تنظيم البطولة”.
وعقب الجمعية العمومية، التقى المسحل مع الرجوب الذي شرح ملابسات الامتناع عن التصويت، مرجعا إياه إلى “خللٍ فني”، وفق الصحيفة.
وفي حضور الرجوب قال المسحل: “أشكر أبو رامي (الرجوب) على مواقفه الإيجابية دائما مع الكرة السعودية.. أبو رامي دائما وأبدا داعم لأي موقف سعودي حسب تجربتي معه آخر سنوات”.
وذَكَّرَ بالاستقبال الشعبي للمنتخب السعودي عندما زار فلسطين عام 2019، وخاض مباراة على أرضها ومع منتخبها ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
ووصف المسحل ما حدث خلال التصويت بـ”خطأ بسيط جدا.. الاتحادان الفلسطيني والتركمانستاني من أكثر الاتحادات التي وقفت معنا في هذه الانتخابات”.
فيما قال الرجوب لنظيره السعودي: “واضح حصل خلل فني من مندوبنا.. أنا شخصيا غادرت بعد انتخابات المكتب التنفيذي لأسباب صحية طارئة”.
وتابع: “توجهت للأمين العام للاتحاد السعودي واعتذرت له وقلت أنني سأغادر فقال لي لن يكون هناك تصويت، وعلى هذا الأساس غادرت، واضح أن مندوبنا الذي كان موجودا أخطأ، وأعتقد أنها المرة الأولى التي يشارك فيها”.
الرجوب أردف: “تحية لجميع الشعوب العربية وللشعب السعودي بملكه وولي عهده والسلطة الحاكمة وأسرة كرة القدم”.
وكانت قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية ذكرت أن الاتحاد الفلسطيني لم يصوّت لصالح السعودية، بينما صوّت لصالحها الاتحاد الإيراني، مما أثار جدلا وردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقدم السعودية دعما كبيرا للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية وعبر مساعدات للشعب الفلسطيني، بينما توجد ملفات خلافية بين السعودية وإيران اللتين تجريان محادثات منذ فترة لتطبيع العلاقات بينهما.
وفي فبراير/ شباط 2020، تقدمت السعودية بطلب لاستضافة نهائيات النسخة التاسعة عشر من كأس أمم آسيا، بشعار يحمل رؤية جديدة لمستقبل كرة القدم الآسيوية “معا لمستقبل آسيا”.
والسعودية هي حاملة اللقب ثلاث مرات لنهائيات كأس آسيا التي انطلقت عام 1956.
وعقب الفوز بالاستضافة، قال المسحل في تصريحات صحفية إن السعودية تتطلع إلى استضافة بطولة مميزة، حيث تستضيف ملاعب الرياض وجدة والدمام نهائيات أكبر حدث كروي قاري في ثمانية ملاعب أساسية.
والسعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم، واستثمرت مئات الملايين في صفقات رياضية بينها انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر واستضافة سباق “الفورمولا 1” في جدة إضافة إلى مباريات كرة قدم لأعرق الأندية الأوروبية.
كما تستضيف المملكة، خلال السنوات المقبلة، كأس آسيا للسيدات ودورة الألعاب الآسيوية والألعاب الشتوية الآسيوية على ثلج اصطناعي، مع أنباء عن احتمال التقدم بملف مشترك مع مصر واليونان لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.
وتشهد المنطقة انتعاشة رياضية منذ أن استضافت قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضي نهائيات كأس العالم 2022 للمرة الأولى في دولة عربية وذات غالبية مسلمة وفي الشرق الأوسط.