رفض السلام غير الكامل يؤدي الى هزيمة شاملة…. وزير خارجية إسرائيل الأسبق بن عامي: أوكرانيا ستوجه مصير الفلسطينيين إذا استمر موقفها

قال وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، شلومو بن عامي، إنه من غير المرجح أن تنجح أوكرانيا في حرب تتطلب قدرة تحمل، داعيا كييف أن تبدأ المفاوضات بينما لا يزال لديها ما تقترحه.
وكتب في مقال نشرته مجلة “الاستراتيجي” الأسترالية: “من المرجح أن تنفد قدرة أوكرانيا العسكرية على التحمل أولا، وإذا رفض القادة الأوكرانيون التفاوض قبل مرورهم بهذه العتبة، فإن الأمور ستنتهي أسوأ بكثير بالنسبة لهم مما لو حاولوا التفاوض بينما لا تزال لديهم ورقة مساومة”.
في الوقت نفسه، أوضح الدبلوماسي أنه من الصعب التوصل إلى مثل هذا الاتفاق الذي من شأنه أن يمنع “اندلاع المزيد من أعمال العنف”.

وقال، إذا رفض القادة الأوكرانيون التفاوض مع روسيا إلى أن تتجاوز أوكرانيا عتبة استنفاد الحرب، فستكون النتيجة أسوأ بكثير مما لو حاولوا التفاوض بينما لا يزال لديهم أوراق للمساومة. السلام عن طريق الإرهاق أفضل من عدم السلام على الإطلاق.

وأضاف، بينما تنتهي الحروب بشكل دائم، تظل الخلافات الأساسية قائمة. السلام هش وتقطعه نوبات من العنف. الطريقة التي تنتهي بها الحرب – سواء من خلال النصر المباشر أو الإرهاق أو الردع المتبادل – قد تحدث فرقًا ، حيث يقل احتمال منع الإرهاق من اندلاع في المستقبل من الهزيمة الجماعية لطرف واحد ، على سبيل المثال. لكن هذا غير مضمون. لا يعني ذلك بالتأكيد أن بعض أنواع السلام لا تستحق السعي وراءها.

وأشار الوزير الإسرائيلي الأسبق الى أنه، لا يوجد نقص في الأمثلة على الأطراف المتحاربة ذات مرة – تتبادر إلى الذهن كوريا الشمالية والجنوبية وإثيوبيا وإريتريا وصربيا وكوسوفو – متوازنة الآن في سلام هش. لا يزال يتعين على اليابان وروسيا إنهاء الأعمال العدائية في الحرب العالمية الثانية رسميًا، بسبب النزاع المستمر بينهما على جزر الكوريل، وعلى الرغم من توقيع هدنة في عام 1994، لم تتوصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق سلام دائم بشأن ناغورنو كاراباخ؛ وقعت اشتباكات جديدة في الآونة الأخيرة مثل العام الماضي.

وختم بن عامي مقاله، بينما من الواضح أن استمرار التوتر والعنف المتقطع ليس نتيجة مثالية، إلا أن الحروب الوحشية والدموية والممتدة في كثير من الأحيان التي سبقت فترات السلام الهش هذه كانت أسوأ. في الواقع، أولئك الذين يقاومون السلام غير الكامل – ويبقون ملتزمين بدلاً من ذلك بـ “سلام عادل” يتحقق ، على الأرجح ، من خلال الهزيمة الكاملة لخصومهم – غالبًا ما ينتهي بهم الأمر في وضع أسوأ، كان هذا صحيحا بالنسبة للفلسطينيين، ويبدو أن أوكرانيا ستواجه نفس المصير.